دينيّة
08 آب 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 8 آب 2017

تذكار البابا سيكستوس الثاني الشهيد (بحسب الكنيسة المارونية) كان هذا البابا من آثينا. درس الفلسفة فبرع فيها، لكنه ادرك ان تعليم المسيح اسمى وانفع من كل فلسفة. فجاء الى روما، واشتهر بقداسته وعلمه حتى جعله البابا اسطفانوس الاول رئيس شمامسة. ولما سُجن البابا عُهِدَ اليه بمهام الكنيسة. وبعد استشهاد البابا اسطيفانوس سنة 257، انتُخب سيكستوس لرئاسة الكنيسة.ولما اضطهد فاليريان الملك المسيحيين وامر بملاحقة الاكليروس خاصّةً، قبضوا على البابا سيكستوس فسجنوه مدة ثم اخرجوه الى خارج المدينة وقطعوا رأسه سنة 258. وبينما كانوا سائرين به الى القتل تبعه رئيس شمامسته ديونسيوس يصيح:" الى اين تذهب دون ابنك؟". فأجابه الشهيد:" لست اتركك يا ابني، لكنّ الله أُعَدَّ لك جهاداً اعظم، فانك ستتبعني بعد ثلاثة ايام". وهكذا كان. فان الملك القى القبض على ديونسيوس واذاقه مر العذاب وبعد ثلاثة ايام قتله. صلاته معنا. آمين.

 

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار القديس مورون

ولد هذا البار في جزيرة كريت من ابوين مسيحيين. ومنذ حداثته عشق الفضيلة، ولما شب زوّجَه والداه. فعاش مع زوجته عيشة البر والقداسة. وكان يحب الفقراء، ويحسن اليهم. واخصب الله ارضه بحيث تمكّن من ان يكفي عيالاً مؤونةَ الحنطةِ والزيتِ والخمر.

وجاء ذات يوم، اثنا عشر لصاً الى بيدره وملأوا جوالقهم من الحنطة وحاولوا، الليل كله، ان يحملوها ويذهبوا بها، فلم يتمكنوا، فجاءهم مورون، وبدلاً من ان يزجرهم وينتزع منهم ما اخذوه، رفع لكل منهم جوالقه على كتفه وقال:"احذروا ان تخبروا احداً بما صنعتُ معكم. واذا كنتم في حاجة، فتعالوا جهاراً. وانا اعطيكم حاجتكم".

ولما رأى اسقفه ما تحلى به من الفضائل وما يأتيه من اعمال الرحمة، رقاه الدرجة الكهنوتية. فأحسن القيام بواجباته وازداد غيرة على اعمال الرحمة وخلاص النفوس. ومات اسقفه. فأنتُخب خلفاً له. فكان ذلك الراعي الصالح الساهر على الرعية، وقد منحه الله موهبة صنع المعجزات، حتى لقب "بالعجائبي" وبمثل هذه الاعمال المجيدة رقد بالرب نحو سنة 350 وقد ناهز المئة سنة من العمر. صلاته معنا. آمين.

 

أبينا الجليل في القديسين أمليانوس المعترف أسقف كيزيكوس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)‏

كان القديس أمليانوس، أول أمره، راهبا في الدير الذي أسسه القديس طراسيوس المعيد له في 25 شباط. . هناك لمع في أعمال الفضيلة . رفع ، بعد حين، الى موقع الأسقفية فخلف نيقولاوس على كيزيكوس. كان ذلك بعد العام 788م .امتاز بمحبته ولطافته واستبان مدبرا أمينا لنعمة الله. خلال اجتماع انعقد في القصر الملكي بحضور الامبراطور البيزنطي لاون الخامس، خلال العام 815م ، وعالج موضوع اكرام الايقونات المقدسة، تصدى أمليانوس للملك الهرطوقي مبديا أن مسألة العائد هي مسألة كنسية بحتة فيجب أن تعالج في الكنيسة لا أمام السلطات المدنية. اثر ذلك جرى نقيه. قضى خمس سنوات بعيدا عن أبرشية ، رقد، على أثرها ، بسلام وقيل لا بل اغتاله عمال الامبراطور.

 

تذكار القديس إمليانس المعترف، أسقف كيزيكس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

يذكر التاريخ أن القديس إمليانس هذا كان أسقفاً على كيزيكس، في بلاد البنطس في أوائل القرن التاسع. وكان من الأساقفة القائمين أحسن قيام بواجباتهم الرعائية. فكان تقيّاً فاضلاً، وخطيباً فصيحاً، وأباً لرعيّته حنوناً. وكان محباً للفقراء، عطوفاً على البؤساء يحرم نفسه الخبز ليوزّعه على المحتاجين ويضيف إلى ذلك كلّه حلماً ووداعة وغيرة رسوليّة لا تعرف الملل ولا تضعفها الأيام ولا المحن.

وكان من أولئك الأساقفة المستقيمين الرأي، التابعين لأحكام المجمع المسكوني السابع القسطنطيني (787) ضد محاربي الأيقونات. فكان يبثّ في رعيته روح العبادة لأيقونات السيّد والسيّدة والقديسين، ليحملهم بذلك على التقوى وحسن السيرة، والتشبّه بحياة  وفضائل أولئك الذين تمثّلهم تلك الأيقونات المباركة.

وصعد على أريكة الملك، في مدينة القسطنطينيّة، الملك لاون الأرمني الهرطوقي المحارب للأيقونات، وأخذ يضطهد كنيسة الله، ويشتّت في أنحاء البلاد الأساقفة والكهنة والرهبان. فوُشي لديه بالأسقف إميليانس، فأرسل وقبض عليه، وكبّله بالسلاسل وأرسله إلى المنفى. فحنى إمليانس الأسقف عنقه أمام هذا الإضطهاد وفرح بأن الرب أهّله أن يتألّم لأجل إسمه ولأجل الدفاع عن إيمان كنيسته.

ولا نعلم كم قضى الأسقف إمليانس القديس المعترف من السنين في بلاد المنفى. لكنّه مات بعيداً عن كرسيّه ورعيّته، صابراً على ما أنزل به الرب من المحن لأجل إسمه، ومتضرعاً إليه تعالى لأجل كنيسته، لكي يعيد إليها الطمأنينة والسلام.

يطلب الرب أحياناً من الرعاة أن يسفكوا دماءهم بدل أعراقهم في سبيل رعيتهم، أو أن يقدّسوها بحمل الصليب في بلاد المنفى، بدل أن يتفانوا في القيام لديها بالوعظ والإرشاد وإقامة الصلوات والحفلات وتوزيع الأسرار الإلهيّة. لأنّه يتمجّد بهذا كما يتمجّد بذاك. وربما كان حمل الصليب بصبرٍ ومحبة وتسليم لمشيئة الله أكثر نفعاً لنفوس المؤمنين وأجزل فائدة للبنيان. لأن النعمة هي من الرب، والبركة من لدنه تعالى، وهو يفيضها كما يشاء، ولا يطلب منّا سوى الطاعة لأوامره والإمتثال لتدابير عنايته الأبويّة.

 

نياحة القديسة بائيسة (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة بائيسة.ولدت في منوف من أبوين غنيين تقيين ولما توفي والداها جعلت منزلها مأوي للغرباء والمساكين وصارت تقبل كل من يقصدها وتقضي له حاجته حتى نفذ مالها فاجتمع بها قوم أرد ياء السيرة وحولوا فكرها إلى الخطية فجعلت بيتها دارا للدعارة فاتصل خبره بشيوخ شيهيت فحزنوا عليها حزنا عظيما واستدعوا القديس يوحنا القصير وكلفوه بالذهاب إليها ليصنع معها رحمة عوض ما صنعته من الخير معهم ومساعدتها علي خلاص نفسها فأطاعهم القديس وسألهم أن يساعدوه بصلواتهم. ولما أتي إلى حيث تقيم قال للخادمة: "أعلمي سيدتك بوجودي " فلما أعلمتها تزينت واستدعته فدخل وهو يرتل قائلا: إذا سرت في وادي الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي" (مز 23: 4) ولما جلس نظر إليها وقال: "لماذا استهنت بالسيد المسيح وأتيت هذا الأمر الرديء؟ " فارتعدت وذاب قلبها من تأثير كلام القديس الذي أحني رأسه وبدأ يبكي فسألته: "ما الذي يبكيك؟ " فأجابها بقوله:" لأني أعاين الشياطين تلعب علي وجهك "فلهذا أنا أبكي عليك " فقالت له: "وهل لي توبة؟!" فأجابها بقوله " نعم ولكن ليس في هذا المكان " فقالت له: "خذني إلى حيث تشاء " فأخذها لي أحد أديرة الراهبات القريبة من جبل شيهيت ولما أمسي الوقت قال لها نامي هنا، أما هو فقد نام بعيدا عنها ولما وقف يصلي صلاة نصف الليل رأي عمودا من نور نازلا من السماء متصلا بالأرض وملائكة الله حاملين روح بائيسة ولما اقترب منها وجدها قد ماتت فسجد وصلي بحرارة ودموع طالبا إلى الله أن يعرفه أمرها فجاءه صوت قائلا: "ان توبتها قد قبلت في اللحظة التي تابت فيها". وبعدها واراها التراب عاد إلى الشيوخ وأعلمهم بما جري فمجدوا الله الذي يقبل التائبين ويغفر لهم خطاياهم.

صلاة هذه القديسة تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.