منظمة الأغذية والزراعة "تحوّل أقوالها إلى أفعال" في مجال المناخ
وتركّز هذه الاستراتيجية الجديدة الطموحة للحد من الانبعاثات على تحسين استدامة العمليات اليومية بما في ذلك اتخاذ تدابير لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في مختلف المرافق، وتحديث سياسات السفر للحد من الانبعاثات المرتبطة به، وتحسين برامج استخدام المياه وإعادة تدويرها.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، في كلمته الافتتاحية خلال حدث إطلاق الاستراتيجية: "إذ ننظر إلى الحالة الراهنة لكوكبنا، وفقدان التنوع البيولوجي، وارتفاع مستويات البحار، وتدهور النظم الإيكولوجية، والآثار السلبية لتغير المناخ، نرى بكل وضوح أنّ وقت العمل قد حان الآن"، واستطرد قائلًا "قررت منظمة الأغذية والزراعة الاضطلاع بالدور الموكل إليها والاستجابة من خلال وضع خطة عمل طموحة للحد من الانبعاثات وتعزيز الاستدامة الداخلية لعملياتها وبرامجها."
وأضاف إنّ الاستراتيجية الجديدة ""تمثل نقطة تحوّل" بالنسبة إلى المنظمة وهي فرصة لتكون مثالاً يحتذى به، ولكي تبيّن احترامها للطبيعة، ما يتيح للمنظمة "مواصلة تحويل أقوالها إلى أفعال".
وتشمل الإجراءات الملموسة في الاستراتيجية الجديدة تعزيز الاستخدام المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة وتجنّب استخدام مولّدات الديزل، وزيادة فرز النفايات وتحسين نظم إعادة التدوير، والتخلّص تدريجيًا من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرّة واحدة، وتشجيع ممارسات العمل المرنة للحد من التنقل.
وكان من بين المتحدثين خلال هذا الحدث اليوم كل من سعادة السفيرة Céline Jurgensen، الممثلة الدائمة لفرنسا لدى منظمة الأغذية والزراعة، وسعادة السفير GUANG Defu، الممثل الدائم للصين، والسيدة Jennifer Harhigh، القائمة بالأعمال في بعثة الولايات المتحدة، وقد أثنوا جميعهم على المنظمة لاعتمادها استراتيجية جديدة واتخاذ خطوات حازمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
لقد أحرزنا تقدمًا ولكن ما زال أمامنا الكثير من العمل
كانت لدى منظمة الأغذية والزراعة منذ عام 2016 استراتيجية خاصة بالمسؤولية البيئية في ما يتعلق بعملياتها ومرافقها، وهي في صدارة هيئات الأمم المتحدة التي قامت بهذه الخطوة. وقد بُذلت بالفعل جهود كبيرة في المقر الرئيسي للمنظمة وفي المكاتب الإقليمية والقطرية الرئيسية لتحسين الاستدامة البيئية، وبات التوجّه السائد نحو خفض الانبعاثات واضحًا بالفعل.
فقد تم تركيب نظم للطاقة الشمسية في المقر الرئيسي، وفي المكتب الإقليمي لأفريقيا في أكرا، غانا، وفي المكاتب القطرية التابعة للمنظمة في أوغندا وجيبوتي وموريتانيا ونيبال. وتم التعويض عن جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتصلة بالسفر ومباني العمل منذ عام 2014. ويجري حاليًا التخلّص تدريجيًا من البلاستيك في المقر الرئيسي والمكتب الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ في بانكوك بتايلند. فبات على مشاريع المنظمة الخضوع لفحص بيئي واجتماعي إلزامي، ويشمل ذلك إدراج شهادات للمخاطر البيئية والاجتماعية في عملية الموافقة على المشاريع التي تضطلع بها المنظمة. ومنذ عام 2008، أسفرت مشاريع المنظمة عن انخفاض تراكمي يفوق حجمه 27 مليون كيلوغرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ووفورات تراكمية تزيد قيمتها عن 4 ملايين دولار أمريكي.
ولكن، حتى الآن كانت عمليات الاستدامة البيئية للمرافق والعمليات ولبرامج ومشاريع المنظمة منفصلة. وستعزز استراتيجية المنظمة الجديدة للمسؤولية البيئية الاستدامة البيئية في برنامج عمل المنظمة برمّته، مستهدفة جميع المشاريع والمكاتب في جميع أنحاء العالم.
دعوة موظفي منظمة الأغذية والزراعة إلى العمل
وجّه المدير العام، خلال حدث إطلاق الاستراتيجية الجديدة، دعوة عالمية إلى العمل إلى جميع موظفي المنظمة، وشجّعهم على التفكير على نحو مبتكر في سبل إحداث فارق من خلال أعمالهم، سواء أكان ذلك في مكاتبهم أم في منازلهم.
وشدّد المدير العام على ضرورة إحداث تغييرات مجدية في السلوك والذهنيات في جميع أنحاء المنظمة لتحقيق هذا الهدف الطموح.
وقد شارك في هذا الحدث الافتراضي موظفو المنظمة من جميع أنحاء العالم. وأدلى بكلمة كل من نائبي المدير العام السيد Laurent Thomas والسيدة Maria Helena Semedo والممثلين الإقليميين للمنظمة والزملاء من المقر الرئيسي الذين شاركوا في وضع الاستراتيجية وتنفيذها.