نشاط البطريرك الرّاعي - بكركي
وتابع الجميل: "هذا الإتفاق قد تم. لذلك لا يجب التراجع عنه. الإلتزام بامر ما يعني الإلتزام حتى النهاية. هذا القانون التزمنا به جميعنا، لذلك يجب ان يكون اليوم قاسما مشتركا بين الجميع اي بين كل الاطراف التي اجتمعت في بكركي والتي اكدت عليه في بيان مشترك لها، فيصبح قاعدة للإتفاق على قانون جديد."
ثم التقى غبطته النائب ايلي كيروز الذي عرض لإقتراح القانون الذي قدمه الى المجلس النيابي والمتعلق "بحماية الأطفال من الزواج المبكر وتحديد سن الزواج بعمر 18 سنة."
واستقبل البطريرك الراعي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، الذي قال بعد اللقاء:"لقد ناقشنا مع صاحب الغبطة عدة مواضيع ولا سيما ما يتعلق بوضع المستشفيات التي مرت بظروف مالية صعبة في السنوات الماضية. هناك بعض المستشفيات التي كانت تستقبل المرضى على اساس انساني اكثر مما هو مادي، وقد اصبح وضعها المالي اليوم صعبا جدا. نحن في صدد التعجيل بدفع المستحقات المرصودة لها من الوزارة، كما نتمنى على الجهات الاخرى الضامنة ان تستعجل المدفوعات عبر وزارة المال كي تبقى هذه المستشفيات مستمرة في تقديم الخدمة للمواطنين وللقطاع الإستشفائي بشكل عام."
وأضاف حاصباني:" وتطرقنا الى موضوع ما تقوم به الحكومة اليوم والنشاط المكثف لمجلس الوزراء لإقرار الموازنة والمضي قدما بقانون انتخاب كما ينظر اليه اللبنانيون. اليوم وبعدما تمت الموافقة على اقرار الموازنة في مجلس الوزراء يجب ان يتم التركيز على قانون الإنتخاب. هناك صيغ متعددة ولكنها محصورة جدا، وكان قد تم التداول بها بين الفرقاء السياسيين. وكنا قد طلبنا منذ فترة وضع قانون الإنتخاب على طاولة مجلس الوزراء باقرب فرصة ممكنة، ونحن بانتظار ان يعود الجميع من السفر لبت الموضوع."
وردا على سؤال حول امكانية تاجيل الإنتخابات، اكد حاصباني "ان المهلة تمتد لمنتصف الشهر الحالي"، لافتا الى ان "اقرار قانون جديد للإنتخابات يفرض المزيد من الوقت للتحضيرات التقنية، فهناك تدريب للناس وتوجيه وتوعية على ماهية هذا القانون، فجزء كبير من العملية الديمقراطية يتلخص بضرورة اطلاع الناس ومساعدتهم لمعرفة ما يقومون به. قد يكون هناك تأجيل تقني، واصبح الموضوع شبه محسوم من قبل الجميع ليس لأسباب سياسية وانما تقنية محض لكي يعتاد الناس على القانون ويفهمونه كذلك كي تكون الاجهزة المختصة بالاتنخابات قد تدربت عليه."
ولفت حاصباني الى انه "بحسب المعطيات المتوفرة هناك اتجاه لإطلاق قانون انتخاب جديد، بعد التفاهم عليه وهذا القانون يجب ان يمر عبر مجلس الوزراء واذا حظي بالإيجابية والتعاون الذي حظي به موضوع اقرار الموازنة، نعم سيكون هناك انتخابات هذا العام."
وبعد الظهر استقبل البطريرك الراعي وفدا من "الجمعية الامبراطورية الأورثوذكسية الروسية – الفلسطينية"، برئاسة رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباتشين يرافقه ميخائيل مارغيلوف العضو السابق في مجلس الشيوخ الروسي، نائبة الرئيس ايلينا اغابوفا، ممثّل بطريرك موسكو وسائر روسيا الأب أرسوني، والسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، في زيارة نقل في خلالها ستيباتشين لغبطته تحيّات بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل وتمنياته له بالتوفيق والنجاح.
ولفت ستيباتشين الى اجواء اللقاء واصفا اياها بالودية، وقال :" نحن اليوم نحتفل بالذكرى ال135 على تأسيس هذه الجمعية، ولقد اكدنا لغبطته مواصلة عملنا الإنساني في لبنان ومساعدة النازحين السوريين وإقامة مدرسة لتعليم اللغة الروسية والتنسيق لتنظيم السياحة الدينية."
وتابع: "لقد شددنا على ان المحاولات في سوريا لفرض اية تغييرات سواء كانت دستورية ام غيرها لن تؤدي الى اية نتيجة لأن الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الأمر هي وقف الحرب ووضع اسس لسلام عادل وشامل وعودة السوريين الى ارضهم ووطنهم وبنائه من جديد، والا فنحن لن نتمكن من ايجاد اية حلول لقضايا اخرى،" لافتا الى ان ما ردده صاحب الغبطة بأن "الشعب السوري هو وحده من يقرر مستقبل بلاده السياسي، هو امر في غاية الاهمية."
وتمنى ستيباتشين على غبطته "رفع صوته عاليا في الأمم المتحدة والمحافل الدولية لأنه صوت حر وموضوعي لا ينطق الا بالحق والسلام والعدالة بين البشر."
وتابع:" نحن نعلم ان هناك مشكلة النازحين السوريين في لبنان والذين بات عددهم يقارب المليوني نازح الأمر الذي يشكل عبئا اقتصاديا على هذا البلد الصغير وقد يؤدي الى عدم استقرار سياسي فيه. لذلك اعربت لغبطته انه عند الكنيسة الروسية وروسيا الإتحادية رؤية مشتركة لكي لا يحصل هذا الأمر."
وأضاف ستيباتشين :" لقد ناقشنا مع غبطته اهمية الوجود المسيحي ليس في منطقة الشرق الأوسط وحسب وانما في اوروبا ايضا والخطر الكبير الذي يحدق بهذا الوجود لأنه ان فقدنا الحب والعائلة والكرامة فهذا يعني فقدان القيم المسيحية وعندها نصبح في خطر حقيقي."