مدمنة في أحضان الله.. هذه الرّسالة المؤثّرة التي تركتها
وها هي دلاني فاريل، ضحيّة جديدة أطفأت شمعتها الـ23 قبل أن تُطفئ المخدّرات حياتها الواعدة.
غياب دلاني فاريل لم يكتفِ بنقر قلب أهلها بحسرة موجعة، بل تضاعفت غصّتهم الأليمة عندما علموا أنّ ابنتهم قد تركت رسالة لخّصت معاناتها مع الإدمان.
هي رسالة غلغلت الألم في نفوسهم، لكنّها بشّرتهم بلجوء ابنتهم إلى المسيح قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، ما هدّأ من روعة المرارة.
الرّسالة المؤثّرة هذه ضمّت المشاعر الصّادقة والذّكريات السّوداويّة واختُتمَت بلفحة رجاء وأمل، إذ تضمّنت التّالي:
"مضحك هو ألّا أتذكّر أيّامًا سعيدة في مسيرتي مع المخدّرات.
أتذكّر المشي لكيلومترات عدّة وسط ضباب المخدّرات.
أتذكّر نومي في منازل مظلمة بدون كهرباء.
أتذكّر تسميتي بالـ"مدمنة"، وعدم إمكاني رفض اللّقب.
أتذكّر سقوطي في الحديقة.
أتذكّر أنني كنتُ أخجل من أخواتي الأصغر سنًّا.
أتذكّر أنّني لا أتذكّر إلّا بعض الأشياء.
أتذكّر تلك الأيّام التي كنتُ فيها مريضة جدًّا، وكنتُ أتمنّى الموت.
أتذكّر أعياد ميلادي والمناسبات التي فاتتني بسبب دخولي السّجن.
أتذكّر الجرعة الزّائدة في غرفتي.
أتذكّر بكاء أخواتي ووالديّ.
أتذكّر الذّنب ووجع الضّمير والوسواس التي انتابت صدري وضيّقت أنفاسي.
أتذكّر أنّني فقدتُ الشّعور بالأمل.
أتذكّر الألم والدّمار والشّرّ.
أتذكّر الانهيار البطيء الذي ضرب بيتي.
أتذكّر أنّني كنتُ أفكّر أنّه من الأفضل ترك عائلتي.
أتذكّر النّظر في المرآة ورؤية الجروح على جسدي ووجهي.
ولكن ما أتذكّره أكثر من سواه، هو السّجود أمام الله ومساءلته الخلاص والحياة."
هذا ما تذكّرته دلاني فاريل قبل الرّحيل، رحيل أنهى حياة بدأت مُرّة وانتهت برعم أمل مع الله، فلا بدّ من أن يداوي وجع الغياب داء الإيمان لعودة الضّحيّة إلى بيت الله السّماويّ تائبة وملتمسة نعمة الرّبّ.
على ضوء هذه القصّة، نسألك يا ربّ أن تنجّي شبّان العالم وشابّاته من آفة المخدّرات المُهلكة..
كن يا ربّ خشبة الخلاص التي تقودهم نحو شاطئ الفرح ليعيشوا بسلام مبشّرين بك أو ليموتوا بإيمان صاعدين إليك...