دينيّة
24 آب 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 24 آب 2017

تذكار القديس افتيخيوس الشهيد (بحسب الكنيسة المارونية) ولد افتيخيوس في مدينة سبسطية فيايام الرسل وقد اعتمد على ايديهم وتتلمذ للقديس يوحنا الانجيلي. وبما انه كان ذا ايمان حار وغيرة متقدة، اخذ يطوف البلدان مبشراً بايمان المسيح. ولذلك فاسى اضطهادات كثيرة في مواضع عديدة. فقبض عليه الوثنيون وزجوه في السجن وبقي فيه مدة طويلة، صابراً على الجوع والاهانات من اجل المسيح.

 

ثم أُخرِجَ من السجن وعاد الى التبشير، لا يهاب تهديدات الوثنيين فأوجب عليه هؤلاء ان يترك التبشير ويكفر بالمسيح ويضحي للاوثان، فأبى، مجاهراً بايمانه، راذلاً الخرفات الوثنية. فانهالوا عليه بالضرب بقضبان جافية، حتى كادوا يميتونه وهو صابر يمجد اللن. فأضرموا ناراً وألقوه فيها. فصانه الله من الحريق ونجا من ايدي الكفرة معذبيه.

وذهب الى روما وهناك واصل جهاده وكلل اعماله الصالحة بالموت في ساحة الاستشهاد. فجاء المسيحيون خفية ودفنوه في الطريق المسمى أبيَا في مقبرة كاليستوس. وكان ذلك نحو مطلع القرن الثاني للمسيح. صلاته معنا. آمين!

 

القدّيس الجديد في الشهداء قوزما الإيتولي المعادل الرسل (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

ولد في قرية من قرى إيتولا، أنشأه أبواه، في مخافة الله ومحبّة الكتب المقدّسة. حوالي سنّ العشرين أقام في الجبل المقدّس، آثوس، تلميذا في الأكاديمية الملحقة بدير فاتوبيذي، حيث علّم معلّم مشهور اسمه أفجانيوس بولغاريس. لكن قوزما تخلى عن فكرة الدراسة وانخرط في الحياة الرهبانية في دير فيلوثيو حيث أهّلته غيرته وجهاداته النسكيّة وتقواه للسيامة الكهنوتية، في تلك الأوقات العصيبة من تاريخ الشعب اليوناني المقهور، بحيث كانت الكرازة بالإنجيل تفرض نفسها كحاجة ولا ألحّ. وبعد أن  استنار بكلمة الله، استمزج آراء الآباء الروحيّين في الجبل المقدّس. توجّه إلى القسطنطينية، ليتابع بعض دروس الخطابة. وباشر الرسول الجديد عمله البشاري في كنائس القسطنطينية، ثم توغّل في المناطق الغربية من اليونان وعاد إلى القسطنطينية. ثم بشّر في أرخبيل السيكلاديس تعزية للسكان المحبطين إثر إخفاق محاولة التمرّد التي أثارتها روسيا.

وعاد ليختلي في الأديرة مكملا من الإقامة في الجبل المقدّس سبعة عشر عاما. ودفعته محبّة إخوته، إلى المغادرة، هذه المرة إلى تسالونيكي حيث أقام لبعض الوقت في بيريا ثمّ جال في كل المقدونية يجمع حشودا من المؤمنين الذين أصغوا إليه .ثم توجّه إلى جزيرة زاكنثوس ثمّ إلى كورفو ومن هناك عبر إلى الأبيروس حيث كانت المسيحية في حال من الشقاء. وغرضه كان أن يثبّت الإيمان الأرثوذكسي في الشعب ويحول دون اقتبال السكان للإسلام. فتردّدت أصداء أعماله التبشيرية، وتمكن بمواعظه، من تقويم أخلاق المسيحيّين. وكانت أقواله تتغلغل في نفوس سامعيه فيتقبلونها للحال، بغيرة بمثابة تعبر عن مشيئة الله. وكانوا يجتمعون إليه في الهواء الطلق لضيق الكنائس، فعلمهم أن يعيشوا وفق وصايا المسيح وأن يحفظوا الأحد، الذي هو يوم الربّ، وحيثما عبر كان يؤسس المدارس. وكان يتعلم فيها المؤمنون مجانا اللغة اليونانية والكتب المقدّسة. أقنع الأغنياء بأن يخصّصوا الفائض لديهم للإحسان وتوزيع كتب التقوى والصلبان والمسابح وحثّهم أيضا، على أن يقدّموا للكنائس أجرانا للمعمودية لتعميد الأولاد.

وانحصر القدّيس في تعليم الفضائل الإنجيلية، فعامله الباشا في يوانينا بالكثير من الإكرام، ولكن اليهود بعد أن أغاظهم أن ينقل السوق من الأحد إلى السبت، سعوا لدى الباشا إلى التخلص من قوزما. ولدى وصوله يوما إلى كوليكونتاسي، إحدى قرى ألبانيا، قرر أن يذهب إلى المفوضية المحلية للحصول على تصريح السلطة المدنية فقيل له إنّ الأمر صدر بتحويله إلى كورت باشا، ورافقه سبعة جنود بحجّة أنهم يريدون أخذه للباشا، ولدى وصولهم إلى قرب نهر باسو أخبروه أنّه حكم عليه بالموت. شكر الربّ ورفع صلاة من اجل خلاص كل المسيحيّين. ولما شنقوه لم يبد أي مقاومة. وأسلم الروح بتمجيد. وكان قد بلغ الخامسة والستيّن. ألقى جلاّدوه جسده في النهر. واكتشفه كاهن اسمه مرقص، أخرجوه من الماء وألبسوه ثيابه الرهبانية واروه الثرى بإكرام وقد جرت عند ضريحه عجائب عدّة.

واعتبر قوزما الشهيد أميرا للشهداء ورسولا جديدا. هكذا أكرمه الشعب من وقت استشهاده.واعلنت قداسته عام 1961 م  من البطريركية المسكونية.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القديس الشهيد أفتيخيوس تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي‎ 

كان القديس يوحنا اللاهوتي، في التراث، من عمّد أفتيخيوس الذي تبعه في أسفاره. امتلأ من الروح القدس وبشر بالإنجيل بشجاعة. هدم العديد من الهياكل الوثنية وكابد، من أجل ذلك، الضرب والقيود وسنين طويلة من السجن. ذات يوم، فيما كان في السجن، ظهر له ملاك الرب وناوله طعاماً سمائياً. للحال وجد نفسه وقد لبسته قوة إلهية حتى لم يتأذ من النار التي أُلقي فيها. قدّموه للوحوش فدخل معها في عشرة طيبة. قوي، بنعمة الله، على كل المحن التي نزلت به. عاد إلى موطنه في سبسطية. هناك أمضى بقية أيام حياته بسلام.

 

تذكار القديس الشهيد في الكهنة أفتيخس، تلميذ يوحنا الثاولوغس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

لم يتّفق الكتبة الكنسيون على مكان وزمان مولده، ولا على أعمال حياته. وإن السعيد الذكر البطريرك مكسيموس مظلوم يلخّص آراء الأكثرية، ويقول في كتابه "الكنز الثمين" أن مولده كان في مدينة سبسطية، وأنّه هو الولد الذي سقط من النافذة في مدينة ترواس، ليلة أطال بولس في الكلام، وحملوه مائتاً، وأعاده بولس إلى الحياة، وأنّه تتلمذ أولاً لبولس وشاركه في أسفاره وأتعايه ومشقّات الرسالة، وأنّه تتلمذ بعد ذلك للرسول يوحنا الحبيب وأقام معه في أفسس، وأنهى حياته بسفك دمه من أجل المسيح.

امّا المجموعة البولندستية الصغرى فتقول فيه ما نصّه: "إنّ القديس أفتيخس هذا هو تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي. وقد احتمل السجن والمجالد والنار في أماكن مختلفة في سبيل بشارة الإنجيل. ثم رقد بسلام في أواخر القرن الأول أو أوائل الثاني".

اللهمَّ بشفاعة الرسل القديسين إرحمنا!.

 

نياحة البابا الكسندروس بطريرك القسطنطينية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 430 م. تنيح الأب القديس الكسندروس بطريرك مدينة القسطنطينية. كان قديسا فاضلا ونالته شدائد كثيرة من شيعة أريوس وذلك أنه لما جدد القديس أثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية العشرين حرم أريوس فذهب أريوس هذا إلى القسطنطينية وتظلم إلى الملك قسطنديوس ابن الملك البار قسطنطين من البابا أثناسيوس. ولما لم يقبل تظلمه لدي الملك. طلب إليه أريوس أن يوعز إلى الأب الكسندروس بقبوله في شركة الكنيسة. فأرسل الملك إلى هذا الأب قائلا: "أنأثناسيوس قد خالفنا بعدم قبوله أريوس، وأنت تعلم أننا نحن الذين قدمناك إلى هذه الوظيفة، فلا تخالفنا وطيب خاطرنا بحل أريوس " فأجابه: "ان الكنيسة لا تقبله لأنه لا يعبد الثالوث الأقدس" فقال له الملك: "أنه اعترف أمامي بالثالوث الأقدس وان الابن مساو للأب في الجوهر". فأجابه القديس: "إذا كان قد اعترف هكذا فليكتب اعترافه بخطه". فاستحضر الملك أريوس وكتب إيمانه بخطه ن ولكن علي خلاف ما يبطن. واستخلفه علي الإنجيل أن هذا اعتقاده فحلف كذبا فقال الملك للأب الكسندروس "ماذا لك عليه بعد أن كتب إيمانه بخطه ثم أقسم عليه؟ " فأجابه " أن البابا أثناسيوس قد جدد حرم أريوس الذي وقع عليه أبوك مع الآباء الثلاثمائة وثمانية عشر ونفاه وشيعته من الإسكندرية فأمهلني أسبوعا حتى إذا لم يطرأ علي أريوس تغير يكون قسمه صادقا وكتابته حقيقة. وبعد ذلك أنا أقبله في شركة الكنيسة " فوافقه الملك علي ذلك ولما خرج الأب البطريرك فرض علي شعبه أن يصوموا معه سبعة أيام وأن يصلوا إلى الله حتى يخلص كنيسته من خطية أريوس. ولما أنتهي الأٍسبوع أخذ الهراطقة أريوس ليلة الأحد وطفقوا يسيرون به شوارع المدينة فرحين بأن زعيمهم سيقبل في الكنيسة ولما كان الصباح دخل أريوس الكنيسة. وجلس أمام الهيكل مع الكهنة، ثم دخل الأب الكسندروس وهو حزين لا يدري ماذا يعمل وعندما ابتدأ القداس شعر أريوس بمغص فخرج مسرعا إلى المرحاض، وهناك نزلت أمعاؤه من جوفه. ولما استبطأه أتباعه ذهبوا إليه فوجدوه قد مات فاستولي عليهم الخزي ومجد المؤمنون المسيح الذي لا يتخلي عن كنيسته. وتعجب الملك من ذلك وعرف أن أريوس كان كاذبا في كتابته وفي قسمه. وتحققت قداسة الأب الكسندروس واستقامة إيمانه. واعترف جهارا أن جوهر الثالوث واحد. وأكمل هذا الأب حياته في سيرة فاضلة حتى وصل إلى شيخوخة صالحة وتنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس ودامون الارمنتي

في مثل هذا اليوم استشهد القديس ودامون من مدينة أرمنت. كان في بيته ومعه ضيوف من عابدي الأوثان. فقال لعضهم لبعض: "هوذا قد سمعنا أن امرأة وصلت إلى بلاد الاشمونين ومعها طفل صغير يشبه أولاد الملوك " وقال آخرون هل هذا الطفل جاء إلى البلاد المصرية؟ وصار كل منهم يتحدث عن الصبي. فلما انصرف الضيوف نهض ودامون وركب دابته ووصل مدينة الاشمونين، ولما وصل أبصر الطفل يسوع مع مريم أمه سجد له. فلما رآه الطفل تبسم في وجهه وقال له: "السلام لك يا ودامون. قد تعبت وأتيت إلى هنا لتحقيق ما سمعت من حديث ضيوفك عني لذلك سأقيم عندك ويكون بيتك مسكنا لي إلى الأبد " فاندهش القديس ودامون وقال: "يا سيدي أني اشتهي أن تأتي إلى وتسكن في بيتي وأكون لك خادما إلى الأبد " فقال له الصبي: "سيكون بيتك مسكنا لي، أنا ووالدتي إلى الأبد لأنك إذا عدت من هنا وسمع عابدو الأوثان أنك كنت عندنا يعز عليهم ذلك ويسفكون دمك في بيتك فلا تخف لأني أقبلك عندي في ملكوت السموات إلى الأبد مكان الفرح الدائم الذي ليس له انقضاء وأنت تكون أول شهيد في بلاد الصعيد. " فقام الرجل وسجد للسيد المسيح فباركه ثم انصرف راجعا إلى بيته.

فلما عاد ودامون إلى أرمنت سمع عابدو الأوثان بوصوله وشاع الخبر في المدينة أن ودامون زار يسوع. فجاءوا إليه مسرعين وقالوا: هل الكلام الذي يقولونه عنك صحيح؟ فقال لهم: "نعم أنا ذهبت إلى السيد المسيح باركني وقال لي: أنا أتي وأحل في بيتك مع والدتي إلى الأبد " فصرخوا كلهم بصوت واحد وأشهروا سيوفهم عليه. ونال إكليل الشهادة في مثل هذا اليوم.

ولما أبطلت عبادة الأوثان وانتشرت المسيحية في البلاد قام المسيحيون وجعلوا بيته كنيسة علي اسم السيدة العذراء مريم وابنها الذي له المجد الدائم. وهذه الكنيسة هي التي تسمي الجيوشنه وتفسيرها " كنيسة الحي " بظاهر أرمنت وهي باقية إلى الآن.

الله يرحمنا بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والدة الإله، وشفاعة الشهيد ودامون المؤمن الطاهر. ولربنا المجد دائما. آمين.