الفاتيكان
23 كانون الأول 2017, 15:00

مقابلة مع الكاردينال أنجيلو كوماستري بشأن لقاء البابا الأخير مع أعضاء الكوريا الرومانية

على أثر الخطاب التقليدي الذي وجّهه البابا فرنسيس إلى أعضاء الكوريا الرومانية لمناسبة تبادل التهاني بحلول عيد الميلاد، أُجريت مقابلة مع الكاردينال أنجلو كوماستري، نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان الذي أشار إلى أنّ كلمات البابا عكست قلبه المنفتح، وقد تكلّم كما يخاطب الأب أبناءه.

وقال نيافته إنّ كلمات البابا هي هبة وقد تم تلقيها بقلب منفتح، وقد تميّزت هذه الكلمات بالتشجيع، وبالتقدير حيال العمل الذي تقوم به الكوريا الرومانية ولم تخلُ من المديح أيضاً. وتابع الكاردينال كوماستري يقول إنّ البابا طلب من معاونيه أن يكثّفوا جهودهم وحثّهم على السعي في سبيل الأفضل، تماماً كما يفعل الأب مع أبنائه.

وفي ردّ على سؤال حول كيفية عيش عيد الميلاد داخل دولة حاضرة الفاتيكان؛ قال الكاردينال كوماستري إنّه يسعى إلى الشهادة لهذا العيد، وكل شيء في الفاتيكان يعبّر عن عيد الميلاد، كما أنّ جميع الأشخاص المقيمين والعاملين داخل دولة حاضرة الفاتيكان يشعرون بأنّهم أعضاء في عائلة واحدة. هذا، ثمّ لفت نيافته إلى أنّ البابا فرنسيس تمكّن من حمل عطر بيت لحم إلى الكنيسة خلال أعياد الميلاد، وأضاف أنّ كل شيء في بيت لحم كان متواضعاً وأنّ الله يحب التواضع والبساطة والصِغَر. واعتبر أنّ البابا يحاول أن يعيش روح بيت لحم من خلال البساطة والتواضع لأنّه بهذه الطريقة يشعر البشر بحضور الله في وسطهم. من هذا المنطلق، تابع يقول، لا بدّ أن نشكر البابا لأنّه حمل إلينا روح وعطر بيت لحم.

وتابع الكاردينال كوماستري حديثه مؤكّداً أنّ طفل بيت لحم يحذّر الإنسان من الغرور الساكن في قلبه لأنّ هذا الغرور، مضى إلى القول، يشكّل حاجزاً أمام اللّقاء مع الله، ومع الأشخاص الآخرين. وأكّد أنّه إذا تمكن الناس من هدم جدار الغرور سيصبح العالم مكاناً جميلاً للعيش. وتحدّث نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان عن وجود مسخ آخر داخل قلب الإنسان، ألا وهو الأنانية التي تقنعنا بأنّ السعادة يتمّ بلوغها من خلال الترفيه وجمع ما نرغب فيه. وهذا الأمر ليس صحيحاً على الإطلاق. وذكّر في هذا السياق بكلمات الأم تيزيرا دي كالكوتا التي كانت تقول إنّ السعادة تتماشى مع الطيبة. وأكّد الكاردينال كوماستري أنّ القلب الطيب هو القلب السعيد والفرِح. وختم بالقول: إذا ما تمكنّا جميعا أن نصير أكثر طيبة، وأن نهدم جدار الأنانية وجدار الغرور في القلب، يمكننا، نحن أيضاً أن نسمع صوت الملائكة ليلة الميلاد، وباستطاعتنا أيضاً أن نشعر بالفرح الذي حمله مريم ويوسف والرعاة إلى مدينة بيت لحم. وتمنّى في الختام للكل ميلاداً مجيداً.