قضية تشارلي غارد دفعت بالبابا إلى التدخل
هي ليست بقصّةٍ سعيدة أو مقطعِ فيديو مضحك لرضيعٍ يتفاعلُ مع أهلِه، بل هي ظروفٌ قاهرةٌ جعلت من تشارلي حبيسَ أنابيبِ الأوكسيجين وغرفِ المستشفى، هو الذي شُخِّصَ بمرضٍ وراثيٍ مستعص بعدَ ولادَته في الرابع من آب الماضي.
بعد طولِ انتظارٍ علّ وضعَ تشارلي الصحي يتحسّن، قررَت المحكمةُ البريطانيةُ رفعَ نظمَ الرعايةِ الطبيّةِ عنه، وهو ما دفعَ الوالدين إلى رفضِ القرارِ والمطالبةِ بإخراجِ الطفلِ من المستشفى واصطحابِه إلى المنزلِ ليقضيَ ساعاتِه الأخيرة مع العائلة. محاولاتٌ باءت بالفشلِ إذ من المتوقعِ أن يفارِقَ الحياةَ بعدَ هذه الخطوةِ لعدمِ قدرتِه على التنفسِمن دون مساندةِ الآلات.
والجديرُ بالذكر، أن والدَي تشارلي جمعا من خلال التبرعات 5و1 مليون دولار لتجربةِ علاجٍ كيميائي يعنى بهذه الحالات، إلا أن الأطباءَ في بريطانيا أكدوا أن الوالدَين لا يأخذان بعين الاعتبار مصلحةَ الطفلِ الفضلى، فرفضوا طلبَ الوالدَين بنقلِ الطفلِ من المستشفى والسفرَ به الى أميركا مع أدواتِ التنفس التي تبقيه على قيد الحياة.
وفي هذا الإطار، تابَعَ قداسةُ البابا فرنسيس حالةَ الطفل تشارلي غارد وأعربَ عن تضامُنِهِ الكامل مع والدَيه، إذ يصلي لكي تتحققَ رغبَتَهما في مرافقةِ ومعالجةِ الطفل حتى النهاية.
في حين غرَّد َرئيسُ جمهورية أميركا دونالد ترامب عبرَ موقَعِه الخاص على تويتر: "إذا تمكّنا من مساعدةِ الطفل تشارلي غارد إلى جانبِ أصدقائنا في بريطانيا وقداسة البابا، سنكونُ أكثرَ من سعداء".
قضيةُ تشارلي هذه، في ظلِّ كلِّ ما يدورُ في العالم، وعَقِبَ كلِّ النداءات التي تطالبُ بحقوقِ الإنسان على مختلفِ الأصعدة، سابقةٌ قضائيةٌ تحدُّ من حقوقِ الأب والأم في رعايةِ طفلِهِما.