دينيّة
27 تشرين الأول 2017, 13:00

من كواليس "كمشة حنين".. طوني عيسى: "البعيد عن الدّين بعيد عن الوطن"

ماريلين صليبي
ليست الصّدفة وحدها التي جمعت المخرج والمؤلّف الموسيقيّ جان كيروز بأنطوانيت جعجع، دونيز طوق وإيفيلين جرجس عند ضريح القدّيسة رفقا، بل هي رفقا من جمعتهم ليحقّقوا رسالة إنسانيّة ووطنيّة وروحيّة تتمثّل بالمساهمة في تأسيس دير للمسنّين والمسنّات في دير القدّيسة رفقا في جربتا.


ونتيجة لهذا اللّقاء المدبَّر روحيًّا، وُلدت مسرحيّة "كمشة حنين" وهي عمل غنائيّ موجّه إلى المغترب اللّبنانيّ، تحاكي قصّة حبّ مجد -الذي يلعب دوره الممثّل طوني عيسى- وحلا -التي تلعب دورها المغنّية والممثّلة سينتيا كرم- اللّذين فرّقتهما الغربة، غير أنّ الحنين إلى الوطن والعودة إليه لملما الفراق وتوّجا حبّ الطّفولة بنهاية سعيدة في أرض الوطن.
المسرحيّة التي وقّعها المخرج والمؤلّف الموسيقيّ جان كيروز ضمّت مجموعة من الممثّلين والموسيقيّين بالإضافة إلى الشّاعر حبيب يونس الذي كانت له إطلالات خاصّة.
وفي ليلة 26 تشرين الأوّل/أكتوبر ومن على مسرح كازينو لبنان، هزّت الأنغام الوطنيّة والألحان الكلاسيكيّة أرض وطن ناجاها العرض الأوّل للمسرحيّة، عرض حضره وزير الإعلام ملحم الرّياشي بالإضافة إلى رئيسة دير القدّيسة رفقا في جربتا الأمّ ميلاني مقصود، ولفيف من الرّاهبات والرّهبان وحشد من الشّخصيّات السّياسيّة والإعلاميّة والمؤمنين.
وفي كواليس العرض الأوّل لمسرحيّة "كمشة حنين"، كان موقع "نورنيوز" حاضرًا بلقاء خاصّ جمعه مع بطل العمل طوني عيسى الذي تحدّث عن العمل بشكل عامّ وعن حياته الرّوحيّة بشكل خاصّ.
أكّد عيسى لـ"نورنيوز" أنّه لم يتردّد أبدًا في المشاركة بمسرحيّة "كمشة حنين" خصوصًا لما للعمل من تميّز في السّيناريو والموسيقى إضافة إلى الرّسالة الإنسانيّة والوطنيّة التي يحملها.
وأضاف عيسى أنّ القيام بأعمال تطوّعيّة لخدمة دير القدّيسة رفقا في جربتا ليس بالأمر الجديد بالنّسبة إليه، فهو يخصّص تاريخ 10 حزيران/يونيو من كلّ عامّ لهذه الغاية لما للقدّيسة رفقا من مكانة خاصّة في قلبه.
وتابع عيسى أنّه إنسان "مؤمن إلى أقصى حدود" إذ يسلّم حياته للرّبّ مدركًا أنّ ما من شيء مستحيل مع القدّيسين وأنّ مهمَّة المؤمنين هي التّبشير والخدمة والعطاء.
وقال عيسى: "لا شيء يغريني، لا المال ولا الشّهرة، لأنّنا نعيش مرحلة نحضّر فيها عبورنا إلى الحياة الأبديّة".
وعن سؤال عمّا إذا كان وجود عيسى في الوسط الفنّيّ يهدّد التزامه الدّينيّ، اكتفى بالقول: "كونوا كالخراف بين الذّئاب".
عيسى الذي أدّى أدوارًا دينيّة أكّد أنّ تجسيد حياة قدّيس يتطلّب جهدًا إضافيًّا والتزامًا تامًّا بتفاصيل الشّخصيّة والنّصّ وتعمّقًا في التّمثيل الذي ينبغي أن ينبع من الرّوح.
وعن التّمثيل على خشبة المسرح قال عيسى أنّه من أجمل الفنون إذ يتطلّب عطاءً إضافيًّا مصبوغًا بالتّفاعل المباشر مع الجمهور الذي يؤثّر على أداء الممثّل.
لأنّ "البعيد عن الدّين بعيد عن الوطن والعكس صحيح"، طالب عيسى الشّباب تأدية أعمال صالحة وخيّرة بعيدة عن الجشع والطّمع ومبادلة الرّبّ بالاكتفاء الدّائم والشّكر المستمرّ مؤكّدًا أنّ مهما كانت الظّروف خارج لبنان أفضل، تبقى العودة إلى الوطن ضروريّة.
في عصر يشهد فيه لبنان ركودًا اقتصاديًّا ويسعى فيه الشّباب إلى تحسين ظروف العيش، نطلب منك يا رفقا أن ترافقي شبّانًا وشابّات اختاروا الغربة ملجأً باردًا. اغمريهم يا رفقا بحرارة حنانك وأرشديهم إلى طريق العودة إلى أحضان الوطن والرّبّ، إلى أحضان الحماية الأبديّة!