لبنان
01 نيسان 2021, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الأربعاء، وفدًا من المحكمة الدّوليّة لتسوية المنازعات- لندن INCODIR، برئاسة رئيس الوحدة القضائيّة الخاصّة بتوطيد السّلم الأهليّ في لبنان المستشار الدّكتور نبيل بو غنطوس، يرافقه المستشارين شادي أنطونيوس ومارون ابراهيم الهاشم وجميل جان فارس.

تحدّث بو غنطوس بعد اللّقاء وقال: "لقد تشرّفنا اليوم بزيارة صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال بشارة الرّاعي، كوفد من المحكمة الدّوليّة لتسوية المنازعات في لندن، وقد سلّمناه كتاب دعم من رئاسة دائرة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا في المحكمة، للمبادرة الّتي أطلقها لإحلال السّلام في لبنان، وإبعاده عن لهيب الصّراعات في المنطقه، بما يكفل وحدة أرضه وشعبه بكافّة مكوّناته، من خلال العمل، على إعلان حياد لبنان الإيجابيّ والنّاشط ".

ثمّ التقى رئيس جمعيّة نورج الدّكتور فؤاد أبو ناضر على رأس وفد، وكان عرض لأبرز النّشاطات الّتي تقوم بها المؤسّسة على الصّعيدين الإنمائيّ والاجتماعيّ في عدد من البلدات اللّبنانيّة بهدف "تمكين المواطن من البقاء في قريته واستثمار أرضه وخلق فرص عمل له."

وأشار أبو ناضر إلى أنّ "هدف الزّيارة هو دعم مواقف غبطة البطريرك والوقوف إلى جانبه ولاسيّما في ما يتعلّق بموضوعي الحياد الإيجابيّ والمؤتمر الدّوليّ من أجل لبنان. ونحن نرى اليوم أنّ مطالبة غبطته بالمؤتمر الدّوليّ جاء نتيجة وجود "دولة غير المسؤولين" الّذين يحكمون لبنان ولا يقومون بدورهم على الأرض، وإلّا لما اضطرّ غبطته إلى طرح هذا المؤتمر لتثبيت حياد لبنان واستقلاليّته ونهائيّته."

وأضاف: "اليوم وبسبب الفراغ الّذي تشهده السّاحة السّياسيّة اللّبنانيّة كان لا بدّ من التّحرّك ولاسيّما بعد الأزمة الاقتصاديّة الخانقة الّتي بدأت منذ اكثر من سنة ونصف السّنة وأيضًا بسبب جائحة كورونا ونتائجها الضّارّة الّتي تمثّلت بإفلاس مؤسّسات وصرف المئات من العاملين، فبين الأزمة الاقتصاديّة وأزمة كورونا أصبح نحو 300 ألف لبنانيّ من دون عمل."

وتابع: "أمام هذا الوضع ركّزنا على موضوع العمل على الأرض على الصّعيد الإنمائيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ لأنّه لا يمكن تعليق الآمال على الطّاولة الّتي لا تحلّ أيّ مشكل. لذلك يجب علينا تنظيم عملنا لخلق نوع من الاكتفاء عند النّاس وسدّ حاجاتهم الحياتيّة. هناك الكثير من الأحزاب والمناطق والمؤسّسات الّتي تمكّنت من خلق اكتفاء ذاتيّ في مناطقها وثبتت اللّامركزيّة على الأرض وهذا ما يؤكّد أنّ اللّامركزيّة الإداريّة في لبنان هي حلّ يجب أن يشرّع في الدّستور اللّبنانيّ لكي نعمل جميعًا من خلال النّظام اللّامركزيّ".

وإختتم أبو ناضر: "يحكى عن حرب أهليّة وفوضى في لبنان، نقول لكلّ الضّنينين على هذا الموضوع إنّه يجب تسليم السّلاح إلى الجيش اللّبنانيّ لتنتفي أسباب الأزمة في لبنان لذلك يجب أن تكون حصريّة السّلاح بين أيدي الجيش اللّبنانيّ والدّولة. من هنا نقول إنّ دور غبطته هو دور محوريّ ومهمّ ويجب أن يتواصل الالتفاف الشّعبيّ الّذي بدأ لأنّ النّاس بحاجة إلى من يقول لها إنّها ليست متروكة وهي ليست لوحدها".  

كما استقبل الرّاعي وفدًا إيرانيًّا برئاسة أمين عام المجمع العالميّ للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة في إيران الشّيخ حميد شهرياري، يرافقه القائم بأعمال السّفارة الإيرانيّة في بيروت حسن خليل، المستشار الثّقافيّ الإيرانيّ الدّكتور عبّاس خاميار، مساعد الشّيخ شهرياري السّيّد إسماعيل نوري، الدّكتور علي القصير من المستشاريّة الثّقافيّة الإيرانيّة، وعدد من أفراد الطّاقم الدّيبلوماسيّ الإيرانيّ. تحدّث شهرياري بعد اللّقاء وقال: "لقد تشرّفنا اليوم بزيارة صاحب الغبطة وكانت فرصة طيّبة لنتدوال معه بشكل صريح وشفّاف وبنّاء في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكان هناك تلاق في وجهات النّظر بيننا وبين غبطته حول ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها بين الأديان السّماويّة السّمحاء من أجل التّوصّل إلى فكرة السّلام العادل، وكان هناك توافق في وجهات النّظر على أنّ التّوصّل إلى السّلام العادل من أهمّ مستلزماته الجهود المشتركة بين علماء الدّين الأجلّاء في مختلف أنحاء العالم. كما كان هناك تأكيد على ضرورة التّمسّك بالوحدة الوطنيّة الّتي من شأنها أن تحفظ سيادة لبنان وحرّيّته واستقلاله، ونحن نعتقد أنّ لبنان هو وطن نهائيّ لكافّة أبنائه الشّرفاء والأجلّاء، وإنّ التّجربة التّاريخيّة المعاصرة تثبت أنّه حين يتحلّى أبناء الشّعب اللّبنانيّ بالوحدة الوطنيّة فسيستطيعون أن يقاوموا ويدحروا العدوان الّذي يُمارس عليهم، ونحن نعتقد أنّ الانتصار التّاريخيّ الّذي حقّقه الشّعب في أيّار من العام 2000 لم يكن ليتحقّق لولا الوحدة الوطنيّة وروح المقاومة الّتي تجلّت في أبنائه".

وأضاف: "عبّرت لغبطته أنّ الشّعب اللّبنانيّ كما استطاع من خلال وحدته أن يتغلّب في السّابق على كافّة المشكلات الّتي قد تعرّض لها، فهذه الوحدة الوطنيّة بحاجة اليوم الى أقصى درجات الاهتمام والعناية لأنّها ستساعد لبنان الشّقيق على تجاوز هذه المرحلة، وأنا أعتقد أنّ لبنان الشّقيق لديه الكفاية والدّراية والحكمة الكافية الّتي تؤهّله للوقوف من جديد وتخطّي الأزمات الّتي يعيشها."

وإختتم شهرياري: "في نهاية المطاف عبّرنا لغبطته عن أمنيتنا في أن يمضي قُدمًا في هذه المسيرة الّتي من شأنها أن تعزّز روح التّلاقي بين اللّبنانيّين الأعزّاء كي يتغلّبوا على المصاعب الّتي يواجهونها في هذه المرحلة".

ومن زوّار الصّرح الوزير السّابق شارل رزق ثمّ رئيس حزب الاتّحاد العالميّ السّريانيّ ابراهيم مراد على رأس وفد من الحزب.

وإعتبر مراد بعد اللّقاء أنّ "مطالب غبطته المتعلّقة بالحياد والمؤتمر الدّوليّ هي مطالب وطنيّة وأنّ بكركي كانت وتبقى دائمًا الرّكيزة الأساسيّة للبنان عند تعرّضه للمصاعب."