لماذا يسمح الله بهبوب عاصفة المصائب؟
عندها، يستقبل المرء المصيبة بتشاؤم عارم قد يطال الإيمان نفسه، فتتضارب التّساؤلات المشكّكة برحمة الله ومحبّته وتتكاثر التّحليلات المصحوبة بالضّعف واليأس؛ ولكن هل تساءلنا يومًا لماذا يسمح الله بهبوب عاصفة المصائب هذه؟
الله لا يضرب الإنسان ولا يطيح بالأمل، هو يسمح للتّجربة بأن تزور حياة المرء لتتحقّق من إيمانه وتثبّت صلواته وتوحّد تشتّت أفكاره.
في البدء، وضع الله آدم وحوّاء في طبيعة أشبه بالجنّة تتوسّطها شجرة التّفاح منبّهًا إيّاهما عدم لمسها، ولكنّهما عندما خالفا كلمة الله نالا الجزاء الذي يستحقّانه، وبالتّالي نفهم كمؤمنين أنّ ليس الله من يدفع بنا نحو الخطأ بل نحن من نسمح للتّجربة بأن تتغلغل في عقولنا وقلوبنا وتنخر مبادئنا.
الله يعلّمنا من جهة أخرى الحرّيّة المنضبطة، الاتّكال على الذّات والخيارات الصّائبة. هو ترك بين أيادينا الإنجيل المفعم بالتّعاليم والآيات التي تساندنا في حملنا الصّليب وتسهّل طريق الجلجلة الوعرة.
قد تحمل الأحداث الإيجابيّة في كثير من الأحيان خطورة أكثر من الأحداث السّلبيّة؛ لذا لنفهم رسائل الله إلينا، ولنترك مشيئته تتدبّر الأيّام، فهو المحبّ والحنون، الذي وإن سمح بإثقال أكهالنا بصلبان المصائب، سيأتي إلينا بقارب الخلاص لينتشلنا في الوقت المناسب إلى شاطئ الأمان.