من هو القدّيس الذي تصوّف في مدينة قريبة من طرابلس؟
المؤرّخ قال عن هذا القدّيس إنّه من قبرص لكنّه اختار مدينة قريبة من طرابلس ليرسم درب القداسة...
زهد تلالاوس في العالم وأراد العيش لله فقط، فأتى إلى مدينة جبلة القريبة من طرابلس وصعد إلى قمّة جبل حيث نصب كوخًا حقيرًا على أنقاض معبد للأصنام.
عناوين حياته الأبرز في عشّه المتواضع كانت الصّلاة ثمّ العذاب ثمّ الطّاعة. تلالاوس ثابر على التّأمّلات وممارسة التّقشّفات ليختار التّضحيات المُرّة إذ ابتنى ناووسًا ضيّقًا لا يمكنه الجلوس فيه إلّا قاعدًا القرفصاء حاني الرّأس.
شغفًا بالقداسة عانى آلام الجلوس على هذه الحال عشر سنوات. هي عيشة وصفها القدّيس تلالاوس قائلًا التّالي: "إنّي مثقل بخطايا كثيرة فاخترعت هذه الطّريقة لأعاقب جسدي بعذاب متوسّط، فأنجو من هول العذابات القاسية في الآخرة. فإنّ ما أعانيه الآن، إنّما هو سير إلى العذاب الأبديّ".
بهذا الفكر المبارك وعلى خطى هذه الكلمات السّامية سار تلالاوس نحو القداسة. تذكاره اليوم فرصة أمامنا نحن المؤمنين للاتّحاد بالتّضحية والعذاب من أجل نيل الخلاص، فنستقي من سيرته أكيالًا من الإيمان والتّواضع، وجرعات من حبّ تقدمة الذّات ذبيحة على مذبح الرّبّ.
فاجعلنا يا قدّيس تلالاوس نتمسّك بالعذابات لتطهير أنفسنا الخاطئة لنستحقّ الحياة الأبديّة إلى جانب المسيح ومريم والقدّيسين.