دينيّة
01 تموز 2021, 08:45

كنيسة لبنان في الفاتيكان تصرخ إلى الله: "معًا من أجل لبنان"

ريتا كرم
وأخيرًا حلّ اليوم المنتظر. إنّه الأوّل من تمّوز/ يوليو، إنّه موعد يوم التّأمّل والصّلاة من أجل لبنان في الفاتيكان الّذي انطلق صباحًا بتحيّة البابا فرنسيس لرؤساء الطّوائف المسيحيّة في لبنان المجتمعين "معًا من أجل لبنان" في الفاتيكان، تبعتها صلاة في البازيليك الفاتيكانيّة. هناك وقفوًا جنبًا إلى جنب، ممثّلين طوائف لبنان المسيحيّة كافّة، وبصوت واحد وقلب موحّد هتفوا: "أبانا الّذي في السّماوات"، عالمين أنّ أبواب السّماء مشرّعة على مصراعيها لتستمع إلى الابتهالات الصّادقة الصّاعدة من الأرض طالبة الخلاص من العليّ، مؤمنين بأنّ الصّلاة قادرة أن تصنع الآيات وتعيد إلى بلد الأرز مجده.

نعم هو يوم لبنان في الفاتيكان، والكلّ متمسّك ببصيص النّور الّذي سطع منذ لحظة إعلان البابا فرنسيس تخصيصه الأوّل من تمّوز/ يوليو للصّلاة مع القادة الرّوحيّين في لبنان من أجل وطن الرّسالة؛ فلبنان اليوم مع كلّ الأزمات الّتي يتخبّط بها على الأصعدة كافّة، يعيش مخاضًا عسيرًا. تراه يكافح لتبقى أرزته شامخة وصامدة في وجه كلّ تلك العواصف الّتي تغذّيها مصالح السّياسيّين والمسؤولين والسّالبة المواطن كرامته وحقّه بالعيش في أرضه من دون أن يُذلّ يوميًّا ألف مرّة أمام أبواب المستشفيات والأفران والمحالّ التّجاريّة والصّيدليّات ومحطّات البنزين...

اليوم وفيما القادة السّياسيّين يتلاعبون في مستقبل شعبهم ويقودونهم نحو مصير مجهول، ها هم قادة لبنان الرّوحيّين، وتحديدًا المسيحيّين، يجتمعون في لقاء مسكونيّ في الفاتيكان مع رأس الكنيسة الكاثوليكيّة، واضعين وطنهم وشعبهم في رأس اهتماماتهم، بهدف الحفاظ على لبنان الرّسالة والتّعايش ومساعدته على الخروج من أزمته وتخطّي هذه المرحلة الدّقيقة.

اليوم، مع آباء الكنيسة الواقفين وقفة مجد وإيمان في الفاتيكان، نصلّي "معًا من أجل لبنان"، ونضرع إلى الله مع "اللّجنة الوطنيّة لراعويّة الشّبيبة في المجلس الرّسوليّ العلمانيّ في لبنان"، ونقول: "أيّها الرّبّ إلهنا، يا من جعلت من وطننا أرض صلاة وقداسة، أرض رسالة تنشر جمال وجهك ويفوح من ترابها عطر كلمتك، ها نحن اليوم، مع أبينا البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس في لبنان، نرفع دعاءنا إلى الله قائلين:

نضرع إليك أن ترفع عن بلادنا خطر الدّمار والانهيار وترمق بعين عنايتك جبالنا وسهولنا، شمالنا وجنوبنا، أرضنا وسماءنا تمنّ علينا بالخيرات.

نضرع إليك أن ترفع عن بلادنا خطر الأمراض والفقر والجوع، وترمق بعين عنايتك غلال أرضنا، وبركة بيوتنا، وعرق أتعاب شعبنا وتمنّ علينا بالخيرات.

نضرع إليك أن ترفع عن بلادنا خطر الحقد والانقسام والتّفكّك، وترفق بعين عنايتك حكّامنا ورؤساءنا، أرشدهم ودبّرهم ونوّر عقولهم بنور حكمتك اللّامتناهية، ليعملوا من أجل الخير العامّ ويغلّبوا مصلحة بلادنا على مصالحهم الشّخصيّة."

اليوم، مع قادة جميع الكنائس المتواجدة في بلاد الأرز، ومع البابا فرنسيس، نتّحد روحيًّا بالصّلاة من أجل لبنان كي ينهض من الأزمة الخطيرة الّتي يمرّ بها ويُظهر- كما قال البابا فرنسيس- للعالم مجدّدًا وجهه، الّذي هو وجه سلام ورجاء.