ماذا عن نهاية العالم؟
وها هي أصوات حاليّة تعلو منذرة باقتراب موعد ثانٍ لنهاية العالم ألا وهو 23 أيلول/سبتمبر، مستندة على دراسات وتحاليل علميّة وفلكيّة، فكيف نتعامل معها كمسيحيّين وهل نصدّق هكذا "نبوءات"؟
في حديث له مع موقع "نورنيوز"، يؤكّد الأب ميشال عبّود أنّ ساعة نهاية العالم لا أحد يعرفها إلّا الآب، وهذا ما قاله يسوع المسيح في الكتاب المقدّس.
الكلام عن نهاية للعالم قد يؤخَذ من جوانب عدّة، أوّلها النّاحية الفلسفيّة التي تؤكّد أنّ العالم محدود في بداية ونهاية، بعكس الله الأزليّ والأبديّ.
الكنيسة تقول في تعاليمها إنّه في نهاية الأزمنة سيصل ملكوت الله إلى ملئه، وبعد الدّينونة العامّة سيملك الأبرار مع المسيح والكون نفسه سيتجدّد، حينئذٍ تبلغ الكنيسة تمامها في المجد السّماويّ لأنّ الكون بأسره مرتبط بالإنسان ارتباطًا يكتشف من خلاله مصيره.
الكتاب المقدّس يتحدّث عن الأرض الجديدة والسّماوات الجديدة وعن نهاية الأزمنة والدّهور، إنّما علينا أن نعرف أنّ النّهاية لا تأتي في ليلة وضحاها، النّهاية بالنّسبة للإنسان تعني الموت الذي من خلاله يسعى لملاقاة ربّه فيقف أمام الله ويعلمه ما إذا كان يرغب في العيش معه على هذه الأرض فيكون بعدها معه في السّماوات أو ما إذا أراد العكس فينال نصيبه في جهنّم.
يقول بعض اللّاهوتيّون إنّ المسيح هو محور العالم فكم من سنين عاشت البشريّة قبله ستعيشه بعده، ما يعني أنّ النّهاية قد تأتي بعد مليارات السّنين.
ويناشد الأب عبّود المسيحيّين عند سماعهم إشاعات عن نهاية العالم ألّا يصدّقوها، فالقدّيس بولس في كلامه عن نهاية العالم وتجديد الأزمنة تكلّم عن الإنسان نفسه الذي سيواجه ربّه.
ويسوع تحدّث عن أنّنا سنسمع بالحروب والأمراض ولكن هذا لا يعني مجيء النّهاية، فكلّ تغيير في الطّبيعة والبشريّة والمجتمع هو دافع لنا نحن المؤمنين أنّ نتّعظ ونتحضّر أكثر فأكثر لملاقاة الرّبّ.