مصر
08 تشرين الأول 2017, 12:50

مسلم يتبرّع لإعادة بناء كنيسة في قنا

تبرهن عبقرية المصريين يوميّاً على وحدة نسيجهم الوطني في مختلف الأحداث التي تمرّ بها البلاد، فمن أخبار تردّد كثيراً عن تبرّع مواطنين أقباط لبناء مساجد أو تنظيم موائد رحمن في رمضان، إلى تبرّع مسلم ببناء كنيسة في قنا، الأمر الذي قوبل بمزيد من الترحيب بين أهالي المحافظة.

وفي مركز دشنا شمال محافظة قنا، والذي يعيش فيه المسيحيين والمسلمين في سلام ومودة دون أي خلافات أو تفرقة في قرى تشهد تبرعات من مسيحيين لمسلمين لبناء مساجد، كما فعل أسقف إيبارشية دشنا الأنبا تكلا لاستكمال مئذنة مسجد في قرية فاو بحري، أراد مسلم رد الخير بخير مثله، ففي حي صفارة بمركز دشنا تبرع أحد الأعيان بمواد بناء ومبلغ مالي لإعادة إنشاء كنيسة كانت آيلة للسقوط وصدر لها قرار إزالة وإعادة بناء خوفًا على حياة المصلين في الكنيسة، وبالفعل بدأت أعمال إنشاء الكنيسة.

وقال الحج خيري عسر عبدالرحيم إنّه تبرّع بأسمنت وحديد وبويات وطوب لاستكمال كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس حي صفارة التي أصبحت آيلة للسقوط وصدر لها قرار إزالة وأسهمنا بمبلغ مالي ليتمكن إخواتنا الأقباط من بناء كنيستهم.

وأضاف الحج خيري أنّ الأمر لا يقف عند هذا الحدّ، بل يمتدّ إلى مساعدة الفقراء وزواج اليتيمات؛ وغير ذلك كنوع من الترابط والمحبة بين أبناء الوطن، مشيراً إلى أنّ هذا التصرف نبع من داخله لإيمانه بأنّ أي كيان يعرض حياة المواطنين للخطر بمثابة كارثة وهو الذي حدث بالفعل في هذه الكنيسة، فكان لزاماً على الجميع المساهمة والمشاركة في إعادة بناء دار العبادة التي كان مبناها يهدد حياة الكثيرين.

من جانبه، أكّد الأنبا "تكلا" أسقف دشنا وتوابعها، أنّ الجميع هنا يعيش في تناغم دون تفرقة، فالتّبرّعات تؤكّد عمق الود والمحبّة بين أبناء وطوائف المجتمع الواحد.

وأضاف يوحنا حسيب "ناشط قبطي" أنّ مساهمات المسلمين بجمع تبرّعات لإنشاء كنائس أو منازل خاصة بالأقباط منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وليس غريبًا على الإخوة المسلمين هذا الأمر، مؤكّدًا أنّ التبرع لا علاقة له بانتخابات أو مواءمات سياسية، ولكن هذا نوع من الود والمحبة بين أبناء نسيج الوطن الواحد.

وتابع قائلاً تحضرني واقعة في خمسينيات القرن الماضي بقرية أبومناع بحري بمركز دشنا عندما تعثر الأقباط في استكمال كنيسة صدر لها قرار إزالة ووجدت كبار قبائل الهوارة والعرب يسارعون لجمع التبرعات لاستكمال الكنيسة، وبالفعل تمّ الانتهاء من البناء بعد جمع التبرعات وتسليمها لأساقفة الكنيسة لشراء ما ينقصهم لاستكمال دور العبادة الخاصّة بالمسيحيين.