نشاط البطريرك الراعي - بكركي
وأعلن كنعان بعد اللقاء انه" في هذا الظرف الإستثنائي المصيري والكياني اود ان اختصر المشهد والموقف بكلمتين قالهما سيدنا البطريرك "خافوا الله."
وتابع كنعان:" اما نحن فنقول التمديد لثلاث مرات ماذا يعني. اغتصاب سلطة. هل يحق لنا احتكار واغتصاب ارادة الناس. هل لا يزال لدينا الحق. هل يكافئ الفاشل بان لا يصل كائنا من كان الى قانون انتخاب مطلوب منذ 27 سنة. اللبنانيون ينتظرون هذا القانون منذ 27 سنة. جميعهم ينتظر هذا القانون وليس المسيحيين وحدهم. ينتظرون قانون انتخاب دستوري ديمقراطي يؤدي الى تمثيل صحيح. وفي كل مرة نفس"العدية".
واضاف كنعان:" في السابق كانت الحجة الوصاية. وكانت الحجة انه ما باليد حيلة. اليوم ما هي الحجة. الظروف الإستثنائية. حتى المجلس الدستوري الذي بكل حيثياته رفض التمديدين الأول والثاني. في الاول منعوه من اعطاء رأيه، اما في الثاني وبخلاصته الحكمية اتى ليتناقض مع كل حيثياته. وان اعدتم قراءة القرار فهو يقول ان عدم اقرار قانون انتخاب لا يبرر التمديد. هذا هو الموقف الذي نتخذه اليوم. صحيح نحن كمسيحيين نتخذ موقفا نحن وبكركي وكل الأحزاب وكل القوى المدنية والسياسية ولكن هذا دفاعا عن لبنان ودفاعا عن كل مواطن لبناني تغتصب ارادته. انه دفاع عن لبنان العيش المشترك ودفاع عن الدستور. عندما نقول عيشا مشتركا نعني طبعا الميثاقية فما الميثاقية سوى اننا نعيش معا واننا نحترم بعضنا وحقوق بعضنا وخيارات بعضنا البعض. وهنا نطرح السؤال لماذا التصويت يجوز على قانون تمديد يعتبر عار علينا. عار ان نخالف الدستور علنا والنظام الديمقراطي البرلماني علنا ولا يجوز التصويت على قانون انتخاب".
وتابع كنعان:" من الممنوع التصويت على قانون انتخاب. لا في الحكومة، وهذا الكلام قد قيل، ولا في مجلس النواب، ولكن نحن نصوت من دونكم على التمديد. اهكذا نبني لبنان والدولة وهكذا نلتزم وعودنا وعهودنا. من اول يوم، ما قبل انتخاب فخامة الرئيس وما بعد انتخاب فخامة الرئيس، ما كانت الوعود. انها في التمديد الأول والتمديد الثاني وبعد الإنتخاب والقسم وتعهد كل الكتل بأن اول عمل يكون هو قانون الإنتخاب، ولكن اول عمل تأسيسي هو قانون التمديد. هل يجوز. بالطبع لا ونحن لا نسأل السؤال. نحن عقدنا العزم على ان نواجه هذا التمديد وسنواجه عن كل اللبنانيين عن المسيحيين والمسلمين وعن كل الأحرار في هذا الوطن. فلا احد يتلطى بالنسبية او بالأكثري او برفض مختلط او تأييد اي نوع من القوانين لكي يفرض امرا واقعا على اللبنانيين، ويغتصب السلطة من خلالهم. كل نقاش هو مقبول وكل الإقتراحات يبحث فيها. هناك المتسع من الوقت لإنتهاء الولاية ولاية المجلس اذا كان الحديث عن الفراغ لغاية 20 حزيران. الوقت لا يزال امامنا وبدل ان نذهب باتجاه التمديد فلنذهب باتجاه العمل الإيجابي. المطلوب منا هو اقرار قانون انتخاب واتفاق على قانون انتخاب. الإقرار بحقوق كل اللبنانيين وليس بعملية استيلاء على حقوق البعض، فالإستيلاء على حقوق اي مكون مسيحي كان ام مسلم هو دمار للبنان ونقض للميثاقية وهنا اود ان اقول لمن قال ان هناك ما يعلو فوق الميثاقية وان استمرار المؤسسات هو فوق الميثاقية اقول له هذا غير صحيح. ما من احد يحق له تجاوز الدستور وما من احد يحق له تجاوز عقد الشراكة الوطنية الذي يجمعنا كلبنانيين. لا يحق لأحد. هذا ليس بخيار انما هو واجب علينا جميعنا لذلك نحن نطالب ونطلب من هنا من كل مؤمن في لبنان ومن كل مؤمن بهذه المبادئ وبهذا الدستور ان لا يوكل امره لأحد. بعد اليوم انت تتكل على نفسك. فاما ان نكون اصحاب قضية واما ان نكون تجار قضية. الخيار لكم ونحن على موعد معكم غدا."
وردا على سؤال حول اسم الجهة التي تمدد، اكد كنعان:" نحن بالتأكيد لا نجهل الجهة. المواقف واضحة ومن يريد التمديد قد اعلن ذلك علنا. لقد قدم اقتراح قانون وهناك كتل تقول نحن سننزل غدا وسوف نمدد والميثاقية لا اعتبار لها. هذه المواقف واضحة. نحن هدفنا ليس مواجهة هذا البعض وانما هدفنا حماية لبنان ولذلك نحن لا ندخل في عملية تشهير او سجال فموقفنا واضح وهو يتخطى من اخذ هذا القرار ومن تقدم بهذا الإقتراح. يتخطاه لكي يصل الى المسألة الجوهرية وهي هل نريد لبنان؟ هل نريد دولة ومؤسسات فعلية وشراكة فعلية وحضور في هذا الوطن يكون محترما دوليا ومحترما في محيطنا ام اننا نريد ان ننهي الدولة؟
وعلق كنعان في رده على سؤال يصف العهد بأنه عهدهم قائلا:" العهد هو عهد اللبنانيين ومن انتخب الرئيس العماد ميشال عون والإلتفاف الوطني الذي كان ولا يزال حول الرئيس عون لا يختصر بالتيار الوطني الحر ولا القوات اللبنانية ولا حزب الكتائب او غيرهم هذا في المطلق. هذا العهد هو عهد اللبنانيين. مواجهة مع من لا يريد ان يلتزم بتعهداته.
وعما اذا كان يعني بكلامه من هم حلفاء التيار اجاب كنعان:" هذه المسألة لا يوجد فيها حلفاء. فالبعض كان خصما لنا واصبح حليفنا. نحن امام واقع دستوري وواقع كياني وما من حلف فوق الدستور او الوجود. وما من حلف باغتصاب سلطة من دون العودة الى ارادة الناس. واذا كنتم تتحدثون عن البعض وقد جهلتموهم وانتم تقصدون بذلك حزب الله وحركة امل او غيرهم اذكر اننا عارضنا التمديد مرتين في ظل الحلف وطعنا وذهبنا ابعد من ذلك. لذلك نحن في المسائل الكيانية كما اننا قد نختلف ايضامع حليف اليوم على مسألة كيانية. نحن في الموضوع الدستوري وموضوع الوجود والحق، على جميع اللبنانيين ان يكونوا واحدا. جميعنا كلبنانيين لأن لبنان بخطر وعندما تغتصب السلطة ولا يسمح للمواطن اللبناني ان يعبر عن رأيه وان يختار ممثليه يكون كل اللبنانيين قد اصيبوا وليس نحن فقط."
وفي تعليقه على ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري بانه سينظر في الغد الى "مسيحية كل نائب وليس الى الحزب الذي ينتمي اليه"، اشار كنعان:" هذه هي مشكلتنا وهذه تؤكد صوابية موقفنا من قانون الإنتخاب. وانا اشكر الرئيس بري لأنه عندما يقول هذا الكلام فهذا يعني ان تغيير هذا القانون بات اكثر من اولوية بالنسبة لنا. فكيف يمكن للمسيحيين الذين يتمثلون ب80% و90% من احزابهم ومن هذه القوى السياسية وحتى تلك القوى المستقلة الرافضة للتمديد، كيف يمكننا التحدث عن عدد، فالكلام عن عدد غير مسنود لواقع تمثيلي فعلي وحقيقي لأي مكون من المكونات سواء كان مسيحيا او سنيا او شيعيا او درزيا. انه نقض للمناصفة الفعلية والحقيقية وللشراكة الفعلية. لذلك قانون الإنتخاب هو الاولوية، وبالتأكيد ليس قانون التمديد. وهنا اقول ان من يخاف من الفراغ وانا افهم ان هناك قلقا كبيرا على مسألة الفراغ، ولكن التمديد اليوم هو تمديد للفراغ، لأننا نعيش الفراغ ونحن بعد التمديد مرتين، ولولا انتخاب الرئيس عون لكانت مؤسساتنا الدستورية بحالة شلل كامل وبحالة لا مصداقية كاملة ولا ثقة كاملة لبنانيا وخارجيا. عملية استعادة الثقة والخروج من الفراغ هو بانتخابات تقوم على قانون انتخاب جدي جديد عادل يؤمن شراكة حقيقية وفعلية. اذا نحن اليوم في الفراغ والتمديد هو تمديد لهذا الفراغ لذلك المواجهة معه ضرورية".
وعن امكانية استعمال الجرافاتغدا لقطع الطرقات أوضح كنعان:" هذا امر لن ادخل فيه. اقول لك امرا واحدا. من المعروف عنا اننا سنستعمل كل الوسائل الدستورية والديمقراطية المشروعة.والذي ناضل مدة 15 سنة من اجل سيادة وحرية واستقلال لبنان ولم يخف من سجن او منفى ونعرف الإضطهاد وكنا نأتي الى هذا الصرح وكنتم تروننا وكنا نلاحق ليلا ونهارا لن نخاف اليوم. هذا بالنسبة لنا ولكل لبناني ولكل مواطن لبناني حر. انها قضية وجودية. وكما قلت لك نحن لسنا تجار قضايا".
واكد كنعان ردا عما اذا كان هناك اي تخوف من طابور خامس غدا لإفتعال المشاكل، "لنا ملء الثقة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية وملء الثقة بفخامة الرئيس ونحن مستعدون لأية تضحية حفاظا على لبنان وعلى السيادة والقانون والعيش المشترك في لبنان واكرر واقول سندافع عن كل اللبنانيين دفاعنا عن الدستور هو دفاع عن كل اللبنانيين. واختم كما بدأت وكما قال البطريرك اليوم"خافوا الله" استحوا.
بعدها التقى غبطته النائبة في البرلمان الأوروبي الوزيرة السابقة ميشال اليوت ماري ترافقها ايناس بو عياش رئيسة مؤسسة ايناس ابو عياش، آن ليتري المستشارة الثقافية لفرنسوا فيون، رئيسة جمعية الحفاظ على التراث طرابلس جومانا تدمري وديما جدعون في زيارة بروتوكولية قالت بعدها اليوت ماري:" لقد سبق والتقيت بالبطريرك الراعي في البرلمان الأوروبي حيث كانت له كلمة عرض فيها لموضوع مسيحيي الشرق. واليوم منحتني هذه الزيارة فرصة الحديث عن مشاكل مسيحيي الشرق، وهذا الأمر يهمني فانا اترأس في البرلمان الأوروبي فريق عمل يضم عشرة دول وممثلين عن كل المجموعات السياسية ونحن نهتم بموضوع حماية مسيحيي الشرق والتسامح الديني وبصيغة اشمل حماية الأقليات. واليوم اطلعت من غبطته عن تطورات الوضع في لبنان على هذا الصعيد فلبنان يتميز بموقعه الجغرافي المميز وبدوره المركزي في عدد من القضايا."
ومن زوار الصرح النائب السابق الدكتور فارس سعيد والسيد طوني خواجه اللذين وجها الدعوة لغبطته للمشاركة في جنازة المرحوم الاستاذ سمير فرنجيه.
ثم الوزير السابق سجعان قزي فسفير فرسان مالطا في لبنان شارل هنري داراغون الذي اشار الى "العلاقات الوطيدة التي تجمع بين منظمة فرسان مالطا والبطريركية المارونية وتحديدا البطريرك الراعي،" وقال:" لقد تحدثنا عن نشاط المنظمة ومشاريعها الحالية في خدمة اللبنانيين والنازحين السوريين بروح من التعايش، وكانت جولة افق حول الأوضاع الراهنة في المنطقة."
وعلى صعيد آخر تلقى البطريرك الراعي مساء امس اتصالا هاتفيا من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وتم التطرق الى موضوع قانون الإنتخابات النيابية وجلسة التمديد المقرر عقدها غدا.