كلمة الدكتورة باسمة السمعان في احتفالية أسبوع الوحدة
أصحاب السيادة الاساقفة جزيلي الوقار،
قدس الآباء الكهنة الاجلاء،
الأخوة الرهبان والشمامسة الأفاضل،
والأخوات الراهبات الفاضلات،
أصحاب العطوفة والسعادة الاكارم
الحضور الكريم :
بإسم مجلس رؤساء الكنائس في الأردن ومكتبنا فضائية نورسات في الأردن، أتقدم بعميق الشكر والامتنان لرئيس المجلس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين على الرعاية الكريمة، والشكر الموصول أيضًا لرؤساء كنائسنا الموقّرة في الأردن، ولكم جميعا حضورنا الكريم، لتلبية الدعوة والمشاركة للصلاة من أجل وحدة المسيحيين، والتي حملت هذا العام عنوان "وأظهر لنا أهلها عطفًا نادرًا"
فاحتفالنا هذا للسّنة التّاسعة على التوالي ما هو إلا ثمار جهود كنائسنا الواحدة الجامعة المقدّسة الرسولية حيث جسّدنا كلام السيد المسيح بأن نكون كلنا واحدًا في جسد المسيح، همّنا واحد وأحلامنا واحدة، ونسعى دومًا لأن نوحّد مواقفنا الرّاعوية والإنسانية والوطنية۔
إنّ الكتاب المقدّس علي امتداد صفحاته، يقدّم لنا نماذج عديدة من الضيافة الرحبة ويحث عليها كما في رسالة بولس الرسول إلى العبرانيّين "استمروا في محبتكم الأخوية بعضكم نحو بعض۔ ولا تنسو استضافة الغرباء، فمن الناس من استضافوا ملائكة في بيوتهم من دون أن يدروا، تذكّروا المسجونين كأنّكم مسجونون معهم۔ وتذكّروا ضحايا سوء المعاملة، كأنّكم أنتم الذين تعانون۔
أعزائي لا تتوانى الكنيسة أبدًا عن واجب الضيافة بل تحثّ أبناءها المؤمنين إلى الإقبال عليها مع كلّ إنسان وجهًا إلى وجه، وقلبًا إلي قلب وروحًا إلى روح في أحلي تجلّيات الأخوّة الإنسانية۔ وهذا فعل الايمان ۔ ولا تتوانى الكنيسة ان تشرك في ندائها إرادة ذوي النوايا الحسنة من الأديان ۔ لذلك يذكر قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطّيب في وثيقة الأخوّة الإنسانيّة التي وقّعا عليها في أبو ظبي العام الماضي أنّ الإيمان يحمل المؤمن على أن يرى في الآخر أخًا له، لا بدّ أن يؤازره ويحبّه۔۔۔ والمؤمن مدعو للتّعبير عن هذه الأخوّة الإنسانيّة بالاعتناء بالخليقة، وبالكون كلّه، وبتقديم العون لكلّ إنسان، لاسيّما الضّعيف، والأكثر حاجة وعوزًا۔
كلّ الشكر لكاتدرائيّة الرّوم الملكيّيين الكاثوليك ولسيادة المطران كير جوزيف جبارة راعي هذه الكنيسة ورعيّتها الأكارم ، الذين فتحوا لنا اليوم باب كنيستهم لنجتمع معًا، شكرًا لكم أصحاب السيادة ولأبائنا الكهنة وإخوتنا الرهبان والراهبات لمشاركتنا صلاتنا اليوم ومنحنا بركة مسكونيّة، الشكر أيضًا للشّبيبات وفرق الكشافة الذين ساهموا بمحبّتهم على مرافقتنا بألحانهم الشّجيّة ومعزوفاتهم الجميلة من مختلف الكنائس، الشكر أيضًا لجوقة الترنيم ومن شارك بها.
نشكرك يا ربّ علي نعمة الحياة وعطيّة محبّتك الحنونة، التي تهدئنا وتقوّينا، نشكرك لعطاياك التي تنعم بها علينا وعلى كنائسنا، أعطنا يا ربّ روح الكرم نحو الجميع في مسيرة تقدمنا وخدمتنا معًا.
وأيضًا نصلّي من أجل جلالة الملك عبدالله الثاني بأن يبقى على الدّوام حاميًا لهذه الأسرة الواحدة الكبيرة، داعين العليّ القدير أن يحفظه، وأن يبقي بلدنا واحة أمن وأمان وأن يرعى حكومتنا وجيشنا وأجهزتنا الآمنيّة۔ ودائمًا معونتنا من عندك يا ربّ، آمين