محاضرة عن النفايات ومخاطر انتشار الأوبئة الجرثومية في الأونيسكو
وألقى البزري محاضرة هدفها التوعية وشرح المخاطر الصحية لانتشار جبال النفايات في لبنان، مؤكدا أن "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
وأشار الى ان "الأمراض الانتقالية المعدية هي التي تنتقل من شخص إلى آخر، وعندما يصاب أحدهم بمرض ما فإنه يشكل خطرا على المجموعة والبيئة المحيطة به، غير أن الأمراض الخبيثة تصيب المريض نفسه فقط، ويسمى وباء ازدياد نسبة حصول المرض عن النسبة المعتادة، وقد لاحظنا خلال هذا الشتاء ازدياد نسبة الإصابة بالانفلونزا وانتشر عبر وسائل الإعلام خبر وفاة عدد من الأطفال، والميكروبات التي تسبب الأمراض الانتقالية ناجمة عن تفاعل بين كائنين حيين بين الميكروبات والإنسان، والميكروب أذكى بكثير من الإنسان وجد قبلنا على هذه الكرة الأرضية وسيستمر إلى ما بعد زوالنا، وبالتالي فالميكروبات اشتراكية تعيش ضمن مجموعات بحيث أن الميكروب كلما اكتسب خاصة ينشرها للميكروبات الباقية".
وقال: "الفيروسات أذكى من الباكتيريا وهي طفيلية وعلى استعداد ألا تسبب لنا المرض لأننا إذا مرضنا تمرض هي ولكنها تسبب لنا المرض في حال كان ذلك يفيدها. عام المقبل ستنتشر نظرية "الإنسان مستعمرة للميكروبات"، وبالتالي إذا أحسنا إليها أحسنت إلينا والعكس صحيح، والميكروبات تنتقل عبر الهواء والسعال من خلال تلوث الغذاء".
وحذر من "خطورة الأمراض المنتشرة بواسطة القوارض والحشرات الناجمة عن انتشار جبال النفايات في لبنان، وتم تشخيص حالات الحمى الصفراء وهذه الحالات حياتها مهددة بالموت بنسبة 50%"، مشيرا إلى أن "العالم أصبح قرية كونية بحيث بات من السهل الوصول إلى أي دولة، وهذا ما يجعل نقل الميكروبات أمرا يسيرا". ولفت إلى أن "الاحترار المناخي الناجم عن التغييرات المناخية تقضي على البيئة وتجعل بعض الميكروبات والفيروسات تضطر أن تنتقل من بيئتها إلى بيئتنا، من هنا تعرفنا على الإيبولا وعلى أمراض أخرى تغيرت بيئتها اليوم". وأكد أن "سوء التغذية يسبب نقصا في المناعة"، منبها إلى "خطورة الأمراض الاستوائية المهملة المنتشرة في الدول الفقيرة بحيث أن شركات الأدوية غير مستعدة لإيجاد الدواء الشافي لهذه الأمراض نظرا لكون سكان هذه الدول الفقيرة غير قادرين على شراء الدواء".
وأكد ان "النفايات تشكل خطرا حقيقيا على اللبنانيين وارتداداتها في المستقبل ستكون أكثر خطورة"، وطرح جملة توصيات للحماية من الأمراض "كعدم رمي النفايات في مجاري النهر وعدم حرقها"، وأشار الى أن "المواقع الإلكترونية تداولت تقريرا يكشف ان أطباء الأمراض الجرثومية في لبنان شخصوا في الآونة الأخيرة جرثومة جديدة تنتقل في الهواء أو الطعام، وتبدأ بزكام عادي أو حتى بألم في المعدة، لتتحول بعدها إلى التهاب في الأعصاب، وصولا إلى ضعف في اليدين والرجلين، وهذا الفيروس يعرف باسم "التهاب الأعصاب الحاد المزيل للنخاعين"، وتفاعل اللبنانيون مع هذا الخبر مما اثار موجة من الخوف وخصوصا ان التقارير اكدت أن كلفة العلاج تصل إلى 30 ألف دولار، وقد يحتاج المريض الى تبديل الدم".
وقسم الأخطار الناجمة عن النفايات إلى قسمين "الأخطار الناجمة عن الإلتهابات الجرثومية والاخطار الناجمة عن الحرق، ويمكن تفادي بعض آثار الملوثات لا جميعها ومن بين ما يمكن تفاديه الأمراض والجراثيم والفيروسات الناجمة من النفايات العضوية"، وأوضح أن "البيئة الملوثة التي نعيش فيها اليوم تشكل مناخا ملائما قد يؤدي إلى انتشار أمراض الكوليرا والطاعون". وعرض "الخطوات اللازمة لتفادي هذا الفيروس عبر التخلص من تكديس النفايات قرب المنازل والأحياء، من خلال فرز النفايات العضوية وطمرها في الحديقة أو وضعها في برميل فيه منافذ هوائية، ومن ثم وضع طبقة من الرمل فوقها ورشها بالمياه عندها ستتحول هذه النفايات تدريجا إلى سماد زراعي وستتخصلون من تداعيات النفايات العضوية".
واعتبر أن "العالم شهد عددا كبيرا من المصابين بالانفلونزا"، متمنيا على العاملين في القطاع الصحي "حث اللبنانيين على اللقاح الذي لا يحمي 100% لكنه أفضل من اللقاح، ومرض "زيكا" هو مرض قديم ينتقل بواسطة البعوض ويرتبط ببعض التشوهات الخلقية للأطفال وازدياد حدوثه هذا العام في البرازيل التي تستعد لاستقبال الأولمبياد يهدد بانتشاره".
وختم أن "الإخوان السوريين يشكلون أزمة صحية لأن بيئتنا الصحية غير صحية ودخول مليون ونصف سوري يعني زيادة 35% على بيئتنا الصحية بحيث انتشرت "حبة حلب"، وتعاملنا معها وتجاوزناها بنجاح، كذلك انتشر مرض الحصبة، والصفيرة أي التهابات الكبد وأبو كعب وكذلك شلل الأطفال ولكن تمت السيطرة على جميع هذه الأمراض".
المصدر: وطنية