نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- بكركي
ألقى النّائب روجيه عازار كلمة بإسم الوفد قال فيها: " تشرّفنا اليوم بزيارة غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي وتزوّدنا منه برؤيته لمسار الأمور ونقلنا إليه تحيّات رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ، وتقديره لمقام بكركي ودورها الوطنيّ والدّينيّ. وكانت مناسبة للبحث مع غبطته في المستجدّات السّياسيّة والهموم العامّة، وفي مقدّمتها الاستحقاق الدّستوريّ المتّصل بتشكيل حكومة قادرة بتركيبتها وبرنامجها على تحقيق الإصلاح المطلوب و اكتساب ثقة اللّبنانيّين قبل كلّ شيء."
وتابع عازار: "قد لمسنا حرص أبينا البطريرك على أن يتمّ الاستحقاق بأسرع وقت ومن ضمن الأصول والقواعد الميثاقيّة والدّستوريّة وعلى أساس الشّراكه الوطنيّة الكاملة. كما استمعنا باهتمام لطروحات صاحب الغبطة بشأن تأمين الظّروف الدّولية الدّاعمة للبنان بهدف إخراجه من الأزمات الضّاغطة ولاسيّما منها الأزمة الاقتصاديّة. وقد لمسنا منه حرصه على تثبيت الشّراكة والسّيادة الوطنيّة وإعلاء شأن الدّولة ونحن نتّفق معه على هذه المبادئ. وأبلغناه أنّ التّيّار الوطنيّ الحرّ على استعداد للبحث والمساعدة في أيّ طرح يعزّز هذه الأهداف على قاعدة الحوار الشّامل بين اللّبنانيّين."
أضاف عازار: "أمّا المصطادون في الماء العكر فنقول لهم إنّ هذا الصّرح أكبر وأنقى من أن تطاله سهام الكيديّة والسّلبيّة. وما بينه وبين التّيّار الوطنيّ الحرّ قيادة وجمهورًا لن تقوى عليه ألسنة السّوء والأيّام شواهد. وأخيرًا أؤكّد أنّه من الطّبيعيّ أن يتواصل التّيّار مع الكرسيّ الرّسوليّ وكلّ المرجعيّات الرّوحيّة والوطنيّة الخارجيّة، ولن ينجح أحد في تصوير أيّ لقاء أو مراسلة وكأنّه موجّه من أحد معيّن ضدّ أحد، وهذا ما نعاني منه عند كلّ عمل أو كلّ كلمة خير، كما وضعنا غبطته في تفاصيل ومضمون الكتاب الّذي قدّمناه إلى السّفير البابويّ ومن خلاله إلى قداسة البابا".
وعن سؤاله عن سبب استحالة الحوار بين التّيّار الوطنيّ الحرّ والقوّات اللّبنانيّة، قال عازار: "بحثنا مع غبطته في هذا الموضوع، ونأمل أن تكون لدى "القوّات" أيّ ورقة مكتوبة يوجّهونها إلى سيّدنا البطريرك، وبالتّالي أن نقوم نحن بدورنا بأمر مماثل من أجل تقريب وجهات النّظر بيننا في موضوع التّدويل الّذي يعمل عليه غبطة البطريرك".
وعن توقيت الاتّصال الّذي أجراه باسيل بالبطريرك الرّاعي، أوضح عازار "بالتّأكيد هناك اتّصال دائم بين غبطته والوزير باسيل وهذه الاتّصالات لم تنقطع يومًا، والاتّصال اليوم أمر عاديّ، وهذا الصّرح هو بيتنا ونأتي إليه ساعة نريد، وليس هناك من بروتوكول بيننا وبينه، ومن دون التّحضير للقاء أو اتّصال مسبق، لأنّ البطريركيّة المارونيّة هي لكلّ اللّبنانيّين وللمسيحيّين أيضًا، وواجبنا زيارة غبطته لسؤال خاطره من دون أيّ اتّصالات مسبقة".
وعن مشاركة التّيّار الوطنيّ الحرّ بلقاء يوم السّبت المقبل في بكركي، قال عازار: "ممّا يبدو أنّه لن تكون هناك مشاركة للأحزاب، وبالتّالي لا يجب أن يشارك أحد كحزب فلتكن مشاركة شعبيّة وهو أفضل لصاحب الغبطة وللقضيّة".
بعدها التقى الرّاعي وفدًا من "لقاء سيّدة الجبل" و"التّجمّع الوطنيّ" و"حركة المبادرة الوطنيّة" ضمّ: النّائبين السّابقين فارس سعيد وأحمد فتفت، إدمون ربّاط، أسعد بشارة، أمين بشير، أنطوان قسّيس، إيلي الحاج، إيلي القصيّفي، إيلي كريللس، أيمن جزيني، أحمد الأيوبّي، أنطوان إندراوس، بدر عبيد، بديع سنّو، بهجت سلامة، بول منيّر، جورج كلّاس، جوزف كرم، حامد الدّقدوقي، حسن عبّود، حسّان قطب، حسين عطايا، خليل طوبيا، راويه حشمي، رلى دندشلي، رضوان السّيّد، رودريك نوفل، زياد عيتاني، زياد الغوش، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سيمون جورج كرم، شربل عازار، طوني حبيب، عادل جابر، عامر أرناؤوط، عبد الرّحمن المبشر، علي حماده، عطالله وهبه، فادي أنطوان كرم، فجر محمد ياسين، فؤاد مكحل، قاسم يوسف، كمال الذّوقي، لينا التنير، ماجد كرم، ماجدة الحاج، ماريان رنّو، محمّد العرّه، منى فيّاض، مياد حيدر، نبيل يزبك، هشام عليوان، وهشام قطب. وقدّم الوفد مذكّرةً إلى الرّاعي تلاها الدّكتور رضوان السّيّد، جاء فيها:
صاحبَ الغبطة والنّيافة، سلامُ اللهِ عليكم ورحمتُه وبركاتُه.
أتينا اليوم نحن هذه النّخبة من لقاء سيّدة الجبل والتّجمّع الوطنيّ اللّبنانيّ وحركة المبادرة الوطنيّة ومعنا جمهورٌ كبير إلى هذا الصّرح الوطنيّ الكبير في بكركي، لتقديم التّحيّة والتّأييد لمبادرتكم، بل مبادراتكم الشّامخة في سماء الوطن والمنطقة. نحن المواطنون اللّبنانيّون نعرف شيمكم الشّخصيّة العالية وقد انضويتم في تقليد أسلافكم البطاركة العظام، الّذين قادوا وحموا جماعات المؤمنين، ورعوا استقلال هذا الكيان، بوصفه وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه، عربيّ الهويّة والانتماء وحامل رسالةٍ ساميةٍ في محيطه وله وللعالم.
صاحبَ الغبطة والنّيافة، لقد كنتم وما زلتم، كما هو شأن بطاركة بكركي، نموذجًا للرّاعي الصّالح يُسدّدُ الخطى، ويدعو لرعاية الخير العامّ بدعوة سائر المسؤولين للتّمسّك بثوابت لبنان التّأسيسيّة، وتحييده عن لعبة الأمم القاتلة، والعودة إلى المعنى النّبيل للسّياسة بوصفها فنًّا راقيًا لخدمة الإنسان والمواطن لا لخدمة شخصٍ بعينه، كما سبق لكم القول قبل سنوات. وما أزال أذكر إلحاحكم على الشّراكة الوطنيّة، البعيدة عن الاستئثار والتّبعيّة. وعندما رأيتم ما يحدث بخلاف ذلك كلّه، كأنّما نحن محكومون بحكومةٍ عدوّة أو أنّها تحكمُ شعبًا عدوًّا، أعلنتم الاعتراض بإسم المواطنين وبإسم الوطن، ولا أحد أولى بذلك من بكركي.
لقد دعوتم إلى تحرير الشّرعيّة، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطنيّ وتباشيره حكومة أخصّائيّين غير حزبيّين. ووصلتم أخيرًا للمناداة بمؤتمرٍ دوليّ لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثّوابت والأصول وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطنيّ والدّستور، وقرارات الشّرعيّة الدّوليّة. إنّنا نقفُ معكم وخلفكم في الدّعوة الّتي نفهمُها ونثقُ بها نداءً صادقًا ومسؤولاً في اتّجاهين: في اتّجاه جميع اللّبنانيّين، كي يتضامنوا في تحرير الشّرعيّة من تعدّديّة السّلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدّولة من مصائر الفشل والإفلاس السّياسيّ والماليّ والأخلاقيّ، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطنيّ والدّستور. وفي اتّجاه الأسرةِ الدّوليّة، للوفاءِ بالتزاماتها تجاه لبنان ومنها تنفيذَ القرارات الدّوليّة المتعلّقة بسيادة لبنان، لاسيّما القرار 1701 الّذي نصَّ في مقدّمتِه على استنادِه إلى مرجعيّةِ اتّفاقِ الطّائف، فضلاً بالطّبع عن القانون الدّوليّ.
كيف يُقال إنّكم تسعون للحرب والتّدويل وتجاوز العقد الوطنيّ، وقد صغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملةٍ هي فَصْلُ الخطاب: "نريدُ مؤتمرًا دوليًّا خاصًّا بلبنان، لحمايةِ وثيقةِ وفاقنا الوطنيّ ودولتِنا الواحدة السّيِّدة المستقلّة. نعم لجبهة وطنيّة عريضة لتحرير الشّرعيّة، والحياد الإيجابيّ، والمؤتمر الدّوليّ من أجل الطّائف والدّستور وقرارات الشّرعيّة الدّوليّة من أجل لبنان. دمتم يا صاحبَ الغبطة والنّيافة للبنان الّذي ينهض بهمّتكم وهمم كلّ الوطنيّين المخلصين.
بدوره ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: "نرحّب بكم جميعًا في هذا الكرسيّ البطريركيّ الّذي يشعر بوطنيّتكم وهويّتكم اللّبنانيّة عندما تزورونه. أودّ اليوم التّوقّف عند موضوعي الحياد والمؤتمر الدّوليّ وعند السّبب الّذي دفعنا إلى التّحدّث عنهما. لبنان بطبيعته بلد حياديّ. نظامه تعدّديّ وانفتاحيّ على كلّ الدّول شرقًا وغربًا كما أنّه ليبراليّ يؤمّن الحرّيات العامّة والدّيمقراطيّة. لبنان هو بلد التّلاقيّ والحوار وهو مكسب تطالب به الدّول العربيّة. ووضعه التّاريخيّ والسّياسيّ والجغرافيّ لا يسمح له بخوض الحروب. هو لم يشنّ حربًا في يوم من الأيّام وإنّما حقّق روابط واتّصالات اقتصاديّة وماليّة وتجاريّة وأصبح بواقعه التّاريخيّ والسّياسيّ والجغرافيّ جسرًا ثقافيًّا بين الشّرق والغرب عبرت من خلاله كلّ الدّول إلى هذا المشرق."
واضاف: "لقد عشنا الحياد منذ العام 1920 حتّى اندلاع الحرب سنة 1975 وذلك بسبب اتّفاق القاهرة الشّهير سنة 1966 فكانت الاحتلالات والميليشيات وعاش لبنان الأزمات حتّى اليوم. نحن اليوم نريد استعادة هويّتنا اللّبنانيّة ولسنا في صدد طرح أيّ شيء جديد. الحياد وجد في بيانات الحكومات الّتي تعاقبت بما معناه أنّ سياسة لبنان الخارجيّة اعتمدت مبدأ عدم الانحياز أو الحياد أو التّحييد طيلة هذه الفترة منذ الـ1920 حتّى اندلاع الحرب. لقد كان لبنان يعيش الازدهار والتّقدّم ماليًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا واليوم خسرنا كلّ شيء بعد ابتعادنا عن الحياد أو بعد أن فرض على لبنان ألّا يكون حياديًّا، ولكن في الواقع نحن لسنا كذلك. من هنا مطالبتنا بالحياد. المريض يزور الطّبيب لاستعادة عافيته ونحن نريد استعادة عافيتنا."
وقال: "أمّا بالنّسبة لمؤتمر دوليّ برعاية الأمم المتّحدة فلقد دعونا إليه بسبب عدم التّفاهم المسيطر على الجوّ العامّ في لبنان وهذا أمر مؤسف جدًّا. لا وجود لأيّ حوار أو اتّفاق. فعمليّة انتخاب رئيس للجمهوريّة أدخلت لبنان في فراغ رئاسيّ لمدّة سنتين ونصف السّنة، كذلك الأمر بالنّسبة للحكومة. لقد مضت حتّى اليوم سنة و4 أشهر من دون حكومة. قدّمت حكومة حسّان دياب استقالتها بعد انفجار بيروت، كلّف مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة وبسبب عدم توافق الأفرقاء اعتذر، كلّف الرّئيس الحريريّ ولكنّه غير قادر على تشكيل حكومة حتّى اللّحظة. لذلك وانطلاقًا من كون لبنان عضوًا مؤسّسًا وفاعلاً وملتزمًا بمواثيق جامعة الدّول العربيّة والأمم المتّحدة هل يمكن تركه يموت أمام أعيننا؟".
وأردف: "إنّ المجتمع الدّوليّ مسؤول وعليه أن يضع يده معنا رسميًّا وجدّيًّا. ولكن علينا أن نقول له ما نعاني منه. علينا أن نتحدّث عن معاناتنا انطلاقًا من الثّوابت الثّلاث: وثيقة الوفاق الوطنيّ الّتي صدرت عن الطّائف والّتي لم تنفّذ لا نصًّا ولا روحًا. ثانيًا الدّستور وما يعانيه من ثغرات. الدّستور يجب أن يكون الطّريق الواضحة الّتي يجب اتّباعها. ولكنّه موضوع جانبًا. وهذا غير مقبول لأنّه يجب ملء ثغراته. أمّا السّبب الثّالث فهو الميثاق الوطنيّ الّذي جدّده اتّفاق الطّائف وهو ميثاق العيش معًا. لبنان هو وطننا النّهائيّ ويجب أن نعيش فيه معًا مسلمين ومسيحيّين."
وتابع: "المطلوب اليوم تقديم ورقة واحدة موحّدة للأمم المتّحدة تعرض فيها المشاكل الّتي يرزح تحتها لبنان، وهذا يستدعي أن تضع الأسرة الدّوليّة يدها معنا. أنا لا أطلب من أيّ أجنبيّ مهما بلغت درجة صداقتنا به رأيه في إيجاد حلّ لأزمتنا، بل أعرض المشكلة وأسأل المساعدة على حلّها. البلد منهك وهو إلى زوال وشعبنا لم يعد يحتمل ومعه كلّ الحقّ، جوع وعطش وهجرة وتعتير، لذلك لا بدّ من إيجاد حلّ ولا يمكننا أبدًا الوقوف موقف المتفرّج."
بدوره شكر سعيد البطريرك الرّاعي على "قراءته الواضحة والّتي ترتكز على ضرورة احترام وثيقة الوفاق الوطنيّ والدّستور اللّبنانيّ"، مشيرًا إلى "أنّنا بهذا التّنوّع نؤكّد أنّه ليس هناك من حلّ طائفيّ لأزمة كلّ طائفة في لبنان بل هناك حلًّا لبنانيًّا لجميع اللّبنانيّين وأيّ كلام عن حلول مسيحيّة لأزمة المسيحيّين والعكس صحيح غير موجود في هذه القاعة. نحن نناضل من أجل أن يكون الحلّ لجميع اللّبنانيّين."
وكانت مداخلة للدّكتورة منى فيّاض قالت فيها: "نحن جنسيّتنا وهويّتنا لبنانيّة. الشّعب اللّبنانيّ بخطر وهو يتعرّض للقتل. السّياسيّون يرتكبون الأخطاء تحت سلطة الدّستور. الإنفجار الأكبر في العالم مرّ عليه نحو 7 أشهر ولم نتمكّن من معرفة أيّ شيء عن الموضوع. لوائح قتل وهدر دم يتمّ التّداول بها منذ سنوات وكيف لا يتمّ استجواب من أطلق هذه اللّوائح. يحقّ لنا اليوم طلب مساعدة الأمم المتّحدة الّتي نحن نشكّل جزءًا منها ونحن أكثر من عمل من أجل حقوق الإنسان والدّول الضّعيفة فيها."
وأشار النّائب السّابق أحمد فتفت إلى أنّ "الموجودين معنا اليوم في هذا الصّرح البطريركيّ يؤمنون بأنّ ما يقومون به هو عمل وطنيّ وليس سياسيّ للبحث عن سلطة أو موقع بقدر ما هو إعلان موقف وطنيّ حيال ما يشهده البلد. وما دعوتكم للحياد وللمؤتمر الدّوليّ يا صاحب الغبطة سوى لحماية المؤسّسات الدّستوريّة والدّستور وتطبيقه وحماية جميع اللّبنانيّين. نشكركم على مواقفكم الوطنيّة الّتي جعلت من هذا الصّرح مرجعيّة وطنيّة للجميع من دون استثناء."
ورأى الإعلاميّ علي حمادة أنّ "الهجوم على طرح موضوع التّدويل غير مبرّر. وكأنّ اللّجوء إلى المجتمع الدّوليّ بات أمرًا خطيرًا ومؤامرة. أودّ التّذكير أنّ نشوء الكيان اللّبنانيّ جاء على خلفيّة التّدويل. فمؤتمر فرساي سنة 1920 أدّى إلى نشأة الكيان اللّبنانيّ. استقلال لبنان سنة 1943 على خلفيّة التّدويل بين البريطانيّين والفرنسيّين في الحرب العالميّة وأبعد من ذلك، سنة 58 تدخّلت الدّول في لبنان وأوقفت حمّام الدّماء. الطّائف هو تدويل إيجابيّ تلاه باريس 1 و2 و3 ثمّ سيدر وهذا تدويل إيجابيّ أيضًا ساهم في إنقاذ البلد. وبالتّالي دعوتكم يا صاحب الغبطة إلى اللّجوء إلى الأمم المتّحدة والجميع يعترف بها ليست دعوة لشنّ عدوان على أحد أو اجتذاب أساطيل إلى لبنان، إنّه تدويل إيجابيّ ونحن نشدّ على يدكم يا صاحب الغبطة بهذا التّدويل الإيجابيّ الّذي من دونه لا يمكن أن ننقذ لبنان".
وكانت كلمات لعدد من الحاضرين من مختلف المناطق اللّبنانيّة عبّروا فيها عن هواجسهم من "الوضع اللّبنانيّ الرّاهن وأكّدوا على ضرورة إيجاد حلّ نهائيّ للأزمة اللّبنانيّة وذلك من خلال وعي اللّبنانيّين لخطورة المرحلة والتّصرّف وفق ما يقتضيه الحسّ الوطنيّ للحفاظ على لبنان العيش المشترك والتّنوّع".
وبعد الظّهر تلقّى البطريرك الرّاعي اتّصالاً هاتفيًّا من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تمّ في خلاله البحث في موضوع تشكيل الحكومة.
ثمّ استقبل الرّاعي مدير عام الأمن العامّ اللّواء عبّاس ابراهيم، الّذي قال بعد اللّقاء: "زيارة غبطة البطريرك دائمًا مفيدة وتُعطي دفعًا، وأيّ شخص يريد العمل للبنان ومصلحة لبنان يأخذ الدّفع من غبطته، وقد قلت لغبطته أنّ العالم قائم على الرّجاء والأمل، ونحن لن نملّ أو نكلّ وسنكمل بالعمل الّذي نقوم به، وتحدّثت مع غبطته عن موضوع تشكيل الحكومة حيث أنا أتولّى جزءًا من المساعي وغبطته يتولّى الجزء الآخر، لذلك لا بدّ من التّلاقي من حين إلى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسّن الأمور".
بعدها التقى البطريرك الرّاعي الوفد المؤسّس للقاء لبنان المحايد الّذي عبر عن تأييده لمواقف البطريرك الرّاعي الوطنيّة.
وألقى سيمون سمعان كلمة بإسم الوفد قال فيها: "أتينا اليوم وفد من لقاء لبنان المحايد لزيارة صاحب الغبطة، ومن الطّبيعيّ وسط هذا الأسبوع الزّاخر بالزّيارات المتضامنة مع البطريرك أن يكون لقاء لبنان المحايد الّذي يحمل في إسمه وشعاره مشروع الحياد، بين الزّائرين. وخلال الزّيارة أطلعْنا البطريرك الرّاعي على الخطوات الّتي يقوم بها اللّقاء على المستويين الدّبلوماسيّ والاغترابيّ، لتحقيق الحياد، والمؤتمر الدّوليّ. وسلّمناه مذكّرة مفصّلة في ذلك. وإستمعنا إلى توجيهات غبطته، الّذي وضعَنا بجوّ الظّروف الّتي تحيط بحركته على هذا الصّعيد."
وأضاف: "النّقطة الثّانية الّتي يركّز عليها اللّقاء، هي أنّه لا يجوز أن تبقى الدّعوة إلى الحياد والمؤتمر الدّوليّ مقتصرين على جماعات ونخب وأفراد فضلاً عن البطريركيّة المارونيّة. على كلّ اللّبنانيّين أن يكونوا اليوم في هذا الصّفّ داعمين لمشروع الحياد والمؤتمر الدّوليّ، بهدف إنقاذ لبنان ممّا هو فيهِ من دركٍ عميق.
وختم قائلاً: "هناك أهمّيّة من الوقوف إلى جانب البطريرك، لأنّ المسألة باتت مسألة وطنيّة مصيريّة كيانيّة، ولم تعد دعمًا لمرجعيّة. ليست المسألة اختلافًا في وجهات النّظر أو خلافًا بين مرجعيّتين، إنّما أن يبقى لبنان وطنًا كريمًا لأبنائه أو ورقة تفاوضٍ للآخرين."