لماذا طلب البابا من 1071 كاهن بينهم لبناني الحضور إلى روما؟
حوالي 700 من هؤلاء المرسلين الذين تم اختيارهم من قبل البابا فرنسيس سيكونوا في روما ليلتقي بهم شخصياً خلال أربعاء الرماد في بازيليك القديس بطرس في العاشر من شباط. هذا ما أعلن عنه رئيس المجمع الحبري لتعزيز البشرى الجديدة، المكتب الموكل إليه تنظيم فعاليات سنة يوبيل الرحمة.
سنة الرحمة التي تستمر حتى العشرين من تشرين الثاني، يكرّس خلالها البابا مرسلي رحمة ليكونوا علامة فريدة لرحمة الله. وسيمنحم سلطة خاصة لغفران الخطايا التي تحمل عقوبات لا يمكن إلا للكرسي الرسولي حلّها.
وقال المطران في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: كان هناك تجاوباً كبيراً من قبل الكهنة – بعد إذن رؤسائهم وأساقفتهم – ليكونوا مرسلين ذات صفة خاصة. الخطة ألأساسية كانت تفويض 800 كاهن لكن عدد الطلبات كان كبيرا جداً، فانتهى الأمر باختيار 1071 كاهن. المرسلون سيخدمون في أبرشياتهم الخاصة ويمكن دعوتهم من قبل أبرشيات أخرى.
وسيرسل المجلس الحبري إلى جميع الأساقفة، قائمة بأسماء ومعلومات هؤلاء الكهنة، ومعلومات الإتصال الشخصية بهؤلاء المرسلين.
وتم اختيار المرسلين من جميع أنحاء العالم، الصين، الإمارات العربية المتحدة، لبنان، 125 من الولايات المتحدة الأميريكية و10 من كندا.
ألبابا وحده يختار هؤلاء المرسلين، وليس الأساقفة، وهو الذي سيعهد لهم التفويض ليعلن لهم جمال رحمة الله عندما يتحلون بالتواضع والاعتراف الحكيم الذي يمنح قدرة كبيرة على غفران هؤلاء المتقدمين من كرسي الإعتراف.
وسيحضر هؤلاء الكهنة الى روما في التاسع من شباط حيث سيمنحهم البابا التفويض اليوم الثاني بحضور ذخائر القديس بيو وليلوبولد مانديك الراهبين الكبوشيين اللذين أمضيا حوالي 14 ساعة يومياً مستمعين الى اعترافات الناس. وستبقى هذه الذخائر من الخامس الى الحادي عشر في بازيليك القديس بطرس.
وعن هذا الموضوع، اتصلت أليتيا بالخوري ميشال صقر من أبرشية جبيل المارونية الذي تم اختياره ليكون رسول رحمة في لبنان.
لا يعرف الخوري صقر ما اذا كان هناك كهنة آخرين اختارهم الكرسي الرسولي من لبنان، فقائمة الاسماء أصبحت مع السفارة البابوية واساقفة الأبرشيات.
ما هي معايير اختيار هذا أو ذاك من الكهنة؟ سألت أليتيا صقر:
فور علمنا بفتح الكرسي الرسولي المجال لكهنة الرعايا في العالم إرسال ملفاتهم في أيلول تحديداً، وبعد اطلاع المجلس الكهنوتي في أبرشية جبيل المارونية، ارفقت طلبي عبر الإنترنت بموافقة سيادة المطران ميشال عون، وأتت الموافقة بعد أسبوعين.
الخوري ميشال صقر، مسؤول التنشئة في أبرشيته وناشط في مجال العمل الرعوي، استاذ محاضر في جامعة الحكمة، الروح القدس، وحائز على دكتوراه في الكتاب المقدس من جامعة غريغرويانا الحبرية في روما.
هو اليوم رسول رحمة، وسيتم تفويضه بهذه الرسالة في العاشر من شباط المقبل، ولا علم له لماذا اختار البابا ملفّه ولم يختر سواه، هذا ولا علم لديه إن كان كهنة آخرين من لبنان قد رفعوا ملفّاتهم إلى الفاتيكان في أيلول.
أمّا الصلاحيات التي ستفوّض له، فيقول صقر:
منح قداسة البابا تفويضاً لجميع كهنة العالم بحلّ خطيئة الإجهاض التي هي أصلاً من صلاحية الأسقف، أمّا التفويض الجديد فهو أنّ البابا سيمنح الكهنة المختارين سلطة خاصة لغفران الخطايا التي تحمل عقوبات لا يمكن إلا للكرسي الرسولي حلّها وهي من صلاحيات محكمة التوبة في الكرسلي الرسولي (القانون رقم 728 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية يتحدث عن الخطيئتين المحفوظتين للكرس الرسولي): غفران خطيئة إفشاء سرّ الإعتراف بطريقة علنية من قبل الكاهن، غفران خطايا الزنى لدى الكهنة الذين بدورهم غفروا لشريكهم هذه الخطيئة، فممنوع على الكاهن المشارك بخطيئة الزنى منح الغفران لشريكه في الزنى.
وفي سؤالنا عما إذا كان يحق للأسقف غفران تلك الخطايا؟ فلا جواب مؤكّد عند صقر وهو سيعود إلى أسقفه ليكون على علم بهذه القضية بالذات.
لكن دور رسول الرحمة ليس فقط على الصعيد القانوني، اضاف صقر، دورنا القيام بمحاضرات حول الرحمة، التنشئة حول هذا الموضوع وسواها من أعمال الرحمة…
لماذا لا يمنح البابا الكهنة “رسل الرحمة” التفويض من دون أن يسافر هؤلاء إلى حاضرة الفاتيكان؟ وهل الحضور إلزامي؟
لن يتمكّن جميع الكهنة من الحضور إلى الفاتيكان، وهذا يعني انّ التفويض سيعطى لهم حتى ولو لم يشاركوا في هذا الإحتفال.
أما الذهاب إلى روما في هذا العام، فله بعد آخر تحت إطار “الحج”، هي سنة رحمة بامتياز وابواب روما وكهنتها مشرّعة لمنح الغفران. أكثر من هذا، خلال وجودنا في روما لا شك أنّ قداسة البابا سيتطرّق إلى مواضيع عديدة وسيقدّم لنا توصيات لا بد أن نكون حاضرين لمعرفتها، فالبابا سيقدّم لنا معلومات إضافية عن هذا التفويض وحضورنا مهم لنكون على تماس مع خليفة بطرس على الأرض.
فلقاؤنا الأول سيكون في التاسع من شباط في تمام الخامسة مساء، وقداس الرماد في العاشر من شباط سيمنحنا البابا خلاله التفويض بطريقة احتفالية، لنكون رسل المسيح لتشريع أبواب الرحمة في كل العالم.
أمّا عن مهمّته في أبرشية جبيل، فيقول:
لا شكّ أن مهمتي الأساسية ستكون في أبرشيتي، لكن كما علمنا، سترسل قائمة بعناوين وأرقام هؤلاء الكهنة إلى السفارات البابوية وإلى الأبرشيات الأخرى ليستعان بهم في منح الغفران وإعطاء المحاضرات. فنحن جاهزون للمساعدة في جبيل وخارجها وفقاً لطلب رؤساء الأبرشيات الكاثوليكية.
وفي ختام الحديث، سألت أليتيا صقر عن الرحمة والعدالة، وما إذا كانت سنة الرحمة هذه ستستتبع بسنة العدل مثلاً؟ هل هذه الرحمة هي قبل قصاص ما؟
من المؤكد أنّ البابا لم يحدد رسمياً عناوين السنوات القادمة، رسمياً لا شيء بين أيدينا سوى سنة الرحمة لهذا العالم. “ألحق والعدل” تلاقيا يقول المزمور، فبرأي الرحمة تتخطى العدالة، بمعنى آخر، الرحمة تحترم العدالة وتقبلها وتقودنا إلى أعلى، “أذكرني يا الله متى جئت في ملكوتك”، إعترف لص اليمين بخطيئته فطلب أن يذكره يسوع في الملكوت. طبعاً هناك عدالة، لكن جواب يسوع كان “اليوم تكون معي في الملكوت”.
فهذا الغفران أو الرحمة تحترم العدالة، ويجب أن يكون هناك عدل وأن يُعرف من قام بالخطأ، لكن الرحمة تأتي لتغمر هذه الخطيئة بنسيان، بفغران، بمحبة، الأهم أن تظهر هذه الرحمة عملها.
عندما كان يسوع يسير بين الخطأة، لو أتاهم بالقانون والعدالة ما كانوا ليتبعوه، جاءهم بمنطق الرحمة، نظر إليهم وأحبهم، فتح لهم الباب ليثمروا بعيداً عن الخطيئة، فتركوا كل شيء وتبعوه.
اذا جئنا نحو الناس بمنطق القصاص والإشارة الى خطيئتهم ومنطق القانون، لا يمكن أن نربح الناس، فقط نربح بمنطق الرحمة.
المصدر : أليتيا