لبنان
02 شباط 2022, 10:30

ماذا يعني السّينودس؟ أبرشيّة أنطلياس المارونيّة توضح!

تيلي لوميار/ نورسات
أطلقت أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، ومواكبة للمسيرة السّينودسيّة الّتي أطلقها البابا فرنسيس، فيديو بعنوان "شو يعني سينودس"، مدّته 8 دقائق من إعداد وإخراج دائرة الإعلام بالتّنسيق مع لجنة السّينودس في الأبرشيّة.

ويتناول الفيديو مفهوم السّينودس، تاريخه، أنواعه ومراحله، ويشير، بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، إلى "أنّ "سينودس" هي لفظة يونانيّة تعني "السّير معًا"، وسينودس الأساقفة هو مؤسّسة دائمة أنشأها البابا بولس السّادس في 15 أيلول 1965 استجابة لرغبة آباء المجمع الفاتيكانيّ الثّاني للحفاظ على الرّوح الإيجابيّة الّتي ولدتها الخبرة المجمعيّة، وكلّ سينودس هو لقاء حول بابا روما، ويكون فيه لأساقفة الأبرشيّات في العالم إمكان التّفاعل معًا وتبادل المعلومات والخبرات في موضوع معيّن بهدف البحث المشترك عن حلول رعويّة تساهم في تجديد وتحديث الكنيسة بتجذّرها بكلمة الله.

وكلّ سينودس يتّخذ شكل مجلس استشاريّ للحبر الأعظم وله وظيفتان أساسيّتان: دور إعلاميّ للاستعلام عن واقع الكنيسة، ودور استشاريّ يساعد البابا في اتّخاذ القرارات، وأحيانًا تكون للسّينودس وظيفة ثالثة هي اتّخاذ القرارات إراديًّا شرط أن يصدّق عليها البابا بنفسه".

ويوضح الفيديو أنّ "للسّينودس أمانة سرّ دائمة  في الكوريا الرّومانيّة تسهر على تحضير وتنفيذ كلّ المراحل المجمعيّة وأن السّينودس ثلاثة أنواع  تختلف عن بعضها في الشّكل والمضمون :

- السّينودس العاديّ الّذي يجمع بطاركة الكنائس الشّرقيّة والأساقفة المنتخبين من مجالس الأساقفة وأساقفة يسمّيهم  البابا شخصيًّا بالإضافة إلى مكرّسين ومكرّسات. وهذا النّوع من السّينودس يعالج مواضيع لاهوتيّة وإيمانيّة من أجل أن  تكون الكنيسة في حالة تجدّد دائم في كلّ المجالات.

عقد منذ المجمع الفاتيكانيّ الثّاني ولغاية اليوم 16 سينودسًا عاديًّا كان آخرها "كلمة الله في حياة ورسالة الكنيسة" سنة 2008، "الأنجلة الجديدة من أجل نقل الإيمان المسيحيّ" سنة 2012، "دعوة ورسالة العائلة في الكنيسة وفي العالم المعاصر" سنة 2015 و"الشّبيبة والايمان وتمييز الدّعوات" سنة 2018.

- السينودس غير العاديّ الّذي يجمع بالإضافة إلى بطاركة  الكنائس الشّرقيّة والأساقفة رؤساء مجالس الأساقفة، الكرادلة المسؤولين عن دوائر الكوريا الرّومانيّة ومكرّسين ومكرّسات ومشاركين يسمّيهم البابا بنفسه. هذا النّوع من السّينودس يعقد ليعطي إجابات سريعة على الأسئلة المتعلّقة بخير الكنيسة الجامعة. وعقد هذا النّوع من السّينودس ثلاث مرّات منذ المجمع الفاتيكانيّ الثّاني: "التّعاون بين الكرسيّ الرّسوليّ ومجالس الأساقفة" سنة 1969، "العيد العشرين لختام انعقاد المجمع الفاتيكانيّ الثّاني" سنة 1985، "التّحدّيات الرّعويّة للعائلة في إطار البشارة بالإنجيل" سنة 2014.

- السّينودس الخاصّ الّذي يعقد حول مسألة خاصّة في منطقة أو كنيسة معيّنة، هذا النّوع من السّينودس يجمع فقط مشاركين من المنطقة الّتي يعقد فيها ومن أجلها. ولغاية اليوم عقد 11 سينودسًا خاصًّا منها: "مجمع خاصّ من أجل لبنان" سنة 1995، "مجمع خاصّ من أجل الشّرق الأوسط" سنة 2010 و"مجمع خاصّ من أجل الأمازون" سنة 2019".

ويشرح الفيديو "مراحل كلّ سينودس للاساقفة:

المرحلة الأولى على مستوى أمانة سرّ السّينودس والأساقفة، هذه المرحلة تسبق إطلاق أعمال كلّ سينودس وتبدأ بطرح مواضيع عدّة على البابا ليختار منها موضوعًا واحدًا. إختيار موضوع السّينودس لا يقرّره البابا بمفرده إنّما يستشير فيه الأساقفة الّذي يبدون اقتراحاتهم وفقًا لمعايير محدّدة تشترط أن يكون الموضوع يخصّ الكنيسة جمعاء، وحالي وعاجل بالمعنى الإيجابيّ، أيّ قادر على خلق طاقات جديدة ويساهم في نموّ الكنيسة، له ركيزة وتطبيق رعويّ بالإضافة إلى أساس عقائديّ متين وقابل للتّنفيذ وللتّحقيق على أرض الواقع.

وبعد اختيار الموضوع العامّ للسّينودس تقوم أمانة سرّ السّينودس بإعداد وثيقة الخطوط العريضة، وهذه الوثيقة يكون مضمونها شاملاً وواسعًا بهدف استنباط عدد كبير من الملاحظات وردود الفعل.

ثمّ تبدأ المرحلة الثّانية الّتي تتوجّه بشكل أساسيّ إلى الأساقفة الّذين يطلب منهم كتابة تقرير أو ردّ رسميّ على الأسئلة المطروحة في وثيقة الخطوط العريضة وإرسالها إلى الأمانة العامّة للسّينودس في وقت محدّد ومن بعد جمع كلّ التّقارير تقوم الأمانة العامّة للسّينودس بالتّعاون مع خبراء بإعداد وثيقة ثانية تسمّى "أداة العمل" والّتي تكون الأساس والنّقطة المرجعيّة لانعقاد السّينودس. ويكون لهذا النّصّ طابع مؤقّت والّذي سيكون موضوع المناقشات في الجمعيّة العموميّة للسّينودس ولا يشكّل أبدًا مسودّة للاستنتاجات النّهائيّة الّتي ستصدر عن السّينودس بعد انعقاده.  

المرحلة الثّالثة والأخيرة هي الجمعيّة العموميّة للسّينودس حيث يلتقي كلّ الأساقفة المعنيّين في الفاتيكان لمدّة أربعة أسابيع كاملة، وتتميّز جلسات عمل الجمعيّة العموميّة بثلاث مراحل: مرحلة المداخلات الفرديّة وعرض الخبرات الإيمانيّة والثّقافيّة حول موضوع السّينودس، مرحلة المجموعات الصّغيرة بحسب اللّغات الّتي تناقش سلسلة من الأسئلة وتجيب عليها بتقارير مكتوبة ومرحلة التّصويت على المقترحات الملموسة على جلسات عدّة ضمن فرق صغيرة بداية وضمن جلسة عامّة أخيرًا.

وفي ختام الجمعيّة العموميّة للسّينودس يكتب الأمين العامّ التّقرير النّهائيّ حول العمل السّينودسيّ الّذي أنجز ويسلّمه إلى البابا قبل نشره إلى العلن بإسم كلّ الاساقفة.

وعادة وبعد كلّ سينودس يعيد بابا روما أهمّ النّقاط الّتي وردت في التّقرير النّهائيّ للسّينودس برسالة خاصّة وشخصيّة من كتابته تعرف بـ"الإرشاد الرّسوليّ."  

ويشير الفيديو إلى أنّ "هذه هي المسيرة السّينودسيّة عادة، ولكن مع البابا فرنسيس الّذي يحب أن يستمع للكنيسة بكلّ أفرادها تمّت إضافة بعض التّعديلات على المراحل التّقليديّة ففي السّينودس الحاليّ الّذي يحمل موضوع "السّير معًا" تمّت الاستعاضة عن ورقة الخطوط العريضة بوثيقة تحضيريّة لتكون بمتناول كلّ شعب الله وبالتّالي تمّت إضافة مرحلة أساسيّة هي مرحلة السّينودس في الكنائس المحلّيّة، لكي يتسنّى لكلّ معمّد أن يعبّر عن رأيه وليس فقط الأساقفة كما جرت العادة سابقًا.  

وفي ختام هذه المرحلة وبعد جمع كلّ التّقارير من كلّ أنحاء العالم تصدر أداة العمل الأولى الّتي ترسل إلى مجالس الأساقفة في القارّات السّبع ليبدوا بدورهم تعديلاتهم واقتراحاتهم لإجراء صياغة أداة العمل الثّانية الّتي ستكون ركيزة الجمعيّة العموميّة للأساقفة في الفاتيكان".

وإختتم الفيديو بعبارة "كلّ عمل كنسيّ جماعيّ هو دعوة من الرّوح القدس للكنيسة لتتجدّد وتسمع صرخة أبناء جيلها لتبقى الكنيسة المقادة من الرّوح القدس حضور الله في قلب العالم ولكلّ العالم".