دينيّة
30 تموز 2019, 13:00

من أجل مشروع ليلة واحدة... يُهان مشروع الله الأبديّ!

ماريلين صليبي
كثر الكلام أخيرًا عن تكريس مبدأ الحرّيّات وكسر قيود المحرّمات، فأثنى البعض على ضرورة إحياء حفل التّاسع من آب/ أغسطس رغم الجدل الذي أثير حول أغنية مشروع ليلى التي صدحت موسيقاها وكلماتها في وسائل الإعلام ومواقع التّواصل الاجتماعيّ. هذه الأغنية التي أهانت الثّالوث الأقدس ومريم العذراء أشعلت شرارة زرع العلمانيّة في بلد تنخر الطّائفيّة مؤسّساته. ولكن مهلًا! هل فكّر هؤلاء أثناء رفعم راية حرّيّة التّعبير بهالة مقدّساتنا وكرامتهم؟

 

لن أطيل الكلام عن أنّ حرّيّة المرء تقف عندما تتعدّى حرّيّة الآخر، ولن أشدّد طويلًا على أنّ الحرّيّة الثّقافيّة لا تعني التّطاول على معتقدات الآخر، فهذه الشّعارات لُقّنت على مقاعد الدّراسة وطُبعت في كتب التّاريخ والتّربية والتّنشئة المدنيّة، ولكن سأصرخ بلسان يصون الإيمان قائلة: كفى!

كفى استوطاءً لحيط كنيستنا! كفى تدنيسًا لرموزنا الدّينيّة! كفى استعلاءً على الإيمان والدّين المسيحيّ! كفى اعتبارًا للشّاذّ أخلاقيًّا والدّين "مكسر عصا"!

إنّنا لقوم يعرف الدّفاع عن مقدّساته، فإحذروا صمتنا ورحمتنا وهدوءنا، لأنّنا على خطى المسيح سائرون، المسيح الذي غفر لصالبيه، هو نفسه طرد تجّار الهيكل، وها نحن مستعدّون لطرد الإهانة والبدع بإسم الصّليب الحيّ.

الحرّيّة لم تكن يومًا التّهكّم والاحتقار والإلحاد والتّجديف، بل هي صون الأعراض والمقدّسات بجوّ من الدّيمقراطيّة والوعي. فبئس مجتمع يدّعي حَمل راية الحرّيّة بهدف نشر - عن قصد أو عن جهل - أفكار أقلّ ما يقال عنها إنّها شيطانيّة!