كرمليّ لُقّب بـ"المعلّم الصّوفيّ"، من هو؟
أعلن البابا بيوس الحادي عشر القدّيس يوحنّا للصّليب "معلّمًا للكنيسة" عام 1926 وأُطلق عليه إسم "المعلّم الصّوفيّ". لقبان نالهما القدّيس يوحنّا للصّليب لما أنجز في مسيرته من تضحيات في سبيل الخير والخشوع.
بعد أن رُسم كاهنًا عام 1567، تعرّف إلى القدّيسة تيريزا وأصبحا صديقين روحيّين، وعرضت عليه خطّتها لإصلاح رهبنة الكرمل بفرعها الرّجاليّ أيضًا، مقترحة الانضمام إليها "من أجل تمجيد أعظم لله". مع تيريزا، عمل يوحنّا متقاسمًا الأفكار والاقتراحات من أجل افتتاح أوّل بيتٍ للكرمليّين الحفاة، وهذا ما حصل عام 1568.
ولأنّه متّحد بالصّلاح، أسّس مع ثلاثة رفاق أوّل جماعة رجاليّة مُصلِحة وتبنّى كلّ واحد منهم اسمًا جديدًا، فسُميّ "يوحنّا للصّليب"، هي فترة ترجع إليها الأعمال الثّمينة والكتابات الأولى.
غير أنّ الانضمام إلى الإصلاح الكرمليّ لم يكن أمرًا سهلًا للقدّيس يوحنّا، إذ إنّ الخطف والسّجن بعد اتّهامه باطلًا كان مصيره. وفي سنوات سجنه، تحمّل الحرمان والإكراه الجسديّ والمعنويّ مغنيًا المكتبة الرّوحيّة بمؤلّفات غنيّة.
الرّبّ كان معه ولم يفارقه أبدًا، فنجح بالهروب عائدًا إلى دير الكرمليّات الحفاة وكان إخلاء سبيله فرحة لا تثمَّن لصديقة روحه تيريزا ورفيقاتها المصلحات. بعدها قضى بين الأديرة أيّامه متولّيًا مناصب مهمّة في الرّهبنة حتّى أصبح مدبّرًا إقليميًّا، إلى أن سكن في الكرمل في سيكوفيا وأقام هناك الرّئاسة العليا لتلك الجماعة.
في عام 1591 تخلّى عن كلّ مسؤوليّاته. وبينما كان يُعدُّ نفسه لرحلة طويلة مع رفاقه، اختلى قبل الرّحيل في ديرٍ منفرد قريب حيث أُصيب بمرضٍ خطير سلّم على إثره روحه في 14 كانون الأوّل/ ديسمبر بينما كان الأخوة يتلون صلاة الفرض الصّباحيّة، قائلًا لهم: "سأذهبُ اليوم لأتلو صلاة الفرض في السّماء".