دينيّة
19 تشرين الثاني 2017, 08:00

كلّ الأمور في يد الله.. اطمئنوا ولا تخافوا

غلوريا بو خليل
بشائر عجائبيّة تنقلها ملائكة السّماء تمهّد ميلاد الرّبّ يسوع، هو البُشرى السّارة الّذي أخلى ذاته حبًّا بالإنسان ومنحه فرصةً ليتغيّر ويتوب ويعيش حياته الرّوحيّة وصلاته بعمق. ولعلّ الّلجوء في زمن الميلاد إلى نائب المسيح على الأرض، الكاهن، هو طريق يعبّد لنا مسيرة الرّوح.

من هنا، اختار موقع نورنيوز الإخباري الكاهن المريميّ الأب جورج ناصيف، ليضيء في حوار خاصٍّ معه على البشارة الأولى في هذا الزمن، بشارة زكريّا. 
يروي لنا إنجيل لوقا في فصله الأول أنّه وبينما كان زكريّا "يقوم بالخدمة الكهنوتيّة أمام الله في دور فرقته، أُلقيت القرعة جريًا على سُنّة الكهنوت، فأصابته ليدخل مَقدِس الرّبّ ويحرق البخور" (لوقا 1 : 8 -9). وكان ذلك شرفًا نادرًا له، هو الكاهن من بين 20000 كاهن، ومن فرقة أبيّا التي كانت تعدّ 1000 كاهن. ليست الصدفة التي لعبت دورها، بل هو الله من دبّر الأمر ليدخل زكريّا المَقدِس فينبئه بمولد يوحنّا ورسالته وتبدأ مسيرة تجسّد المسيح.
ومن هنا، يشرح الأب ناصيف "زكريّا الكاهن الّذي يعيش ضمن إطار الكتاب المقدّس وحياة الصّلاة والهيكل، كان يصلّي طيلة عمره لكي يهبه الله نسلاً، لأنّ غياب النسل في ذاك الوقت كان عارًا بين الشّعب، وكيف إذا كان كاهنًا؟". 
زكريّا البار الطّاعن بالسّنّ وزوجته أليصابات هما من مؤمني العهد القديم الصّادقين وحافظيّ الشّريعة، افتقدهما الله واختارهما ليكونا والديّ يوحنّا الصّارخ في البرّيّة الممهّد لطريق الرّبّ، مرسلًا إلى زكريّا الملاك جبرائيل مبشّرًا إيّاه "لا تخف يا زكريّا، فقد سُمع دُعاؤك وستلد لك امرأتك أليصابات ابنًا فسمّه يوحنّا." (لوقا 1: 13). وهنا يؤكّد الأب ناصيف "أنّ مواعيد الله هي غير مواعيد الإنسان، فالتّوقيت الّذي يراه الله مناسبًا هو غير التّوقيت الذي نريده نحن". 
لكن زكريّا كان قد سقط في تجربة اليأس، لم يعد ينتظر شيئًا من السّماء، وأصبح يعيش التّديّن الطبيعي ما دفعه إلى سؤال الملاك "بِمَ أعرف هذا وأنا شيخ كبير، وامرأتي طاعنة في السّنّ؟" (لوقا 1 :18)، غير عالمٍ، أنّ الله يستجيب لصلواتنا ويحقّق مشيئته بحسب مواعيده، وليس وفق حساباتنا الشّخصية.
إنطلاقًا من بشارة زكريّا، يترك لنا الأب ناصيف زادًا روحيًّا مختتمًا حديثه قائلًا "احذروا أن تقعوا في اليأس، فتبدأون بالشّك أنّ الله لن يتمّم خلاصه، متوقفين عن انتظار الخلاص؛ بل تذكّروا أنّ كلّ الأمور هي في يد الله، لذلك اطمئنوا ولا تخافوا".