يونان كرّس كابيلّا على اسم مار حبيب الشّهيد في فاريّا
ثمّ أقام القدّاس الإلهيّ الأوّل على مذبح الكابيلّا الجديدة الّتي بحسب إعلام البطريركيّة "جاءت بحلّة بهيّة تعبّر عن عراقة جبل لبنان الأشمّ وأصالته"، وقد عاونه لفيف من الكهنة، بحضور فعاليّات وحشد من المؤمنين.
وفي عظته الّتي حملت رسالة شكر إلى كلّ من ساهموا في هذا المشروع وإلى كلّ الحاضرين، أكّد يونان على أنّ الإيمان الّذي يملأ قلوب الموجودين "في هذا المكان الّذي يتميّز بفنّه وعراقته وأمانته لجبلنا المحبوب، جبل لبنان، وبهذه الهندسة الرّاقية".
ثمّ تابع يونان متأمّلًا بالرّسالة إلى العبرانيّين، وقال: "سمعنا من الرّسالة إلى العبرانيّين أنّ الهيكل تأسَّس في العهد القديم منذ أيّام موسى، إذ طلب الله منه أن يؤسّس نوعًا من الخيمة، حيث كان رئيس الكهنة يدخلها ويقدّم ذبائح الحيوانات عن آثامه وآثام شعبه. وكاتب هذه الرسالة الهامّة يذكّرنا أنّ يسوع هو الّذي قرّب ذاته ضحيّة فداء ومحبّة، لأنّه كلّه مليء بالمحبّة، حتّى يعلّمنا أنّنا أبناء وبنات الله، لذلك يسوع هو الكاهن والذّبيحة في آن واحد".
وأضاف: "نفرح بمشاركة أبونا شربل سلامة كاهن رعيّة مار شلّيطا في فاريّا، والآباء الكهنة الّذين رافقونا كي يشاركوا معنا برتبة التّقديس والقدّاس الإلهيّ، حيث احتفلنا بكلّ سرور بتكريس هذه الكابيلّا الصّغيرة والجميلة على اسم القدّيس مار حبيب الشّهيد. البعض منكم لم يسمعوا عن هذا القدّيس، لكن بالتّأكيد هناك من سُمِّيَ بإسمه في عائلاتكم. حبيب ليس فقط مار يوحنّا الرّسول الّذي دُعِيَ بيوحنّا الحبيب، إنّما هو الشّمّاس حبيب، هذا الشّهيد الّذي قدّم دمه محبّةً بيسوع. واليوم، في كنيستنا السّريانيّة، نحتفل بعيده، وهو في الوقت عينه عيد المونسنيور حبيب مراد الّذي نتمنّى وندعو له بكلّ بركة سماويّة.
إنّ اليوم ليلة عيد انتقال أمّنا وسيّدتنا مريم العذراء بالنّفس والجسد إلى السّماء، ومَن منّا لا يحبّ أن يصلّي إلى أمّنا مريم العذراء الّتي هي أمّنا السّماويّة، خاصّةً في هذا العيد الّذي هو أعظم أعيادها في السّنة الطّقسيّة، والّذي نحتفل به في كلّ الكنائس، شرقًا وغربًا.
إنّ دعوتنا المسيحيّة، حيث أنّنا نحن السّريان في هذا الجبل استطعنا أن نبارك كنيستين صغيرتين، كابيلّا التّجلّي منذ بضع سنوات في فقرا، واليوم نبارك هذه الكابيلّا على اسم القدّيس مار حبيب الشّهيد. نبتهل إلى الرّبّ أن يجعلنا على الدّوام أمناء له، فلا نخجل أن نجاهر بأنّنا حقيقةً تلاميذ الرّبّ يسوع، ليس بالقول فقط، بل أيضًا بحياة صالحة تشكّل مثالًا للآخرين، حتّى يعاين جميعُ الّذين ينظرون إلينا الرّبَّ يسوع فينا، ليس بالكلام، بل بحياة مسيحيّة صادقة".
وتضرّع في الختام "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، والقدّيس مار حبيب الشّهيد، كي يباركنا ويبارك صغارنا وشبابنا وعائلاتنا، حتّى نستطيع أن نكمل هذا المشوار، مشوار الأمانة له، مهما كانت الصّعوبات والتّحدّيات، أكانت عائليّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة أو وطنيّة، فنكون كلّنا الشّهود الصّالحين للرّبّ يسوع طيلة أيّام حياتنا".
وقبل البركة الختامية، توجّه المونسنيور حبيب مراد بكلمات من القلب شاكرًا جميع القيّمين على هذا المجمَّع، وكذلك الّذين أعدّوا هذه المناسبة، وعلى رأس الجميع شكر البطريرك يونان سائلًا الرّبّ أن يديمه ويحفظه بالصّحّة والعافية والعمر الطّويل، ويبارك خدمته المتفانية للكنيسة والمؤمنين.
وفي ختام القدّاس، منح يونان بركته الرّسوليّة، وأزاح السّتار عن اللّوحة الرّخاميّة التّذكاريّة الّتي وُضِعَت تخليدًا لهذه المناسبة.