لبنان
04 كانون الثاني 2017, 06:02

نشاط البطريرك الراعي في بكركي ليوم الثّلاثاء 3 ك2 2017

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر أمس الثّلاثاء، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من جامعة الروح القدس الكسليك برئاسة رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة واعضاء المجلس الأكاديمي، في زيارة تهنئة بالأعياد المجيدة.

 

ورأى حبيقة انه من "الامور الجيدة في الحياة هو عدم التشاؤم. لذلك لا بد من الإرتكاز على الأمل في كل الخطوات التي علينا اتخاذها،" لافتا الى" اهمية ان تمنح المدارس والجامعات الكاثوليكية هذا الأمل للطلاب على كافة المستويات ولا سيما على المستوى المادي لكي نشهد المزيد من النمو في عائلاتنا المسيحية التي انهكتها الأقساط المدرسية والجامعية."

 

وقال حبيقة: "تعتز جامعتنا يا صاحب الغبطة بأنكم كنتم علما بارزا من أعلامها. فانتم علمتم طلابنا لمدة زمنية ليست بقليلة ونحن نفتخر بهذا. الله انعم عليكم بمواهب عديدة ليس فقط موهبة القيادة وانما ايضا موهبة ايصال المعرفة والمحبة للإنسان. هذه الجامعة التي هي من اعرق والمع الجامعات اللبنانية، تعرفون كم ان دورها كبير في بناء الوطن وبناء الأجيال الجديدة. تماما ككل جامعاتنا المهمة التي تأخذ على عاتقها مشروع تنشئة الإنسان. املنا كبير بأن مشروع لبنان ومسؤولية الكيان اللبناني هو ايصال رسالتنا الى العالم كله. نحن نعلم كم تدافعون غبطتكم عن مسؤولية هذا الكيان وهو امر يحثنا على تحمل مسؤوليتنا من دون اي خوف. نحن هنا لإلتماس بركتكم لنتابع مسيرتنا بنشاط وفرح. فنكون وجه الميلاد ونحافظ عليه في حياتنا وفي تعاطينا مع الناس وفي وقوفنا الى جانبهم في حاجاتهم واحترام وجعهم. علينا ان نحافظ على تراثنا المسيحي في لبنان الذي هو جزء من هذا الشرق. وهذا يتم من خلال الحفاظ على عائلاتنا المسيحية، لذلك يجب اتخاذ تدابير استثنائية  تاريخية مع الكنيسة لمساعدة هذه العائلات والحفاظ على اولادنا من خلال مساعدتهم على تلقي العلم بحيث يتم اعفاء الولد الثالث والرابع من القسط المدرسي. لا نريد مجتمعا هرما على مثال ابرز الدول الأوروبية المتقدمة كألمانيا التي فاقت فيها نسبة المسنين على نسبة الولادات وغيرها من الدول التي تعاني من هذا المجتمع الهرم. لذلك لا بد من اصدار قرار تاريخي في هذه المرحلة المفصلية من اجل تنمية العائلة وتعزيزها، تلتزم به الكنيسة ومكوناتها.""

 

بدوره رحب البطريرك الراعي بالوفد، مشددا على "ضرورة مواصلة التطبيق العملي لتوصيات المجمع البطريركي الماروني وخصوصا في ما يتعلق بالمواضيع التربوية والإستشفائية والإجتماعية،" وقال:"  نتمنى ان تكون هذه السنة سنة خير وبركة وازدهار وسلام على الرغم من كل ما يحيط بنا من حركات ارهابية وجرائم بشعة  وآخرها الجريمة النكراء التي اودت بحياة شهدائنا الأبرار ريتا الشامي، هيكل مسلم والياس ورديني الذين سقطوا على يد غادر وهم يحتفلون برأس السنة الجديدة في تركيا. نواكب نفوسهم بالصلاة ونسأل لأهلهم العزاء وللجرحى الشفاء العاجل. نحن نؤمن بان سيدة لبنان تحرس وطننا كذلك القديسين من الرهبنة اللبنانية وغيرهم يتشفعون بنا من عليائهم، لهذا نشعر بهذه اليد الخفية التي تحمي لبنان ولكن هذا يتطلب منا ايضا كلبنانيين ان نكون على مستوى هذه العناية وان نتصرف بطريقة تسهل تدخل الرب في حياتنا من خلال صلواتنا واعمالنا الصالحة لكي نستحق هذا التدخل الإلهي."

 

وأضاف غبطته:" نشكركم على تربية اجيالنا، فعندكم تتم صياغة الشخصيات اللبنانية وغيرها بكل ابعادها العلمية والروحية والأخلاقية والوطنية. جامعة الروح القدس الكسليك، ليست مجرد جامعة فهي لطالما كانت علامة رجاء في كل الظروف التي مررنا بها سواء لناحية التعليم او لناحية حضورها في الأوقات الصعبة التي عرفها لبنان في الحرب ولا سيما في القرار السياسي. لا ننسى ابدا كيف كنا نترقب ما سيصدر عنها من منشورات وقرارات وطنية. ولهذا نتمنى لها ان تبقى علامة رجاء بالنسبة لشبابنا."

 

وتابع غبطته:" لقد تحدثتم عن كيفية مساعدة شعبنا في مجال التعليم وهذا امر مهم جدا. الأزمة المعيشية خانقة، وبحسب احصاءات الأمم المتحدة فان ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى خط الفقر. اللبناني يهمه تعليم ابنائه فهذا هو رأسماله. وربنا اعطاه ان يكون خلاقا وقابلا للتعلم وهو اينما ذهب يبرع ويصل الى القمم. المستقبل هو في يد من يزرع الرجاء في القلوب، ومن مثل الجامعة او المدرسة تزرع الرجاء. المستقبل بين ايديكم. يجب الحفاظ على عائلاتنا ومساعدتها. نحن نخسرها اليوم بسبب عدم تحضير شبابنا وبسبب حياتهم الدنيوية المفرطة وبعدهم عن الكنيسة وعن يوم الرب وبسبب جهلهم الكبير للدين. واذا خسرنا العائلة خسرنا كل شيء. لذلك لا بد من التحرك على هذا الصعيد والقيام بالخطوات اللازمة من جهتنا ككنيسة."

 

ثم التقى غبطته وفدا من حزب المرابطون برئاسة أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين العميد مصطفى حمدان الذي قدم التهاني بالأعياد، وقال:" لقد كانت مناسبة تحدثنا في خلالها عن الحادث المؤسف الذي حصل في تركيا بسبب الإرهاب، ونتوجه من بكركي الى اهالي الشهداء الذين سقطوا بالعزاء. هذا ما كنا نحذر منه دائما ونقول ان الإرهاب لا يمكن استخدامه كورقة سياسية لأنه كالعقرب يلسع في وقت لا يمكن معرفته. الإرهاب لا دين له وكل من يستخدمه كوسيلة لفرض آراء سياسية او دنيوية سوف يكون من اول ضحاياه."

 

وتابع حمدان:"دعوتنا الدائمة هي ان يفهم الناس جميعا ان عليهم ان يتحدوا في مكافحة الإرهاب لأنه أصبح يهدد حياتنا في كل مكان وليس فقط على صعيد سوريا او غيرها. وعلى الصعيد اللبناني شكرنا غبطته على كل الجهد الذي بذله من اجل انتخاب رئيس للجمهورية واليوم نلمس اهمية ما حصل من خلال انتخاب العماد عون رئيسا للبلاد وانشاء حكومة جديدة. ففي الوقت الذي تلف فيه الإضطرابات دولا كثيرة نرى ان لبنان يتمتع بدرجة مميزة من الأمن والإستقرار ولا سيما الهدوء والأمان الذي شهده طيلة فترة الأعياد."

 

وختم حمدان:" نتمنى على هذه الحكومة الا تكون حكومة انتخابات فقط وانما ان تهتم بالوضع المعيشي والإقتصادي للناس لأنه على الرغم من التفاؤل والأمل عند اللبنانيين، هناك ظروف صعبة يمرون بها. كما نتمنى وضع قانون انتخابات عادل وعصري قائم على النسبية وعلى قناعة بضرورة التمسك بلبنان وليس بالمصالح الشخصية." 

 

وبعد الظهر استقبل البطريرك الراعي السفير الأوكراني في لبنان إيهور اوستاش يرافقه مدير مركز الإعلام الكاثوليكي والناطق الرسمي باسم اساقفة اوكرانيا الأخ دييغو سايز مارتان، رئيس المركز الثقافي في اوكرانيا رودريغ مرهج، ورئيس العائلة اللبنانية المارونية في اوكرانيا الياس ساسين وعائلته في زيارة تسلم في خلالها غبطته دعوة من متروبوليت اوكرانيا للاتين ميتشيسلان موكتشسكي لزيارة اوكرانيا.

 

كما اكد الوفد لغبطته رغبة المتروبوليت زيارة لبنان في شهر ايار المقبل.

 

هذا وكان غبطته قد دان بالامس جريمة الاعتداء الارهابية في تركيا، التي ادت الى استشهاد عدد من المحتفلين بالعام الجديد ومن بينهم  ثلاثة لبنانيين هم الشابان هيكل مسلم والياس ورديني والشابة ريتا الشامي وجرح آخرين، منددا بيد  الغدر والإرهاب التي لا تمت الى الإنسانية ولا الى الدين باية صلة. وقد اوفد رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر لتقديم تعازيه لذوي الشهداء ونقل تضامنه معهم. كما اوفد الخوري ادغار تابت والخوري جان –بول ابو غزاله الى مطار بيروت لاستقبال الجرحى وجثامين الشهداء. ونوّه غبطته بالجهوزية التي تصرفت بها الدولة اللبنانية وبالتضامن الذي اظهره الشعب اللبناني باسره حيال هذه الكارثة الاليمة.