بيئة
08 تشرين الأول 2018, 11:08

محاضرة في بلدية برجا عن مخاطر محارق النفايات: حكم على اللبنانيين العيش بمنطقة بيئية مهددة

نظمت بلدية برجا، محاضرة بعنوان "محارق النفايات: وباء وليست حلا"، تحدثت فيها الباحثة في تلوث الهواء مديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسورة نجاة عون صليبا، في حضور محمد الحاج ممثلا النائب محمد الحجار، رئيس البلدية نشأت حمية والاعضاء وفاعليات.

الدقدوقي
بعد النشيد الوطني ونشيد برجا، ألقى رئيس لجنة البيئة في البلدية عضو المجلس البلدي محمد الدقدوقي كلمة أكد فيها:"ان بلدية برجا رفضت وسترفض أي حل لهذا الملف في نطاق البلدة ومحيطها".

وقال:"لقد أوصلنا هذه الرسالة إلى من يعنيهم الأمر، وأوضحنا رفضنا بشكل لا يحمل التأويل لإنشاء محارق أو غير محارق في محيطنا حتى لو حولت النفايات إلى ذهب. فخذواالنفايات وخذوا الذهب بعيدا عنا، فنحن يكفينا حزام البؤس البيئي الذي يلتف حول عنق بلدتنا وخنقها من معمل ترابة سبلين ومعمل الجية الحراري والكسارات والمرامل والزفاتات والنفايات. فأنا أقولها وكلي ثقة بأن موقف بلدية برجا وأهل برجا هما العائق الأساس وربما الوحيد الذي يحول دون اعتماد محيطنا لحل ملف النفايات. ومن الآخر، الكل موافق من فوق ومن تحت الطاولة".

صليبا
بدورها اعربت صليبا عن سرورها لوجودها في بلدة برجا وحيت اهلها، ثم تحدثت عن ارتفاع نسبة عدد مرضى السرطان، واشارت "الى وجود عدة اسباب لهذا المرض، وتوقفت عند السبب الاول المتمثل بتلوث الهواء".

ثم تحدثت عن المحارق والتي هي عبارة عن فرن لحرق النفايات، مؤكدة "وجود اضرار كبيرة من خلال حرق النفايات والتي ينتج عنها السموم والرماد"، ورأت "ان المحارق في لبنان ليست الحل الصحيح والسليم"، واعتبرت "ان المحارق في اوروبا قد تكون الحل لأن وزارات البيئة صارمة وقاسية بالنسبة لهذا الأمر"، مشيرة الى انه اذا اخلت وزارات البيئة بأي عمل هناك الاتحاد الأوروبي الذي يراقب المراقب، وان هذا الأمر بالنسبة للبنان يختلف".

وأوضحت "ان الاتحاد الأوروبي قام بدراسة وعملية إحصاء للانبعاثات التي تصدرها محارق النفايات، فأثبتت الدراسة ان حرق النفايات يصدر عنها سموم خطيرة في الهواء ديوكسين، في ما المنظمات العالمية تحذر من هذه السموم"، واشارت الى "ان السبب الرئيسي للتلوث الذي تحدثه المحارق هو الرماد، حيث ينتج عن حرق كل كيلو نفايات 25 % رماد"، مشيرة الى "ان هذا الرماد سام جدا، ولا يمكن التخلص منه بسهولة"، وأوضحت "ان الاتحاد الأوروبي يؤكد ان معالجة الرماد وكيفية التخلص منه يتطلب مبالغ طائلة تفوق انشاء المطامر العادية".

وتوقفت عند اسباب التلوث في لبنان، وسألت لماذا علينا زيادة مصدر تلوث جديد لبلدنا، واشارت الى "ان الانبعاثات التي تصدر من السيارات في لبنان سامة جدا وكبيرة، حيث وجود سيارات قديمة العهد وتعمل دون كاتاليزير"، ولفتت "الى ان انبعاثات السيارات في لبنان اكبر بكثير من انبعاثات السيارات في لوس انجلس بناء على مقارنة تم القيام بها، وتبين ان المواد السامة تصل الى 7 اضعاف في بيروت، وهذا امر خطير جدا".

وأضافت "من الاسباب الثالثة، انبعاثات معامل الكهرباء، وقمنا بدراسة حول انبعاثات معمل الذوق ومدى تأثيره على المواطنين"، مشيرة "الى ان دخان معمل الذوق ينتشر في المنطقة على مدى 365 يوما في سماء المنطقة وتتوسع مع الهواء لتشكل مساحات كبيرة. كما قمنا بأخذ عينات من الارض في منطقة الذوق فتبين لنا ان وجود اشياء سامة اكثر بكثير من المناطق المحيطة بها"، وهذا الامر يظهر ان الناس في تلك المنطقة معرضين لهذه السموم".

كما تحدثت عن التلوث الذي تحدثه مولدات الكهرباء الخاصة، فأكدت "ان حجم التلوث لهذه الموالدات كبير جدا نظرا لكثافة عدد المولدات بين الأحياء السكنية"، ولفتت الى "ان الدراسات والتقارير في لبنان تظهر ان كل طفل في لبنان يتنشق مقدار سجارتين يومين من المواد السامة في الهواء في لبنان"، واشارت الى "ان لبنان بات في صدارة الدول التي تسجل ارتفاعا كبيرا بالمصابين بأمراض السرطان".

ورأت "ان الناس في لبنان حكم عليهم العيش بمنطقة بيئية مهددة"، وقالت:"ان هذا الامر يوصف علميا غياب العدالة البيئية"، ودعت "الى تغيير مفهومنا للنفايات"، مشددة "على اهمية الفرز والمعالجة والتدوير للنفايات التي تجني الاموال الطائلة".

وتطرقت الى تشغيل المحارق فأشارت الى "انها تتطلب اموالا طائلة لتشغيلها، حيث يجب ان تصل درجة الحرار فيها لحرق النفايات 850 درجة، وهذا كميات كبيرة من المحروقات، وهذا يكبد الخزينة الاموال الطائلة، فضلا عن تكاليف الصيانة والعناية الصحية وكيفية التخلص من الرماد".

واكدت "ان المحارق في العالم لها قانون، ويجب تطبيقه، لكن عدم تطبيقه يؤدي الى انفجارها، وهذا الامر يكلف مبالغ كبيرة خصوصا لجهة عدم تطابق الإنبعاثات مع المواصفات المطلوبة".

وختمت مشيرة "الى ان المحارق ستتسبب بإحتباس حراري"، داعية "الى ترك الشباب التوجه الى الابتكار والتفتيش عن حلول لهذه المشكلة لاحداث التغيير على الارض".

وختاما كان نقاش مع الحضور.