الفاتيكان
25 نيسان 2025, 13:20

كيف يصف رئيس الرّهبنة اليسوعيّة البابا اليسوعيّ الرّاحل؟

تيلي لوميار/ نورسات
عقد الرّئيس العامّ للرّهبنة اليسوعيّة أرتورو سوزا، في المقرّ العامّ للرّهبنة في روما، مؤتمرًا صحفيًّا أجاب خلاله على أسئلة الصّحفيّين من مختلف وسائل الإعلام العالميّة، والّتي تمحورت حول اليسوعيّ البابا فرنسيس وحبريّته وعلاقته بالرّهبنة الّتي أسّسها القدّيس إغناطيوس دي لويولا، مضيئًا على الإرث الّذي تركه برغوليو لإخوته في الرّهبنة.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "في بداية اللّقاء تُليت صلاة مأخوذة من رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالميّ العاشر بعد المائة للمهاجر واللّاجئ، الّذي احتُفل به العام الماضي، عندما أكّد الحبر الأعظم أنّ كلّ أرض غريبة هي موطننا وكلّ موطن هو بالنّسبة لنا أرض غريبة، سائلًا الرّبّ أن يفتح أعيننا وقلوبنا كي يصبح كلّ لقاء مع أي شخص محتاج لقاءً مع الرّبّ يسوع.

هذا ثمّ أكّد الكاهن اليسوعيّ الفنزويليّ أنّ البابا فرنسيس كان "رجل الله" فعلًا ولم يعمل من أجل إرضاء النّاس ولم ينظر يومًا إلى مؤشّر الشّعبيّة. فقد حفظ في قلبه إنجيل الرّبّ، واستخلص العبر من حياة رجال ونساء عرفوا الله وصاروا أنبياء وقدّيسين، وكان يدرك تمامًا أنّ أفعاله وقراراته لن تعجب الجميع، وصبّ اهتمامه على الإصغاء والحوار وقراءة علامات الأزمنة، والصّلاة وتعميق معرفته للرّبّ، والبحث عمّا هو مناسب في كلّ مرحلة من مراحل التّاريخ.

بعدها قال سوزا للصّحفيّين إنّه يتحفّظ عن أيّ تعليق على البابا الجديد، بانتظار مرحلة ما بعد الانتخاب، لكنّه ذكّر الحاضرين بأنّ كونكلاف الكرادلة سيلتئم قريبًا لينتخب خليفة بطرس لا خليفة فرنسيس، لافتًا إلى أنّ كلّ بابا يُنتخب يرتدي حذاء الصّيّاد، وأنّ اليسوعيّين ينذرون الطّاعة للحبر الأعظم، وهي من بين الصّفات الّتي تميّز الرّهبنة منذ نشأتها، بغضّ النّظر عن شخصيّة البابا الّذي يُنتخب.

وقال إنّ الكنيسة تبحث في البابا عن "رجل الله" واليسوعيّين سيضعون أنفسهم في خدمته، متمنّيًا أن يتمتّع البابا الجديد بنظرة كونيّة تجاه الكنيسة مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر لا يعني إدارة شؤون الكنيسة كما تُدار الشّركات الدّوليّة، بل هذه النّظرة تأخذ في عين الاعتبار الاختلافات الرّاهنة في هذا العالم، أيضًا على صعيد الاختبارات الدّينيّة. وأكّد في هذا السّياق أنّ الاختلافات لا تشكّل عائقًا، بل على العكس إنّها غنى، لاسيّما في عالمنا المعاصر، حيث المقاربة الكونيّة معرّضة للخطر.

في معرض حديثه عن شخصيّة فرنسيس، قال الرّئيس العامّ للرّهبنة اليسوعيّة إنّ البابا الرّاحل كان شخصًا طبيعيًّا، لاسيّما مع أخوته اليسوعيّين، إذ كان يشعر بالحرّيّة في وسطهم، وأضاف أنّه كان يدرك تمامًا ضعفه ومحدوديّته لكنّه كان يتمتّع بهبة الإصغاء والصّراحة. وكان شخصًا يمكن للإنسان ألّا يتّفق معه، وكان منفتحًا على الحوار وكانت تأتي قراراته كثمرة لهذا الإصغاء.

ولفت سوزا إلى أنّ برغوليو كان يتقن التّمييز الإغناطيّ، وقد اتّخذ قرارات كثيرة إثناء حبريّته مصغيًا إلى إلهامات الرّوح القدس من خلال الأشخاص. وقد ارتكزت رغبته في الإصلاح إلى المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني الّذي أخذه على محمل الجدّ، وأطلق مسيرات إصلاحيّة، مدركًا أنّه لن يعيش طويلًا ليرى ثمارها.

وتوقّف سوزا عند التّقدّم الّذي حقّقته الكنيسة الكاثوليكيّة على صعيد الوقاية من التّعدّيات الجنسيّة من قبل رجال الدّين، مع أنّ هذه المسيرة لا تخلو من الصّعوبات. وتطرّق أيضًا إلى القرارات الّتي اتّخذها البابا الرّاحل من أجل تثمين دور العلمانيّين والمرأة داخل الكنيسة، مذكّرًا بأنّ الحياة الّتي عاشها برغوليو كان حياة من الصّلاة والتّمييز وقال في الختام: لقد رأينا أنّه كان أحيانًا بابا المفاجآت. وأعتقد أنّه هو أيضًا واجه أوضاعًا لم يكن يتوقّعها، وقد سمح له التّمييز بأن يتّخذ قرارات مهمّة، وهذا ما رأيناه خلال المسيرة السّينودسيّة."