دينيّة
08 أيلول 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 8 أيلول 2017

تذكار ميلاد سيدتنا مريم العذراء الكلية القداسة (بحسب الكنيسة المارونية) لقد استجاب الله صلاة والدَيها الطاعنيَن في السن، يواكيم وحنة العاقر، ورزقهما هذه الابنة العجيبة المختارة منذ الازل لتكون اماً للكلمة المتجسّد. وتعلّم الكنيسة ان مريم حُبِلَ بها منزهة عن وصمة الخطيئة الاصلية فخرجت من يد الله تحفة الكون، لا عيب فيها، كما ناداها من وراء الاجيال نشيدُ الاناشيد:"كلك جميلة، يا خليلتي، ولا عيب فيك".

 

بميلاد مريم العذراء شمل الفرح والبهجة السماوات والارض. فهي نجمة الصبح طلعت عند بزوغ فجر النعمة، تبشر باشراق شمس العدل ونور العالم.

وما اكثر ما فاض به القديسون من المدائح والاوصاف في هذا العيد الذي هو اسعد الاعياد. قال القديس اندراوس الاورشليمي اسقف كريت في ميلادها:" انه عيد الابتداء، اذ به ابتدأ اتحاد الكلمة بالجسد. ثم العيد البتولي الذي أَولَى الجميع ثقة وسروراً". والقديس يوحنا الدمشقي يهتف:" هلموا جميعكم ايها الشعوب من كل جنس، وكل لسان، وكل عمر، وكل رتبة، نحتفل بميلاد بهجة العالم بأسره".

اسم "مريم" معناه سيدة البحر او المرتفعة.

عيد ميلاد العذراء هذا قد انتشر في الكنيسة شرقاً وغرباً منذ القرن السابع. وقد عززه البابا زخيا السابع والبابا غريغوريوس الحادي عشر واوربانوس السادس في اواخر القرن الرابع عشر. فيجدر بنا نحن ابناءها ان نستشفعها ونحيّيها في هذا اليوم بالنشيد الطقسي المشهور:

" كلك جميلة وما بك معاب، اختارك الله الآب، أماً لابنه يسوع الوهاب. شفيعتنا لا تهملينا، وبجناحيك ظللينا، في يوم القضاء يا أم فادينا. آمين.

 

ميلاد العذراء مريم(بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

هي ابنة يوياقيم من مدينة الناصرة وأمها حنّة من بيت لحم، وكلاهما من قبيلة يهوذا من سلالة داود، وكانا تقيَّين محافظين على وصايا الله وشريعته، وكانت القديسة حنة عاقراً ويوياقيم شيخاً ولكن الله استجاب صلاتهما ورزقهما مريم التي اصطفاها منذ الأزل لتكون أماً للمخلص الإلهي. ومنذ الحبل بها نذر أبواها بأن يقدماها للرب. وكان الحبل بها في اليوم الثامن من كانون الأول، وولدت في اليوم الثامن من أيلول، وكانت هذه الطفلة في غاية الحسن والجمال تفوق البشر حسناً وبهاءً. وقد قال مار ديوينوس :"إن جمالها كان فائقاً بحيث إنه لو لم يعلّمنا الإيمان المقدس بوحدانية الله، لاحتُسِبَت إلاهة".

وانتشر الاحتفال بهذا العيد منذ القرن السابع في كنيسة الشرق كما في كنيسة الغرب، وقد عزّزه البابا زخيا السابع والبابا غريغوريوس الحادي عشر وأربانوس السادس في أواخر القرن الرابع عشر.

كثير من القديسين أفاضوا في مدح عيد ميلاد العذراء... لذا علينا أن نعيّد هذا العيد ونحتفل به بكل بهجة...

 

تذكار ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية مريم(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

بتدبير إلهي، ترك الله يواكيم وحنّة، والديّ مريم، بلا ذرية إلى أن تجاوزا سن الإنجاب، ثم أعطاهما ما تمنيّاه طوال حياتهما، فكانت لهما مريم ثمرة النعمة والبركة والحنان الإلهي.

إن ميلاد مريم هو مصدر فرح وتهليل لكل الخليقة. مريم وردت من يواكيم وحّنة، مريم هي اكتمال تاريخ الأستجابة والرجاء، واذا كانت عطية الله، مريم، تخص الخليقة بأسرها.

مريم هي صورة العالم الجديد المخضب، صورة الكنيسة. فنحن نتحدث، بصورة تلقائية، عن انحلال عقر يواكيم وحنة وانحلال عقر طبيعتنا باعتبارهما شأنا واحدا.

ولا بد من تأكيد ما ينبغي أن يكون مبدأ كل فرح وغايته، ان فرحنا بمريم وتهليلنا لها هو فرح بالرب يسوع المسيح وتهليل له.لا قيمة لمريم ذاتها، كما ان البشرية كلها لا قيمة لها في ذاتها. المسيح هو الذي جعل مريم أم الحياة. كما يجعل الكنيسة ينبوع الحياة. هذا أمر كثيرًا ما ننساه فنتعامل مع مريم وكأنها قائمة في ذاتها.

تتحدث الكنيسة عن مريم باعتبارها مثال محبّي البتولية والمغرمين بالطهارة. هذه هي المعاني والحقائق الخلاصية التي تؤكّدها الكنيسة في هذا اليوم المبارك، وتفرح بها، وهذه هو الأساس الذي عليه تقيم تذكار ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية مريم.

 

ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة البتوليّة مريم (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ما أحلى وما أبهج ما تهتف به كنيستنا الشرقية في نشيد هذا النهار للبتول مريم. "ميلادكِ يا والدة الإله بشّر بالفرح المسكونة كلّها". فإنّ هذا العيد هو حقّاً عيد الأفراح والمسرّات في السماء وعلى الأرض. فالسماء فرحت لأن أن أم العلي وُلدت، والأرض إبتهجت لأن خلاص العالم بدأ يتخقّق.

لم تتعوّد الكنيسة أن تقيم أعياداً للقديسين يوم ميلادهم، لأن البشر في يوم ميلادهم لا يزالون ملطّخين بالخطيئة الأصلية، تخلو نفوسهم من الإستحقاقات السماوية. أمّا في البتول مريم فليس الأمر كذلك، لأنّها وُلدت مكمّلة بالنعمة، رائعة في جمال نفسها وجسدها. فكم يحق للمسكونة أن تكرّمها وتفرح بميلادها.

إن بلادنا الشرقية الكثيرة العبادة للبتول مريم كانت منذ القِدَم تقيم عيداً ليوم ميلادها الشريف. إلاّ أن القديس أندراوس الأورشليمي أسقف كريت هو أول من ترك لنا خطابين في عيد ميلاد البتول. والأفخولوجيون المدعو كتاب الأسرار الجيلازي، ومن أوائل القرن الثامن يذكر أن البلاد الغربية كانت تحتفل بهذا العيد. وممّا لا ريب فيه أن هذا العيد تحتفل به الكنيسة كلّها جمعاء شرقاً وغرباً منذ القرن العاشر.

ولدت مريم البتول في القدس الشريف في المكان المدعو اليوم "مدرسة القديسة حنّة الإكليريكيّة" المعروفة "بالصلاحيّة" وفي جوار هيكل سليمان وبركة بيت حسدا.

أمّا أبواها يواكيم وحنّة فكانا من سبط يهوذا ومن نسل داود. وكانا بارّين أمام الله سالكين في طرقه ووصاياه. ولم يكن لهما ولد لأن حنّة كانت عاقراً. لكن الله نظر إليهما في أيام شيخوختهما، وحقّق آمال حياتهما، ورزقهما تلك الفتاة الإلهيّة التي فاقت كمالاً وجمالاً ونعمة ومجداً كل من سبقها من النساء المجيدات في العهد القديم. فقد فاقت سارة بإيمانها، ورفقة بلطفها، وراحيل بجمالها، ومريم أخت موسى بتقواها وطاعتها، ودبورة بشجاعتها، ويهوديت بغيرتها ونقاوتها، وراعوت بتواضعها ودعَتِها، وأستير بتسلّطها على قلب الله. لذلك إصطفاها الله لتكون أمّاً لإبنه الحبيب وشريكة في سر إفتداء البشر.

ولقد ملأها الروح القدس من نعمه من أول دقيقة كوّن فيها نفسها وضمّها إلى جسدها النقي في أحشاء والدتها. فكان يوم ميلادها يوم فرح لا يوصف لوالديها، كما ابتهجت به في السماوات أجواق الملائكة. وعُنيت حنّة بإبنتها مريم عناية الأمهات القديسات بخير البنين والبنات.

فالكنيسة المقدّسة، لدى تأمّلها في أوصاف هذه البتول المجيدة وفي نتائج مولدها للجنس البشري، تشيد بهذا الميلاد الشريف قائلة: "أن يواكيم وحنّة من عار العُقر أطلقا، وآدم وحواء من فساد الموت أعتقا، بمولدك المقدّس أيّتها الطاهرة. فله يعيّد شعبك أيضاً، وقد أنقذ من تبعة الزلات صارخاً اليكِ: العاقر تلدُ والدة الإله مغذّية حياتنا".

 

تذكار الملاك روفائيل (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار الملاك الجليل روفائيل الثالث في رؤساء الملائكة وتكريس كنيسته التي كانت بظاهر الإسكندرية وذلك أنه في زمان البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين أتت امرأة مؤمنة من رومية ومعها أولادها وصورة الملاك الجليل روفائيل. وكانت قد ورثت عن زوجها مالا كثيرا فأظهرت رغبتها للبابا في بناء عدة كنائس فأراها كوما كان تجاه البطريركية (أنظر يوم 19 بابه) فتولت أزالته وبنت مكانه كنيسة ثم بنت كنيسة علي اسم الملاك روفائيل كرست في مثل هذا اليوم. شفاعة هذا الملاك الجليل تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس اندريانوس

في مثل هذا اليوم استشهد القديس اندريانوس احد قواد جند الملك وكان إذا أبصر أحدا من الشهداء يسأله " لماذا تفعل بنفسك هذا الفعل؟ " فيجيبه: "من أجل رجاء الحياة الدائمة والملك الذي لا يزول " فتقدم إلى الملك واعترف بالسيد المسيح فعذبه كثيرا ثم سجنه مع شهداء كثيرين فقصت أناطوليا زوجة هذا القديس شعرها وتزينت بزي الرجال وصارت تأتي إلى السجن وتخدمهم وتقوي عزم زوجها وتعزيه وتصبره ولما سمع بعض النساء بما فعلته تشبهن بها وبعد هذا أمر الملك بكسر سيقان الشهداء حتى يموتوا فتقدمت هذه القديسة وشجعت زوجها إلى أن أسلم الروح بيد الرب وبعد ان أسلم بقية الشهداء أرواحهم أمر الملك بحرق أجسادهم فأنزل الله ندي علي النار وأطفأها وحمل بعض المؤمنين الأجساد إلى بيسيديا أما القديسة أناطوليا فقد طلبها أحد الأمراء ليتزوجها فلم تقبل وتنيحت بسلام صلاة الجميع تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة البابا يوأنس الرابع عشر البطريرك الـ96

في مثل هذا اليوم من سنة 1302 ش. (6 سبتمبر 1586 م.) في أيام السلطان مراد الثالث العثماني تنيح البابا يؤنس الرابع عشر البطريرك ال 96. وهو من منفلوط ويعرف باسم يؤنس المنفلوطي ترهب بدير البراموس بوادي النطرون وكرس بطريركا في عهد السلطان سليم الثاني العثماني في 22 برموده سنة 1287 ش. (17 أبريل سنة 1571 م) وفي أيامه لبس المسيحيون العمائم السوداء وقد وردت إليه رسالة من بابا رومية (جرجوار 13) ورد عليه الجواب. وقد طلب إليه السلطان سليم جمع الجزية من المسيحيين فلم يتخلف أحد منهم عن الدفع ثم توجه إلى الإسكندرية ولما عاد شعر بضعف ثم تنيح بها ودفن بي بيعة مار جرجس ببرما ونقل جسده بعد ذلك إلى دير السريان وقد مكث علي الكرسي 15 سنة و4 أشهر و19 يوما.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.