كلمة البابا فرنسيس خلال اللّقاء مع الكهنة والمكرّسين والمكرّسات في الإكليريكيّة البطريركيّة في المعادي
أضاف البابا فرنسيس"لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ" (لو 12، 32) وقال إن الأمر يتعلق إذا بأن نؤمن، وأن نشهد للحقيقة، وأن نزرع ونحرث دون انتظار المحصول. فنحن، في الواقع، نجني ثمار ما زرعه حشدٌ غفير من الآخرين، مكرّسين وغير مكرّسين، الذين عمِلوا بسخاءٍ في كَرمِ الربّ:إنّ تاريخكم زاخر بأمثالهم! أمّا أنتم، وفي وسط الكثير من دوافع الإحباط ووسط العديد من أنبياء الدمار والإدانة، ووسط الكم الكبير من الأصوات السلبيّة والمحبطة، فكونوا قوّة إيجابية، كونوا نورًا ومِلحًا لهذا المجتمع؛ كونوا المُحَرّك الذي يجر القطار إلى الأمام، صوب الهدف مباشرة؛ كونوا باذري رجاء، وبُناة جسور، وفاعلي حوار وتوافق. وهذا ممكنٌ إذا لم يستسلم الشخص المكرّس أمام التجارب التي يواجهها يوميّا في طريقه. وأشار البابا إلى تجربة الانجراف مع التيار وليس القيادة، تجربة التذمّر الدائم؛ تجربة الثرثرة والحسد؛ تجربة مقارنة النفس بالآخرين؛ تجربة "التفرعن"، أي تحجّر القلب وإغلاقه أمام الرب وأمام الإخوة؛ تجربة الفردانية؛ تجربة السير بلا بوصلة وبلا هدف.
وفي ختام كلمته أمام الكهنة والمكرّسين والمكرّسات في الإكليريكيّة البطريركيّة في المعادي، قال البابا فرنسيس لقد ساهمت مصر في إثراء الكنيسة بكنز الحياة الرهبانيّة النفيس. لذا، أحثّكم على الاستفادة من مثال الأنبا بولا الناسك، والقدّيس أنطونيوس، وآباء الصحراء القدّيسين، ومن العديد من الرهبان، الذين فتحوا، من خلال حياتهم ومثالهم، أبواب السماء، للعديد من الإخوة والأخوات؛ يمكنكم أنتم أيضًا هكذا أن تصيروا نورًا وملحًا، وسببًا لخلاص أنفسكم وخلاص الجميع، مؤمنين وغير مؤمنين، ولاسيّما المهمّشين، والمحتاجين والمتروكين والمرذولين. سأحملكم دائماً في قلبي وفي صلاتي. تشجّعوا، وسيروا إلى الأمام برفقة الروح القدس!"هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، لنَبْتَهِج وَنَفْرَح فِيهِ!". ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي!