لبنان
10 حزيران 2024, 06:15

"من أنا على حدّ قولك؟ وهل تحبّني": الأب جلخ رئيس أساقفة على نصّيبين للموارنة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك المارونيّ الكردينال مار بشارة بطرس الراعي القدّاس الإلهيّ والسيامة الأسقفيّة للأب ميشال الجلخ رئيسًا لأساقفة نِصِّيبين شرفًا للموارنة، على مذبح كابيلّا القيامة في الصرح البطريركيّ في بكركي، عاونه فيه رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر وراعي أبرشية أنطلياس أنطوان بو نجم، ومشاركة عميد دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان الكردينال كلاوديو غودجيروتي، والبطاركة يوسف عبسي، مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، مار روفائيل بدروس الحادي والعشرين، مار أغناطيوس أفرام الثاني، السفير الباباويّ في لبنان باولو بورجيا، الكاثوليكوس آرام الأوّل ممثّلا بالمطران شاهان سركيسيانو، والأساقفة فرانشيسكو برونارو، أندريه غابرييل فيرادا موريرا، أساقفة الكنيسة المارونيّة في لبنان وبلدان الانتشار، والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات والكهنة والراهبات، ورئيس الرهبانيّة الأنطونيّة الأبّاتي جوزيف بو رعد، ومجمع الرئاسة العامّة في الرهبانيّة.

 

بعد الإنحيل المقدّس ألقى البطريرك الراعي عظة جاء فيه:  

على صخرة إيمان بطرس يبني المسيح كنيسته. فسمعان بطرس أعلن إيمانه بجوابه على سؤال يسوع: "وأنتم من تقولون إنّي هو" (متى 16: 15)، بقوله له من دون تردّد: "أنت هو المسيح ابن الله الحيّ" (متى 16: 16). فامتدح يسوع إيمان بطرس الذي هو عطيّة من الآب السماويّ. وسمّاه صخرة - أي Petros باليونانيّة، و"كيفا" بالآراميّة – يبني عليها كنيسته. وبعد قيامته، وعلى شاطئ بحيرة طبريّة، سلّم الربّ يسوع قيادة الخراف-النفوس التي افتداها بدمه، لمحبّة بطرس للمسيح: "يا سمعان بن يونا أتحبّني؟ نعم يا ربّ أنت تعلم كلّ شيء وأنت تعرف أنّي أحبّك! فقال له الربّ: "إرعَ خرافي" (يو 21: 17).

وأضاف الراعي: "على إيمان بطرس ومحبّته الكبيرة للمسيح، بنى الربّ الكنيسة، وسلّم رعايتها لبطرس. هو المسيح إيّاه يطرح عليك أيّها الأسقف الجديد ميشال السؤالين الأساسيّين: "من تقول أنت إنّي أنا؟" يقتضي الربّ جوابًا شخصيًّا، لا جوابًا من الكتب. جوابًا أنت تعيشه من خلال خدمتك وعيش دعوتك في حياتك الرهبانيّة. واليوم في خدمتك الجديدة كرئيس أساقفة شرفًا لنصّيبين، وكأمين سرّ مجمع الكنائس الشرقيّة. من هو المسيح بالنسبة إليك اليوم وكلّ يوم؟ من هو المسيح بالنسبة إليك في صعوبة مهمّتك، وتحدّيات الحياة اليوميّة؟ من هو المسيح بالنسبة إليك، وأنت تواجه صعوبات الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة العديدة، وأنت مدعوّ لتعطي جوابًا ومثالًا. فلا يسعك أن تشهد للمسيح من دون أن تنصت يوميًّا لصوت الآب.  

ويطرح عليك الربّ يسوع سؤاله الثاني ثلاث مرّات: "يا ميشال أتحبّني؟ وفي قرارة نفسك، أتستطيع أن تجيب ثلاثًا مثل سمعان-بطرس: "نعم يا ربّ، أنت تعلم كلّ شيء وأنت تعرف أنّي أحبّك" (يو 21: 17). يسألك هذا السؤال لأنّه يريد أن يسلّمك حبّه للخراف، بحيث يمرّ حبّه للنفوس من خلال قلبك وشخصيّتك وعملك ومعرفتك. فلا تنسَ أنّك مدعوّ في وظيفتك الجديدة إلى هذه الرسالة.

أنت مستعدّ لها بما غرفت من علم وشهادات في الجامعات الرومانيّة. فأنت حامل شهادة دكتوراه في العلوم الكنسيّة الشرقيّة من المعهد الحبريّ الشرقيّ في روما، وشهادة ماجيستر في الليتورجيا، وشهادة عليا في العزف على آلة البيانو، وشهادة في إدارة الأملاك الكنسيّة. وقد علّمت مواد اللاهوت الكنسيّ والحوار المسكونيّ وتاريخ الكنائس الشرقيّة في كلّيّة اللاهوت في الجامعة الأنطونيّة وجامعة الروح القدس الكسليك. ولك العديد من المقالات والكتب باللغات التي تتقنها: العربيّة والإيطاليّة والإنكليزيّة والفرنسيّة.  لقد اختارك قداسة البابا فرنسيس لمساعدته في خدمته الرسوليّة لإيمانك بالمسيح، ولمحبّتك له. فكن أيّها الأخ الجليل عند انتظار قداسته، ولا شكّ في أنّك ستكون كذلك؛ بفضائلك الرهبانيّة والكهنوتيّة وعلومك وخبرتك كمعتمدٍ في مجمع الكنائس الشرقيّة لمدّة خمس سنوات، ثمّ أمينًا عامًّا لمجلس كنائس الشرق الأوسط لمدّة خمس سنوات فرئيسًا للجامعة الأنطونيّة.

وفي 15 شباط 2023 عيّنك قداسة البابا فرنسيس أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة، وفي 23 كانون الثاني مستشارًا في دائرة تعزيز وحدة المسيحيّين، وفي 8 آذار 2024 رئيس أساقفة نصيبين للموارنة شرفًا.

-إنّ المسيح الذي يدعوك لتقيم معه، مثلما دعا الرسل الإثني عشر يجعلك رجل صلاة وإعلان شركة.

يقيمك رجل صلاة، يرفع إلى الله يوميًّا الأشخاص والحالات، على مثال موسى الذي رفع يديه إلى السماء عن شعبه، لتصبح على مثال يسوع ضحيّةً ومذبحًا لشعبه.

ويرسلك رجل إعلان للبشارة إلى الخلق أجمعين، من حيث أنت، وفي الحالة التي أنت فيها.

ويرسلك رجل الشركة بحيث تتحلّى بموهبة العيش معًا، محافظًا على الوحدة، ومعزّزًا الشركة.

إلى عناية أمنّا مريم العذراء، سلطانة الرسل، نوكل حياتك وخدمتك، لكي تكون دائمًا راعيًا صالحًا "وفق قلب الله، ترعى القطيع بعلم وفطنة" (إرميا 3: 15)