دينيّة
20 تموز 2017, 05:30

للغيرة والقوّة.. مار الياس

ماريلين صليبي
سيف باليد اليمنى، كفّار تحت الرّجل اليسرى، عَبَس بين الحاجبين، غيرة عظيمة في القلب، إيمان جهوريّ في النّفس، ونبيّ حيّ يشعّ في السّماء وعلى الأرض شفاعة وبِرًّا وقداسة.

 

هو القدّيس إيليّا الحازم والغيور: جازم في مسيرة الإيمان، أبيّ في عبادة الله، يرفض الشّذوذ والوثنيّة والإطاحة بالتّعاليم وبالوصايا الإلهيّة.

هو إيليّا النّبيّ الذي ما انفكّ يدافع عن الحقّ ويساعد الفقراء ويطعم الجياع ويسقي العطاشى والذي تحتفل الكنيسة اليوم بعيده المبارك بالصّلوات والتّراتيل والأفراح العارمة.

بعيده، تضجّ المناطق وترقص القلوب وتهلّل الرّعايا، فها هو القدّيس المقدام يطلّ اليوم، كما في كلّ يوم، ليثبّت أساس إيماننا المتزعزع وينتشل قلوبنا من هوّة الخوف والشّكّ ويصوّب عقولنا التّائهة في ضلال الخطيئة صوب الصّدق والبِرّ.

بعيده، يكلّل إيليّا نفوسنا بالأمل ويتوّج أفكارنا اليائسة بالرّجاء؛ معه يُضاء درب الظّلم والهلاك وتتفتّح أزهار اليبس الجافّة، وبه تطمئنّ القلوب المضعضعة وتنام العقول التي تؤرّقها سوداويّة التّصرّفات.

جبروت عظيم ينثره إيليّا في صفوفنا، نحن المؤمنون، ليزرع فينا خصال الشّجاعة والقوّة والإندفاع التي بها وحدها نقتلع جذور العنف والبطش المنغمسة عميقًا في أرض قاحلة ميتة.

ليكن عيد القدّيس إيليّا شرارة تشعل نار الإيمان فينا ومصباح ينزع حجاب الخطيئة لنتبعه بالشّجاعة فنتمّم الرّسالة المسيحيّة المقدّسة...