دينيّة
04 أيلول 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 4 أيلول 2017

تذكار القديس بابيلا (بحسب الكنيسة المارونية) جلس هذا القديس بطريركاً على كرسي انطاكية سنة 237، خلفاً للبطريرك زابيتوس وهو البطريرك الثاني عشر من بعد بطرس الرسول وكان راعياً غيوراً مزيناً بالقداسة وبوجه اخص بالجرأة والحزم، لا يهاب احداً في ما يختص بالله، وببيت الله، كما يظهر من القصة التي رواها المؤرخ الشهير اوسابيوس. قال: ان الامبراطور فيلبوس المسيحي، بعد ان جلس على العرش، خلفاً لفرديانوس أقدم على قتل ابنٍ لسلفهِ هذا، وجاء الى انطاكية ومعه اركان حربه واراد ان يحضر القداس الذي يقيمه البطريرك بابيلا يوم عيد القيامة. وكان البطريرك عالماً بما اتاه الامبراطور من الظلم، فخرج اليه ومنعه من الدخول الى الكنيسة، قبل ان يكفِّر عن اثمه ويطهر يديه المخضبتين بالدم الزكي. فتهيّبه الامبراطور واذعن لامره وبقي على الباب مع سائر التائبين. فأكبر المؤمنون جرأة البطريرك، كما اتعظوا بخضوع الامبراطور وتوبته، واستراحت الكنيسة في ايامه من الاضطهاد، وارتد كثيرون من الوثنيين الى الايمان بالمسيح.

 

غير انه في اواخر سنة 250، تسلم الملك داكيوس قيصر، فأثار الاضطهاد على المسيحيين ولا سيما على رؤسائهم وكان اولهم البطريرك بابيلا فأمر الملك بالقبض عليه فقيدوه بالسلاسل وطرحوه في السجن مع ثلاثة فتيان من تلاميذه. وما لبث هذا البطريرك القديس ان مات شهيداً في السجن سنة 250. وكان قد اوصى ان توضع معه السلاسل التي قيدوه بها.

وانتشرت شفاعة القديس بابيلا في الشرق والغرب. واقيمت على اسمه كنائس عديدة. وكان الجميع معجبين بجرأته وقداسته. صلاته معنا. آمين.

 

الشهيدان ايثالا وعقبشما (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

كان عقبشما اسقفاً على مدينة أوتيني من بلاد آشور. وعُرف عنه حنانه تجاه رعيته.

أما ايثالا فكان شماساً انجيلياً وكان يقوم بخدمة الكنيسة وتوزيع الأسرار وإرشاد الموعوظين.

أُلقي القبض عليهما وسيقا الى مدينة أربيلا حيث مثلا أمام الحاكم. فأمرهما بالسجود للشمس ولكنهما لم يعبئا له.

فأمر بجلدهما حتى تمزّق جسماهما ثم طرحهما في سجن مظلم حيث قاسيا مُرَّ العذاب والجوع والعطش مدة ثلاث سنوات الى أن ماتا الواحد بعد الآخر سنة 341.

 

تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة بابيلا (منير) أسقف إنطاكية (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

جاء في كتاب "تاريخ الكنيسة" لأفسافيوس القيصري (+304م) ما يلي: "يفيد بعض المصادر أن الأمبراطور الرومانيّ فيليبس، لمّا كان مسيحيّاً، رغب، ليلة الفصح، أن يشترك مع الجموع في صلوات الكنيسة، فمنعه الأسقف، بسبب كثرة الجرائم الّتي ارتكبها، إذا لم يُدلِ، أولاً، باعتراف صريح بخطاياه ويدخل في عداد التائبين، فما كان من الأمبراطور سوى أن أذعن للحال ..."

هذا الأسقف الشجاع الذي تحدّث عنه أفسافيوس والذي صار مضرب المثل، على مرّ العصور، هو القدّيس بابيلا. لا نعرف الكثير عن بابيلا، لعلّه تبوأ عرش أسقفيّة انطاكية في العام 237م خلفاً لزابينوس، فأضحى الأسقف الثاني عشر على المدينة بعد القدّيس بطرس الرسول. ويقال أن أسقفيته امتدّت ثلاثة عشر عاماً، أيام الأباطرة الرومان غورديانوس وفيليبس العربيّ وداكيوس.

فأمّا فيليبس فكان من بلاد حوران، من قرية قريبة من مدينة بُصرى. ويبدو أنّه كان وزوجته سفيرة مسيحيين. لكن هذا لم يكن بحال دليلاً على سيرة طيّبة سارها في حياته، لأنّ فيليبس كان عسكريّاً وصوليّاً لا يتورّع عن القتل والتآمر لينال مبتغاه. ويُنقل عنه أنّه دسّ السمّ لعم ّغورديانوس قيصر ليأخذ مكانه في الحكم، ثمّ ضغط على غورديانوس فأعطاه لقب قيصر. وإذ خشي غورديانوس جانبه أعطاه ابنه الصغير عربون وحدة وسلام بينهما، لكنّ فيليبس ما لبث أن فتك بغورديانوس وقتل الصبي وانتزع العرش.ويبدو أن أخبار جرائمه، كانت على كلّ شفة ولسان. وهذا ما حدا بالأسقف بابيلا إلى الوقوف في وجهه ومنعه من دخول الكنيسة ما لم يعترف بخطاياه ويتب عنها. وقد ذكر عدد من الآباء بابيلا بإكبار عظيم، لاسيما القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم الذي قال عنه إنّه كان رجلاً عظيماً وعجيباً.

أمّا استشهاد بابيلا فيظن أنّه كان هكذا: في العام 249 للميلاد فتك داكيوس بفيليبس قيصر، ثمّ في العام 250م باشر بحملة اضطهاد على المسيحيّين، فقبض جنوده على بابيلا وطرحوه في السجن حيث قضى، نتيجة المعاملة السيّئة الّتي لاقاها. ويقال أن بابيلا طلب قبل موته أن تلقى السلاسل معه في القبر لأنّه اعتبرها أداة لانتصاره. وقد بنى المسيحيّون كنيسة فوق ضريحه.

وإلى جانب بابيلا يذكر التقليد استشهاد ثلاثة أولاد أخوة كان لهم بمثابة أب: أوربانوس (12سنة)، وبرلدان(بريليديانوس، 9 سنوات) وهيبولينوس (7 سنوات) وأمّهم أمة الله ثيولا.

يذكر أن رفات القدّيس بابيلا اختلسها الصليبيّون من انطاكية ونقلوها إلى الغرب، وهي موجودة حالياً في كريمونا الإيطاليّة. وقد اتّخذ عدد من كنائس الغرب في فرنسا واسبانيا وايطاليا القدّيس بابيلا شفيعاً لهم.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيس موسى النبي معاين الله

النبي موسى من قبيلة لاوي ولد في مصر أيام كان العبرانيون في خدمة فرعون. ألقته أمّه في سلٍّ في نهر النيل بسبب الخوف من قتله على يد المصريين، رأته إبنة فرعون فتبنَّته واسمته موسى أيّ المنقذ من الماء.
نشأ موسى بين المصريين وأتقن حكمتهم. في عمر الأربعين قتل مصريّ كان يتعارك مع عبراني واضطر إلى الفرار فلجأ إلى بلاد مدين حيث تزوّج سيفورا، ابنة يثرو، كاهن مدين وأنجبت له ابنًا سمّاه جرشوم الذي معناه "أنا غريب في أرض غريبة". هناك عاش راعيًّا للأغنام، وخلال رعايته للأغنام في حوريب عاين الربّ من خلال عليقة ملتهبة غير محترقة، عاش في مدين مدّة أربعين سنة، ثم عاد إلى مصر بناء لأوامر الله ليخلّص الشعب العبرانيّ، ولأنّه كان ألثغ اللسان أعطاه الربّ أخاه هارون معينًا. 

دخل الأثنان إلى فرعون أبلغاه بكلام الله أن يدع الشعب الإسرائيليّ يذهب فلم يصغ إليهما، وضرب الله الشعب المصريّ بعشر ضربات بواسطة موسى، حتّى قرّر فرعون أن يترك الشعب يذهب في سبيله. وفي طريقهم إلى الأرض المقدّسة، سار الشعب بقيادة موسى أربعين سنة في الصحراء وبرغم تعديات العبرانيين وجحودهم لم يتخلّ الله عنهم، بل صبر عليهم واعتنى بأمرهم، في تلك البرية أظهر الله رأفته على شعبه من خلال آيات شتى صنعها أمامهم. 

ولمّا قرب الشعب من جبل سيناء، كلّم الله موسى وأظهر له أحكام الشريعة وبقي هناك مدّة أربعين يومًاتلقّن خلالها ما كان ضروريًّا لاقتناء الفضيلة ومعرفة الله. وبعد ذلك نزل موسى إلى شعبه ومعه لوحي الوصايا العشر. ورغم كلّ العلامات والآيات التي أعطاها الله لشعبه استمرّ الشعب يخطىء إلى الربّ إلهه ويمرمر عبده موسى. 
وخلال حياته شكّ موسى بالله فكان أن حُرِمَ من الدخول إلى أرض الميعاد. ويُقال أنه صعد إلى قمة أباريم ورقد هناك بعد أن عاين أرض فلسطين من بعيد، ولا أحد يعرف إلى اليوم الموضع الذي دفن فيه.

 

القديس الشهيد في رؤساء الكهنة بابيلا أسقف أنطاكية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إن القديس بابيلا البطريرك الانطاكي هو مِن أكمل رجال الكهنوت تقوًى وفضيلةً وجرأةً وقياماً بالواجب الرعائي المقدّس. رقيَ الى الكرسي البطريركي الانطاكي سنة 237 خلفاً لزابينس، وكان البطريرك الثاني عشر لتلك المدينة العظيمة من بعد بطرس الرسول. وقضى ثلاث عشرة سنة في وظيفته السامية، وعاصر ثلاثة ملوك تعاقبوا على عرش المملكة الرومانية وهم غرديانس وفيلبس وداكيوس.

وروى لنا المؤرّخ الشهير افسافيوس، وهو من كبار كتبة القرن الرابع، حادثاً خطيراً عن البطريرك بابيلا، يصوّر بأجلى بيان تلك الشصية الرسولية القوية، قال: " كان الامبراطور فيلبس من أصل عربي ومن بلاد حوران. وكان هو وامرأته سافيرا يدينان بدين المسيح من قبل أن  يتسلّما صولجان المملكة. بدأ جنديّاً صغيراً، ثم ما زال يصعد درجات الرتب حتى نادى به الجيش خلفاً لغرديانس على سرير الملك سنة 244. وكانت الحرب إذ ذاك سجالاً بين الرومانيين والفرس. فلمّا إستتبّ له الأمر، عقد الصلح مع سابور الأول ملك فارس، وأمات ظلماً إبناً لسلفه وصديقه غرديانس قد أوصاه به ووكلّه إلى عنايته، وسار يريد رومة عاصمة المملكة.

فمرّ في طريقه بأنطاكية، وكان بابيلا إذ ذاك بطريركاً عليها، وكان قد علم بما أتاه فيلبس من الخيانة الفظيعة بقتله ذلك الطفل البريء، خوفاً من أن يثور عليه يوماً ويرميه عن العرش، معيداً بذلك عمل هيرودس الملك مع أطفال بيت لحم.

 وحلّ عيد القيامة وفيلبس في انطاكية. فذهب إلى الكنيسة ليقدّم قرابينه كعادة سائر المؤمنين. فلمّا أقبل على الباب، ومعه أركان حربه خرج إليه بابيلا واعترضه ومنعه عن الدخول إلى بيت الله، ريثما يطهّر يديه من الدم الزكي ويكفّر إثمه الفظيع. فأذعن الملك الجديد لأوامر البطريرك، ولبث على الباب مع المؤمنين المكفّرين، لأنّ التكفير العلني كان لا يزال معمولاً به في الكنيسة. وهكذا انتصر الواجب على يد رجل الواجب، وخضع ملك الأرض لرسول ملك السماء.

إلاّ أن فيلبس مع نصرانيته لم يخدم كنيسة المسيح بشيء في مدّة السنين الخمس التي قضاها على رأس المملكة الرومانية (244-249). لكن الكنيسة ذاقت لذّة السلام في أيامه، وانتشرت كثيراً في أنحاء المملكة كلّها جمعاء.

وثار الجند على فيلبس وقتلوه سنة 249، وخلفه داكيوس بسيف الجيوش أيضاً. وقبض الولاة، على عهد داكيوس سنة 250، على البطريرك بابيلا وعذّبوه كثيراً، فمات شهيداً في السجون.

وانتشرت عبادته في بلاد الشرق، وبنى له القيصر غلّوس، أخو الملك يوليانس الجاحد، كنيسة فخمة في أواسط القرن الرابع، في دفنة، من ضواحي مدينة انطاكية. وبقيت ذخائره في دفنة ثم في انطاكية إلى أن جاء الصليبيّون وحملوها إلى بلادهم. ويقال إنّها اليوم في مدينة كريمونا. وقد شيّد الغربيون على إسم القديس البطريرك الشهيد بابيلا كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وكانوا كثيري العبادة له، معجبين بغيرته وجرأته.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القديس موسى النبي معاين الله

ولد النبي موسى في مصر على عهد أمينوفيس الذي اضطهد الشعب العبراني وشدّد التنكيل بهم. وأمر بأن يُغرق في مياه النيل كل ولد ذكر يولد لهم. إلا أن أم موسى حين ولدته أخفته ثلاثة أشهر. ولما لم تستطع أن تخفيه بعد، أخذت له سفَطاً من برديٍّ وطلَته بالحُمر والزفت وجعلت الولد فيه، ووضعته بين الخيزران على حافة النهر؛ فرقّت له ابنة  فرعون وانقذته وطلبت له مرضعة من العبرانيين  فكانت أمه مرضعته.

ولما كبر الصبي جاءت به أمه الى البلاط الملكي ودفعته الى ابنة فرعون، وكانت عاقراً، فتبنّته ودعته "موسى" اي المنشول من الماء، وربّته وعلّمته، فنبغ في العلوم وصار من عظماء وعلماء بلاد مصر. لكن قلبه بقي عالقاً بإخوته وبني جنسه. وكانت نفسه تثور لرؤيتهم مضطهدين مذلولين.

واتفق له يوماً أن رأى رجلاً مصريًا يضرب رجلاً عبرانيًا، فغضب وانقضّ على  المصري فقتله وطمره في الرمل.فشاع الخبر ووصل الى مسامع فرعون. خاف موسى وهرب إلى أرض مدين في شبه جزيرة سيناء. وأتىوجلس عند بئر هناك، حمى سبع فتيات من مضايقات الرعاة، ثم سقى غنمهنّ، فما كان من والدهنّ المدعو يثرون وهو كاهن مدين، إلا أنّ زوّج موسى إحدى بناته صفّورة، والتي ولدت لموسى ولدين دعا الأول جرشوم لأنه قال "كنت نزيلاً في أرض غريبة" وسمى الثاني العازر وقال "لأن إله أبي ناصري انقذني من يد فرعون".

فلمّا أراد الله أن يخرج ذلك الشعب من مصر، دعا موسى لأجل تحقيق تلك الغاية الخطيرة.

كان موسى يوماً يرعى الغنم، فتجلّى له ملاك الرب في لهيب نار من وسط العليّقة وقال "أنا إله أبيك، إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب... إني قد نظرت الى مذلّة شعبي الذين بمصر وسمعت صراخهم، فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين وأخرجهم من تلك الأرض الى أرض طيّبة واسعة، أرض تدرّ لبناً وعسلاً. فالآن تعالَ أبعثك الى فرعون، وأخرج شعبي بني اسرائيل من مصر".

فدهش موسى لتلك الدعوة واضطرب، وراعه ما تتطلبه من مشقات وأتعاب وأثقال، وما يتعرّض له من خيبة واندحار. فأخذ يحاور الله ويعتذر ويحاول أن يهرب. فقال له الله : "أنا أكون معك ... أنا هو الكائن. كذا قل لبني اسرائيل : الكائن أرسلني اليكم" ثم أردف الرب وقال : "وقد علمت أن ملك مصر لا يدعكم تمضون ، ولا بيدٍ قوية. فأمدّ يدي وأضرب مصر بجميع آياتي التي اصنعها فيها. وبعد ذلك يطلقكم".

بعد اعتراض وتردد خضع موسى لحكم الرب بعد أن طلب أن يساعده أخوه هارون. وذهب وأخذ امرأته وابنيه وعاد الى مصر التي كان قد تركها منذ اربعين سنة.

أخبر موسى هارون بجميع كلام الرب وجميع الآيات التي أمره بها. فمضيا سوياً وجمعا شيوخ بني اسرائيل وخاطبهم بجميع كلام الله وصنع الآيات على عيون الشعب. "فآمن الشعب واذا سمعوا أن الرب قد افتقد بني اسرائيل ونظر الى مذلّتهم، خرّوا وسجدوا".

وانطلق موسى وهرون ودخلا على فرعون وطلبا منه السماح للعبرانيين بأن يخرجوا الى البرية لكي يعبدوا الرب. فازدراهم فرعون وطردهما. وبدأت المعارك مع فرعون وضرب الله الشعب المصريّ بعشر ضربات بواسطة موسى، حتّى قرّر فرعون أن يترك الشعب يذهب في سبيله. ورحل بنوا اسرائيل من شواطىء البحر وساروا نحو الشرق. وفي طريقهم إلى الأرض المقدّسة، سار الشعب بقيادة موسى أربعين سنة في الصحراء وعلى الرغم من تعديات العبرانيين وجحودهم لم يتخلّ الله عنهم، بل صبر عليهم واعتنى بأمرهم. في تلك البرية، أظهر الله رأفته على شعبه من خلال آيات شتى صنعها أمامهم. 

ولمّا قرب الشعب من جبل سيناء، كلّم الله موسى وأظهر له أحكام الشريعة وبقي هناك مدّة أربعين يومًاتلقّن خلالها ما كان ضروريًّا لاقتناء الفضيلة ومعرفة الله. وبعد ذلك نزل موسى إلى شعبه ومعه لوحي الوصايا العشر. ورغم كلّ العلامات والآيات التي أعطاها الله لشعبه استمرّ الشعب يخطىء إلى الربّ إلهه ويمرمر عبده موسى. 

لما عرف موسى أن أجله قد دنا، جمع الشعب وجعل يُعيد على مسامعهم وصيته لهم، لكي يحفظوا شرائع الرب. ثم أنشد نشيده الأخير، وقال: "انصتي ايتها السماوات فاتكلم، ولتستمع الأرض لأقوال فيَّ. باسم الرب ادعو. هَبُوا عظمةً لإلهنا، الصخر الكامل الصنيع، الذي كل طرقه حكمة. الله حق لا جور عنده، هو العدل المستقيم. أبهذا تكافىء الرب أيها الشعب الأحمق الذي لا حكمة له؟ أليس أنه هو أبوك، مالكك الذي فطرَك وأبدعكَ...". وبارك أسباط اسرائيل الاثني عشر. ثم صعد موسى من صحراء موآب الى جبل نبو، الى قمة الفسجة، تجاه أريحا. فأراه الرب جميع الأرض وقال له : "هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم واسحق ويعقوب قائلاً : "لنسلكم أعطيها. وقد أريتكها بعينيك، ولكنك الى هناك لا تعبر".

مات هناك موسى، في أرض موآب، بأمر الرب. ودفنه في الوادي تجاه بيت فغور ولم يعرف أحد قبره الى يومنا هذا. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات. فبكى بنو اسرائيل على موسى في صحراء موآب ثلاثين يوماً.

لم يقُم من بعدُ نبي في اسرائيل كموسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه، في جميع الآيات والمعجزات التي بعثه الرب ليصنعها في أرض مصر.

إن موسى النبي ترك أسفاراً جليلة، فريدة في بابها وهي : سفر التكوين ، سفر الخروج، سفر الأحبار، سفر العدد، سفر تثنية الاشتراع. وهذه الأسفار الخمسة يدعوها الكتاب المقدس توراة موسى. وإن الكنيسة المقدسة تعتبر هذه الأسفار موحاة منزلة من عند الله.

 

نقل جسد الأنبا يحنس القصير بشهيت (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 515 للشهداء نقل جسد القديس العظيم الأنبا يحنس "يوأنس" القصير من القلزم إلى برية شيهيت وذلك أنه لما كان البابا يوحنا الثامن والأربعون في برية شيهيت تمني بعض الحاضرين نقل جسد القديس يؤنس إلى ديره فحركت نعمة الله البابا البطريرك فكتب رسالة علي يد القمص قزمان والقمص بقطر من الشيوخ وأرسلهما إلى القلزم فلم يتمكنا من أخذ جسده لأنه كان في حوزة الهراطقة التابعين لمجمع خلقدونية فعادا من حيث أتيا. وبعد أيام تولي علي القلزم أمير من أمراء العرب وكان صديقا للأنبا ميخائيل أسقف أبلاوس فعاد البطريرك وكتب رسالة أخري إلى الأسقف يعلمه برغبته في أخذ الجسد وإرساله مع الرهبان الموفودين بالرسالة ففرح الأب الأسقف بذلك وعلم الأمير بالخبر فقال الأمير: "وكيف السبيل لوصول الرهبان إلى المكان؟ " فأجابه كاتبه: "يلبسون ثياب العرب فوق ثيابهم ويدخلون معنا " وهكذا فعلوا ودخل العرب مع هؤلاء الرهبان حيث كان الجسد فحمله الرهبان وساروا به طول الليل حتى وصلوا إلى مريوط ومنه إلى البرية. ولما دخلوا به دير القديس مقاريوس تلقاه الرهبان بالتراتيل وهم يحملون الصلبان والمباخر وأتوا به إلى حيث جسد القديس مقاريوس وسكبوا عليه الطيب ثم حملوه إلى ديره وهم يرتلون. فتلقاه أولاده بالفرح والبهجة. ولما رسم البابا مرقس البطريرك التاسع والأربعون وصعد إلى البرية ومعه أساقفة الوجه البحري وبعض الكهنة ذهب إلى دير هذا القديس وكشف عن أعضائه المقدسة وتبارك منها ورد عليه ثوب الليف الذي كان ملفوفا به ثم كفنه بلفائف كتان وسبح الرهبان الله، وأنشدوا كثيرا من المدائح لهذا القديس.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس اثناسيوس الأسقف وغلاميه

في مثل هذا اليوم استشهد القديسون أثناسيوس الأسقف وجراسيموس وثاؤتيطس غلاماه وذلك أن بعضهم سعي بالأسقف لدي أريانوس الوالي أنه عمد أبنه الوزير أنطونيوس فاستحضره وطلب منه السجود للأوثان فلم يقبل وأعلن إيمانه بالمسيح فعذبه بمختلف العذابات المؤلمة ولما رأي ازدياد تمسكه بإيمانه أمر بضرب رقبته ورقبتي الغلامين أيضا وأخذ بعض المؤمنين أجسادهم وكفنوهم ووضعوهم في تابوت وقد شرفهم الله بظهور آيات كثيرة من أجسادهم. صلواتهم تكون معنا. آمين.