لبنان
17 تموز 2020, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في الصّرح البطريركيّ الصّيفيّ في الدّيمان أمس الخميس، السّفير الإيرانيّ في لبنان محمّد جلال فيروزنيا الّذي قال بعد اللّقاء:

"كانت فرصة طيّبة جمعتنا مع صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي خصوصًا وأنّنا كنّا وما نزال على تواصل مع هذا الصّرح. وكانت فرصة سانحة لنؤكّد دعم حكومة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الدّائم لحكومة لبنان وشعبه. وموقفنا يستند على دعوة كلّ الأطراف الّتي تستطيع أن تقدّم المؤازرة والمساندة للبنان في ظلّ الظّروف الرّاهنة والّتي ينبغي أن لا تتردّد وتقصّر في هذا المجال، وبطبيعة الحال نحن في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على أتمّ الاستعداد أن نقف بكلّ ما أوتينا من قوّة موقفًا مساندًا ومساعدًا ومؤازرًا للجمهوريّة اللّبنانيّة حكومة وشعبًا. وهذا الدّعم الإيرانيّ يأتي في سياق التّنسيق والتّعاون مع الحكومة اللّبنانيّة وفي الاتّجاه الّذي يصبّ في مصلحة الشّعب اللّبنانيّ. وموقفنا المبدأيّ والثّابت هو بناء جسور المحبّة والتّواصل مع أطياف وتلاوين الشّعب اللّبنانيّ الشّقيق بمسلميه ومسيحيّيه ولقاؤنا القيّم اليوم يصبّ في هذا الاتّجاه. وقد أكّدت اليوم خلال اللّقاء الّذي جمعني مع صاحب الغبطة على موقف الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الدّاعي لتعزيز وترسيخ الوحدة الوطنيّة، ونحن نعتقد أنّ لبنان الشّقيق في هذه الظّروف الحسّاسة الرّاهنة الّتي يمرّ بها هو أحوج ما يكون إلى تحصين جبهته الدّاخليّة وتعزيز وحدته الوطنيّة وكلّ المساعي الحميدة. ينبغي أن تصبّ في هذا الاتّجاه، وكلّ الأفكار والتّصوّرات والرّؤى المطروحة ينبغي أن تصبّ في الاتّجاه الّذي يخدم المصلحة الوطنيّة العليا. ونؤكّد مرّة أخرى أنّنا نتّخذ هذا الموقف ونقف إلى جانب الجمهوريّة الشّقيقة بحكومتها وشعبها".
وردًّا على سؤال حول موضوع الحياد الّذي طرحه البطريرك الرّاعي قال باللّغة العربيّة: "الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة لا تتدخّل بشؤون لبنان الدّاخليّة، وهذا الموضوع شأن لبنانيّ ونحن كما قلت نؤكّد على تعزيزالوحدة الوطنيّة خاصّة في هذه الظّروف الّتي يمرّ بها لبنان".
بعدها استقبل البطريرك الرّاعي عضو كتلة الوسط النّائب د.علي درويش الّذي قال بعد اللّقاء: "الزّيارة اليوم تأتي في إطار الزّيارات الدّائمة لهذا الصّرح الّذي نعتبره مدماكًا أساسيًّا في هذا الوطن، ونقوم بالزّيارة لأخذ النّصيحة خصوصًا وأنّنا نعتبر سياسة الحياد الّتي أطلقها غبطته هي متطابقة لسياسة النّأي بالنّفس الّتي كنّا دائمًا ندعو إليها رغم الصّراع الموجود في المنطقة العربيّة، لأنّ الحياد موضوع أساسيّ مرتبط باستقرار لبنان ونحاول جاهدين لأن يأخذ هذا العنوان منحى جوهريًّا ليخفّف العواصف والويلات عن كاهل لبنان .
كما طرحنا مع غبطته عدّة مواضيع تتعلّق بالشّأن العامّ والوضع العامّ الّذي وضعنا غبطته بها وبخاصّة الموضوع التّربويّ والميثاق التّربويّ الشّامل الّذي قدّمه لنا خصوصًا وأنّني أكاديميّ محاضر جامعيّ، والأمر يعنيني مباشرة. وأوضح الهواجس الّتي يعاني منها القطاع في ظلّ جائحة كورونا وتعثّر العام الدّراسيّ الماضي والخوف من تعثّر العامّ الدّراسيّ المقبل. كذلك طرحنا مع غبطته أوضاع الطّائفة العلويّة ضمن الكيان اللّبنانيّ وكذلك الواقع الّذي تعيشه الطّائفة اليوم، والبطريرك رأس الكنيسة المارونيّة لا بدّ من الاستئناس برأيه ووضعه في الأجواء واجب علينا وقد أخذ موضوع الحياد الحيّز الأكبر من النّقاش."
ومن زوّار الدّيمان رئيس جامعة البلمند الدّكتور الياس ورّاق الّذي تمنّى للبطريرك الرّاعي طيب الإقامة في ربوع الشّمال، وعرض معه بعض الأمور الأكاديميّة الجامعيّة في ظلّ الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها اللّبنانيّون. وإستعرض مع الرّاعي موضوع الميثاق التّربويّ الّذي أعدّه البطريرك والّذي يشكّل مرجعًا تربويًّا مهمًّا لمواصلة لبنان دوره الرّياديّ في الثّقافات وحوار الحضارات. وقدّم ورّاق للبطريرك الرّاعي أيقونة العذراء.

وبعد الظّهر، التقى الرّاعي بالكهنة الّذين يحتفلون هذا العام بيوبيلهم الكهنوتيّ الفضّيّ وعلى رأسهم المطرانين جوزيف معوّض وجوزيف نفّاع.
كما استقبل البطريرك الراّعي النّائب هادي حبيش ووالده الوزير السّابق فوزي حبيش اللّذين رحّبا به في الشّمال، وعرضا معه مجمل المستجدّات السّياسيّة المحلّيّة والإقليميّة .
وقال النّائب حبيش بعد اللّقاء: "تشرّفنا اليوم بلقاء غبطة البطريرك وأثنينا كما الجميع على مواقفه وبخاصّة موقف الحياد الّذي يشكّل المخرج الوحيد لإخراج اللّبنانيّين من أزماتهم. واليوم المطلوب العلاقات مع كلّ النّاس مع الشّرق والغرب لكن دون أن يكون هناك تبعيّة لأحد، بل يجب أن تكون التّبعيّة للبنان وحده ولمصلحته الّتي يجب أن تكون فوق كّل الاعتبارات. وقد أكّدنا لغبطته موقفنا الدّاعم بما نمثّل في عكّار وعلى الصّعيد اللّبنانيّ وبقناعاتنا الّتي تشبه قناعة كلّ مخلص لهذا الوطن. ونأمل أن تبقى هذا الكرسيّ وهذا الصّرح "عباية لكلّ اللّبنانيّين فعندما يكون هذا الكرسيّ بخير يكون لبنان بخير."
ومساء استقبل البطريرك أيضًا مدير عام وزارة الماليّة آلان بيفاني الّذي رفض الإجابة عن أيّ سؤال مكتفيًا بالقول: تشرّفت بلقاء سيّدنا واستعرضنا معه أوضاع البلد ومدى اهتمام الدّولة بالمحتاج وبمشاكل النّاس، ومن الطّبيعيّ حصول التّواصل بين الّذين يهتمّون بالمحتاجين في هذه الظّروف. ونأمل أن تسمح الأيّام المقبلة ليحصل إعادة توزيع في هذا البلد ويساهم كلّ فرد على طريقته لإعادة انطلاق البلد."