دينيّة
24 أيار 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 24 أيار 2017

تذكار القديس سمعان العمود الكبير تلميذ مار مارون (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا البار سنة 390 في قرية سبيسان على حدود سوريا وكيليكية، كان يرعى غنم ابيه. ومنذ حداثته كان رصيناً هادئاً متعشقاً الفضيلة ولا سيما الطهارة. بعد وفاة والديه زهد في الدنيا وترك ثروته لاخوته وللفقراء ودخل ديراً في تولادا عاكفاً على درس الحياة النسكية وممارستها بكل دقة ونشاط. وبعدها أوحى اليه بأن يقيم فوق عمود ليمارس فوقه الصلوات والاماتات، معرضاً لحر الصيف وبرد الشتاء.ويروى ان النساك حملوا رئيسه ان يمتحن طاعته فأمره بالنزول عن عموده. فما كان من سمعان الا ان امتثل للامر. فازدادوا احتراماً له واعجاباً بقداسته.

 

عاش سمعان على عموده ثلاثين سنة، على طريقته المستغربة التي تحار فيها العقول، ولولا المستندات التاريخية التي تؤيدها ولا سيما ما كتبه عنه المؤرخ الشهير تاودوريطس المعاصر له وغيره من الكتبة التقاة لما كنا نصدق تاريخ حياته العجيب. ورقد هذا المجاهد العظيم في الثاني من ايلول عام 459، وله من العمر 69 سنة. ونقل جثمانه الطاهر الى مدينة انطاكية بموكب حافل مشت فيه الجماهير مع الاساقفة والاكليروس وكوكبة من العساكر الملوكية، ودفن في الكنيسة.

وقد أجرى الله على يده في حياته وبعد مماته عجائب لا تحصى وبقي عموده يفوح برائحة عطرة مدة طويلة وأصبح مزاراً شهيراً حيث بنى الرهبان ديراً وكنيسة فخمة. صلاته معنا. آمين.

وذُكر انه هو الذي أرسَلَ الى قرى شمالي لبنان، وكانت وحوشٌ تفترس أهلها، من عمَّدَهم، وأمرهم أن يرسموا سبعة صلبان حول كل قرية، فنجوا. وكانوا هم من الموارنة الأوائل المقيمين الأصليين في لبنان.

 

القديس البار سمعان العمودي الذي من الجبل العجيب (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)  

وُلِدَ أبينا سمعان في أنطاكية، سنة 521م، من أبويين عطارين من الرها. عُمِّد وهو في سن الثانية، نشأ على المحبة والإيمان بالرب يسوع وعمل كل برٍّ وفضيلة. نتيجةً لرؤيا إلهية اتجه سمعان إلى دير يبعد من أنطاكية حوالي ثلاثة عشر كيلو متراً، باتجاه سلفكية، يُديره يوحنا العامودي. هذا الأخير استقبله بفرحٍ وضمه إليه للحال واعتنى بأمر إرشاده في سبل الحياة الملائكية، لأنه رأى فيه أنه مختار الله. ولقد أذهلته علامات الحكمة والزهد التي استبانت على الولد وكان قد صار في السادسة. مذ ذاك لم يكن سمعان يتناول الطعام إلا مرة كل ثلاثة أو سبعة أيام. رغب هذا الراهب الصغير في الإقتداء بأبيه الروحي في كل شيء. فبعد سنة من قدومه إلى الشيخ أقام شبه عمود قليل الارتفاع، بقرب عمود يوحنا وشرع في السيرة العمودية. وقد تشدد في سعيه إثر رؤيا أبان له الرب يسوع المسيح فيها أن انتصابه على العامود يشبه صلب السيد، وأن هذه له هي الوسيلة للإقتداء بآلامه الخلاصية. أخذ سمعان يزداد أتعاباً في مواجهة الطبيعة: حين كان يوحنا ينشد ثلاثين مزموراً خلال صلاته الليلية، كان سمعان ينشد خمسين أو ثمانين. كان يقف الليل بطوله ليتلو كتاب المزامير برّمتِهِ. أما نهاريه فكان يقضيها في تمجيد الله في غربة عن كلِّ طعام. كما، منَّ الله عليه بنعمة طرد الأرواح الخبيثة وشفاء المرضى. شهرة سمعان كناسك وصانع عجائب انتشرت بسرعة في كل الناحية واجتذبت القديس البطريرك الأنطاكي أفرام (527-545م) إلى زيارته. كذلك أخذت الجموع تتدفق عليه وعلى شيخه معاً. لما أضحى سمعان في سن الثالثة عشرة، وبعد ست سنوات من السيرة العمودية، رغب في الإقتداء بسابقه المجيد القديس سمعان العمودي الكبير. فأقام عموداً بعلو اثني عشر متراً. وفيما كان العمود يُشاد وكان سمعان على وشك الصعود عليه جاءه رئيس أساقفة أنطاكية وأسقف سلفكيا زائرين إلى الدير وساماه شماساً بخلاف سن الشموسية الذي هو الخامسة والعشرون. ثم واكباه بالترتيل والصلوات إلى العمود الذي بقي عليه ثماني سنوات ممتداً كله إلى السماء. وإثر وفاة أبيه الروحي، انتقلت إليه رئاسة الشركة إلى آخر أيامه. في سنة الثالثة والثلاثين سيم سمعان كاهناً على يد الأسقف ديونيسيوس السلوقي الذي صعد إليه على العامود. عاش سمعان إلى سن الحادي والسبعين. وقبل رقاده كشف لراهبين أنه، منذ شبابه، حظي من الله بنعمة العيش من دون طعام وأن ملاكاً كان كل يوم أحد، بعد القداس الإلهي، يأتيه بطعام سري. ثم زود الأخوة بإرشاداته وأسلم روحه، بين يدي الله الحي بسلام. كان رقادُهُ في 24 أيار سنة 592م. فبشفاعاته أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلّصنا. آمين

 

تذكار أبينا البار سمعان الذي كان في الجبل العجيب (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد القديس سمعان هذا في مدينة أنطاكية، في أواسط القرن السادس، من أبوين كانا قد جاء إليها من مدينة الرها. وكانت مرتا أمّه من أكمل النساء المسيحيّات المتزوّجات. والكنيسة تقيم تذكارها وتكرّم فضائلها وقداستها في اليوم الخامس من شهر تموز.

أمّا سمعان فإنّه منذ نعومة أظفاره مال إلى التقوى ومحبّة الله، مُعرّضاً عن الدنيا ومسرّاتها الزائلة وغرورها، ومتطلّعاً إلى ما هو أكمل وأسمى فيها.

ولم يبلغ سمعان أشدّه حتى هجر العالم وما فيه، وذهب إلى دير قريب من أنطاكية في جوار جبلٍ يدعى "الجبل العجيب" ونسك هناك. وتتلمذ للقديس يوحنّا العمودي وأخذ عنه طرق الكمال. وكان يوحنّا يعيش ضمن أسوار الدير، في منسك قائم على عمود. فبلغ سمعان بإرشاد يوحنّا إلى درجةٍ سامية من القداسة الرهبانيّة. وقبله يوحنّا ليعيش معه على عموده، فعاشا سنين طويلة، يتباريان ويتساندان في ممارسة أسمى الفضائل المسيحيّة. فكان الصمت والتواضع والصيام وتلاوة المزامير ومناجاة الخالق أساس حياتهما ونور قداستهما.

ثم أتّخذ سمعان له عموداً عالياً منفرداً خارج الدير وعاش فيه. فكان ملاكاً أرضيّاً لا بشراً. وكان يقتات من حشائش الجبل، ولا يشرب الماء إلاّ قليلاً جداً. وكان دائم الإتّحاد بالله، دائم الصلاة. فتتلمذ له كثيرون من رهبان الدير. فكانوا يأتونه في ساعات معيّنة كل يوم ويسمعون إرشاده، وهو يفيض عليهم من كنوز قلبه ما كان الروح يعلّمه إيّاه في تأمّلاته المتواصلة.

وطار صيت قداسته في الآفاق. فأخذ الناس يفدون إليه من كل البلاد، حاملين إليه أمراض النفوس والأجساد. فكان يرشدهم ويعزّيهم ويشجّعهم ويقوّيهم. ومنحه الله صنع العجائب، فكان يشفي مرضاهم ويطرد الشيطان من أجسامهم بكلمةٍ من فمه أو بإشارة الصليب يرسمها عليهم بيديه.

لقد ترك سمعان كتابات كثيرة خصوصاً في الشؤون الروحيّة وإرشاد النفوس. فكثيراً ما كان يجود بنصائحه الأبويّة كتابةً، ويلقيها لزائريه من فوق عموده. وكتب مرّةً رسالةً إلى الملك يستنيانس، يتألّم فيها ممّا أتاه السامريون من الفظائع ضد المسيحيين، وكيف دخلوا الكنيسة عنوة، وانتهكوا حرمة بيت الله، وهجموا على الأسقف ترلنكيوس وأوسعوه ضرباً، وقطعوا إحدى الأصابع يده، فيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهيّة يوم عيد العنصرة. وقد استشهد بهذه الرسالة آباء المجمع النيقاوي الثاني، المنعقد سنة 878.

ويذكر المؤرّخ الآسيوس صلاةً وضعها القديس سمعان، فيها يبتهل إلى الكلمة الأزلي ضد الأفكار الرديئة، وأخرى يتضرّع بها إلى والدة الإله في محاربة التجارب الدنسة.

وبقي القديس سمعان ملازماً حياته الملائكيّة على العمود مدّة خمس وأربعين سنة، تكمّل فيها بالقداسة، وصنع العجائب. ومراراً هبطت عليه الملائكة وشاركته في صلاته. وعرف بروح الوحي مكنونات القلوب، وتنبّأ عن الحوادث المستقبلة، إلى أن رقد بالرب سنة 596.

 

بشارة القديس يوحنا الإنجيلي وتكريس كنيسة على اسمه بمدينة الإسكندرية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في هذا اليوم نعيد بتذكار القديس يوحنا الإنجيلي وبشارته في آسيا الصغرى ومدينة أفسس وما حولها من البلدان، وتكريس كنيسة على اسمه بمدينة الإسكندرية. فقد قاسى من الأهوال وما لحقه من القوم الأشرار عابدي الأوثان إلى أن أعادهم إلى معرفة الله وأنقذهم من طغيان الشيطان بتعاليمه والآيات التي أجرها الله على يديه ثم كتب إنجيله فنطق بأزلية الابن وتجسده. ثم صعد بالروح إلى السماء ورأى الطغمات السمائية ومراتبهم وسمع تسبيحهم وكتب بذلك سفر الرؤيا.

وكان ذلك أيام الإمبراطور دومتيانس -عند ما نفاه- بعد أن وضعه في مرجل زيت يغلي ولم يؤثر عليه - وهناك في المنفى في جزيرة بطمس كتب هذا السفر.

وبعد قتل دومتيانس سنة 96 م. رجع يوحنا إلى أفسس ولاحظ وجود مبتدعين من النيقولاويين يعلمون أن المسيح مولود ولادة طبيعية من يوسف ومريم فكتب أنجيله يوحنا ردا على افتراءاتهم، وكان شغوفا بهداية الخطاة فقد هدي شابا وسلّمه للأسقف وقال له "احتفظ بهذه الوديعة عندك" ولكن الشاب أساء التصرف وأفسدت المعاشرات الرديئة أخلاقه وصار رئيسا للصوص، ولما رجع سأل الأسقف عن الوديعة فأظهر الأسقف أسفه للحالة التي صار فيها. فجهز القديس حصانا وأخذ دليلا وسافر إلى مكانه ولما بلغه قبض عليه اللصوص وساقوه إلى زعيمهم ولما دقق النظر في الرسول اعتراه الخجل وفرّ هاربا فقال له "يا ابني ارحم نفسك فلا يزال باب الرجاء مفتوحا لخلاصك وأنا كفيلك عند الرب يسوع" فهطلت الدموع من عينيه ورجع تائبا وقدّمه للتناول من الأسرار المقدسة لتقويه.

وأما سيرته فواردة في يوم 4 طوبة وقد رتب هذا العيد تذكار لبشارته ولأنه في مثل هذا اليوم كرّست كنيسة على اسمه بمدينة الإسكندرية صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.