بيئة
20 تموز 2022, 05:15

لمواجهة التحديات التي تحيط بكوكبنا، علينا تغيير علاقتنا مع الطبيعة والحد من أنشطتنا البشرية

الأمم المتّحدة
في مناقشة في الجمعية العامة يوم الثلاثاء، شجّع كبار مسؤولي الأمم المتحدة الناس في جميع أنحاء العالم على تغيير علاقتهم مع الطبيعة، لأن الأرض مهددة بأزمة مناخ وتلوث التنوع البيولوجي وفقدانه.

وفي افتتاح المناقشة المواضيعية رفيعة المستوى بعنوان "لحظة من أجل الطبيعة"، قال رئيس الجمعية العامة، عبد الله شاهد: "نحن نعلم أن الوضع مريع. لقد رأيت هذا في بلدي، جزر الملديف. في الآونة الأخيرة، تضرر أكثر من ثلث الجزر المأهولة بأمواج البحر – وهو أمر غير متوقع في مثل هذا الوقت من العام – مما أثر على الحياة وسبل العيش والزراعة والتربة والمنازل."

تأتي المناقشة بهدف الحفاظ على إبقاء هدف 1.5 درجة مئوية حيّا وتسريع تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة من أجل التعافي المستدام والمرن من كـوفيد-19.

لدينا 89 شهرًا فقط – 89 شهرًا فقط لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف --  رئيس الجمعية العامة، عبد الله شاهد

ودعا عبد الله شاهد الحضور إلى تخيُّل الأمر عندما يندفع البحر فوق اليابسة، دون سابق إنذار، ولا مكان يلجأ الناس إليه.

وقال: "نحن نعلم أننا محاصرون بسبب تهوّرنا. نحن نعلم أن هذا سيزداد سوءا وبسرعة مع استمرارنا في إرجاء اتخاذ الإجراءات الضرورية" وأشار إلى أن "لدينا 89 شهرًا فقط – 89 شهرًا فقط لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف. 89 شهرا فقط لتجنب تغيّر المناخ الكارثي. 89 شهرا فقط لفعل كل ما في وسعنا للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية."

وشدد رئيس الجمعية العامة على أن الوقت ضيّق، فبالنسبة لبلد مثل الملديف، "الفارق بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين هو حكم بالإعدام."

وأشار إلى أن الجمعية العامة تقوم بدور حاسم في رفع الوعي وتعزيز التوافق السياسي وحفز الزخم وتوفير التوجيه الاستراتيجي لمنظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد.

وفي افتتاح الحدث في نيويورك، أشار الملحن الهندي والمدافع عن البيئة، ريكي كيج، إلى وجود عبارة سنسكريتية قديمة "Vasudhaiva Kutumbakam" والتي تعني أن العالم عبارة عن أسرة واحدة. 

وقال إنه "في الوقت الحاضر، عندما نفكر في كلمة تعايش، فإن الشيء الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن هو العيش في سلام بين أجزاء مختلفة من الجنس البشري" مثل الثقافات والأعراق وألوان البشرة والبلدان.

بالنسبة لكيج، وهو أيضا سفير اليونسكو للعطف، وسفير الأراضي لاتفاقية مكافحة التصحر، حدث ذلك لأنه "في مكان ما خلال الرحلة البشرية، نسينا تماما أننا لسنا النوع الوحيد على هذا الكوكب."

وذكّر قائلا: "نحن مجرد (نوع) واحد من بين ملايين وملايين الأنواع على هذا الكوكب."

إنذار بالكارثة

في رسالة بالفيديو، سلّط الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الضوء على بعض المعالم البارزة التي تنتظرنا في عام 2022.

وأشار إلى مؤتمر المناخ COP27 الذي سيُعقد في مصر نهاية العام، قائلا إن العالم بحاجة إلى التزامات من شأنها أن تؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030. وتشير الالتزامات الوطنية الحالية إلى زيادة بنسبة 14 في المائة تقريبا هذا العقد.

وقال السيد غوتيريش: "هذا ينذر بكارثة." 

بالنسبة لمؤتمر الأطراف COP15 للتنوع البيولوجي الذي عُقد في مونتريال في كانون الأول/ديسمبر، طلب غوتيريش بلورة "اتفاقية عالمية جريئة تعالج العوامل الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي."

ووفقًا له، يحتاج المجتمع الدولي أيضًا إلى سدّ فجوة تمويل التنوع البيولوجي - التي تبلغ حوالي 700 مليار دولار سنويًّا - بحلول عام 2030 و"إلغاء 500 مليار دولار سنويًّا من الإعانات الضارّة وإعادة توجيهها نحو تحفيز الأنشطة الإيجابية للتنوع البيولوجي."

كما قال الأمين العام إن العالم بحاجة إلى "التوفيق بين الالتزامات والإجراءات الموثوقة والتي يمكن التحقق منها والتمويل من أجل التنفيذ."

واختتم قائلًا: "معًا، يمكننا – ويجب علينا – توجيه البشرية إلى طريق العيش في وئام مع الكوكب. دعونا نغتنم هذه اللحظة لكي تفعل الطبيعة ذلك."