كتاب للبابا فرنسيس صدر بعد وفاته وفي صفحاته رسالة لخلفه
الكتاب الّذي يقع في مئة وستّين صفحة، هو ثمرة حوار جرى في الأشهر الأخيرة من العام المنصرم، بين البابا الرّاحل وعميد دائرة دعاوى القدّيسين الكاردينال مارشيلّو سيميرارو، ويتضمّن رسالة من البابا لاون الرابع عشر يعود تاريخها إلى يوم عيد القدّيسة ريتا، أشار فيها إلى أنّ "المجلّد الجديد يسمح للقارئ أن يُصغي تقريبًا إلى صوت البابا فرنسيس"، الّذي "لم يكتفِ باختيار اسم قدّيس أسيزي وحسب بل أراد أن يتماهى معه، ليجعل من القدّيس فرنسيس وجه الرّسالة الجديدة للكنيسة".
هذا ولفت بريفوست إلى أنّ "الأثر الّذي تركه موت البابا فرنسيس في النّفوس ما يزال موجودًا".
أمّا توطئة الكتاب فكتبها الكاردينال بييترو بارولين، وفيها يسلّط الضّوء على العلاقة المميّزة الّتي كانت قائمة بين البابا فرنسيس وقدّيس أسيزي، كاتبًا: "عندما يتعلّق الإنسان بقدّيس ما فهذا يحصل لأنّه يرى فيه صديقًا، ومصدرًا للإلهام كي يعيش الإنجيل بفرح. وإنّ هذا ما حصل في الواقع بين البابا فرنسيس وفقير أسيزي"، وأثره "يظهر في أبعاد وجوده وفي تصرّفاته وخياراته، في مشاعره ورغباته ولقاءاته والوقائع الّتي عاشها."
ولفت إلى أنّه "من خلال هذا الكتاب يطالعنا البابا فرنسيس على الخبرات الّتي عاشها في حياته، وبذلك يستطيع القارئ أن يتذوّق الآثار المباركة الّتي تركها قدّيس أسيزي في نفس البابا الرّاحل فساعده ليكون مثله، ممتنًّا جدًّا للرّبّ ويرغب في اكتشافه في الفقراء، وفي التّعبير عن محبّته له من خلال المتألّمين والمتروكين." ووصف الشّهادة الّتي قدّمها البابا برغوليو في الأشهر الأخيرة من حياته بـ"وصّيته الرّوحيّة المصنوعة من الذّكريات الحيّة ومن رفع الشّكر إلى الرّبّ"، مضيفًا أنّ "النّظرات النّيّرة والهادئة الّتي ميّزت البابا الرّاحل في آخر أيّامه تندرج في سياق الفرح والامتنان لله اللّذين عبّر عنهما قديس أسيزي قبيل موته."
وخلال المؤتمر الصّحفيّ، أكّد سيميرارو أنّ "البابا فرنسيس تماهى مع القدّيس الّذي حمل اسمه، وهذا الأمر بدا من خلال النّمط الّذي ميّز حبريته، وأيضًا من خلال الطّريقة الّتي واجه فيها الأوضاع الّتي عاشها." ورأى أنّ قداسة القدّيس فرنسيس يمكن أن تساعدنا على فهم حبريّة البابا برغوليو، وتوقّف في هذا السّياق عند الرّسائل العامّة الّتي كتبها البابا فرنسيس والّتي كانت مستوحاة من فقير أسيزي، لاسيّما رسالتَي "كن مسبّحًا" وFratelli Tutti.
هذا وشرح أنّ الكتاب يتناول مواضيع عديدة مثل الحوار مع سائر الدّيانات والعناية بالخليقة. كما يتحدّث المجلّد الجديد عن الشّيخوخة، وقال سيميرارو بهذا الشّأن: "في العام ٢٠٢٤، عندما تمّ إعداد الكتاب، لم أتصوّر للحظة أنّه في السّنة المقبلة، وبعد أسبوع واحد فقط من انتهاء العمل على المسودّة، كان البابا فرنسيس سيرحل عن هذه الدّنيا".