دينيّة
23 آب 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 23 آب 2017

تذكار البارّة انتوسا واثناسيوس الاسقف الشهيد(بحسب الكنيسة المارونية) ولدت هذه البارة في مدينة طرسوس في كيليكيا، من ابوين وثنيين غنيين. وكان في تلك المدينة اسقف مشهور بالقداسة وفعل العجائب اسمه اثناسيوس، سمعت به انتوسا الصبية، فرغبت في ان تراه وان تعتنق دين المسيح الذي يعبده. فذهبت اليه خقية عن والديها مع اثنين من خدمها هما كاريسيموس وتاوفيطوس، طالبة سر العماد المقدس.

 

اما انتوسا فنزعت عنها اثوابها الثمينة واعطتها للاسقف لكي يبيعها ويوزع ثمنها على الفقراء ولبست ثوباً حقيراً ورجعت الى امها، فغضبت هذه عليها وارادت ان توشي بها، فتوارت انتوسا ولجأت الى الاسقف القديس وطلبت ان يلبسها ثوب الرهبنة. فألبسها اياه بعد ان نذرت بتوليتها للسيد المسيح. وذهبت الى البرية، حيث عاشت بالصلاة والتأمل وممارسة انواع الاماتة والتقشف مدة ثلاث وعشرين سنة. وكانت تحارب تجارب ابليس بالصلاة وقهر الجسد. وبعد هذا الجهاد الطويل استودعت روحها الطاهرة بين يدي الله.

اما والي المدينة فقد استحضر الاسقف، فأجاب بكل شجاعة انه لا يعمل إلاّ الخير، وانه من الجور والظلم اضطهاده للمسيحيين وان عبادة الاصنام لا خير فيها. فاستشاط الوالي غيظاً وأمر به فعذبوه كثيراً ثم قطعوا رأسه فتكلل بمجد الشهادة. ثم استحضر الوالي خادمَي القديسة انتوسا، فلم يخافا تهديده، بل جاهرا بايمانهما بالاله القادر على كل شيء. وبأن الاصنام آلهة كاذبة، فأمر الوالي حالاً بضرب عنقهما بعد ان اذاقهما امر العذابات، وبذلك حظبا باكليل الشهادة في اواسط القرن الثالث. صلاتهم معنا. آمين.

 

القديس أسطاثيوس رئيس كهنة أنطاكية (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة)

أسقف أنطاكية العظمى، كاتب لامع وخطيب كبير. عاش في عهد قسطنطين الكبير. فهو من مدينة سيدا في بمفيلية حيث ولد في أواسط القرن الثالث. صبر على الآلام في أيام ذيوكلسيانس وليكينيوس، ولمع بنقاوة إيمانه الكاثوليكي، فأقيم أولاً أسقفاً على مدينة بيريه أي حلب في سورية ثم اختاره الأساقفة والشعب لكرسي أنطاكية البطريركي خلفاً للبطريرك يولينوس عام 324.

وبعد سنة أمر قسطنطين بعقد المجمع النيقاوي المسكوني الأول (325) للنظر في تعليم آريوس. وكانت مرتبته الثالث بين الأحبار، لأن الأول كان أسقف روما والثاني أسقف الإسكندريّة والثالث أسقف الكرسي الأنطاكي. لكن أسطاثيوس شرّف منزلته بسعة معارفه، وافتتح المجمع بخطاب وجهه إلى قسطنطين الملك بإسم ال318 أسقفاً الذين حضروا المجمع. وعاد الأساقفة إلى كراسيهم بعد أن حرموا آريوس وتعليمه.

وقام أسطاثيوس بتنظيم رعيّته أكليروساً وشعباً، وإزالة الفتن بصلاته وقلمه. لكن أفسافيوس الآريوسي أسقف نيقوميدية إنتصاراً لأفسافيوس أسقف قيصريّة فلسطين أثار عاصفة هوجاء على أسطاثيوس. فإنّه تظاهر بزيارة الأراضي المقدّسة ليجتمع بأسقف قيصريّة وغيره، ثم اجتمع هؤلاء كلّهم في أنطاكية مع بعض الأساقفة كأنّهم يبحثون في بعض القضايا الداخليّة. وإذا بإمرأة إبتاعوها بالمال دخلت المجمع تحمل طفلاً وهي تنوح وتبكي وطلبت أن ينصفوها من البطريرك أسطاثيوس، لأنّها إدّعت بأنّه بعد أن عاشرها معاشرة أثيمة، وولدت له ذلك الولد، نبذها نبذ النواة. فقام البطريرك القديس يدافع عن نفسه لكن خصومه الكثيرين ثبّتوا عليه جريمة الزنى، واتّخذوا قراراً بإسقاطه عن الكرسي.

ولم يبالوا باعتراض الأساقفة الكاثوليك، بل أسرعوا وأخبروا الملك قسطنطين وألصقوا أيضاً به تهمة الميل إلى هرطقة سابليوس، وانسحبوا خائفين من أهل أنطاكية. وكادت الثورة تندلع في أنطاكية لولا أن اسطاثيوس تدارك الأمر بحكمته. وأمر الملك بإبعاده، فسلك طريق المنفى ومات في مدينة فيلبي من أعمال مقدونية سنة 337 مقدّماً آلامه لله يستعطفه في شأن رعيّة أنطاكية والكنيسة المقدّسة.

وبعد مرور 150 سنة على وفاة أسطاثيوس أعاد خلفه كلنذيانس رفاته إلى أنطاكية بإكرام واحتفال عظيم ومدحه القدّيس هيرونيموس والذهبي الفم وسوزومينس وانستاسيوس.

وللقدّيس أسطاثيوس مؤلّفات عديدة لم يبقَ لنا منها سوى مقالة على "عرّافة عين دور" ونتفٍ من كتابه "في النفس".

 

القدّيس الشهيد لوبوس  (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

يُظَنّ أنّ القدّيس لوبوس كان عبداً للقدّيس ديمتريوس التسالونيكي. كان حاضراً ساعة استشهاد معلِّمه. تمكّن من الحصول على ردائه المخضّب بالدم وخاتمه الملكي الذي غمّسه بدمه. حدثت على يديه, إثر ذلك، عجائب عدّة وأشفية مردّها الرفات التي اقتناها من معلّمه. بلغ خبره أذني الأمبراطور, الذي كان في تسالونيكي، فأوقفه وعرّضه للتعذيب. حُكم عليه بالموت, لكنْ أخبروا أنّه وقت إنزال عقوبة الموت به حوّل الجنديان المكلّفان بذلك سيفيهما, ‏كلٌ في اتجاه رفيقه, فجرحه. وقيل أيضاً إنّ قدّيس الله اشتهى المعمودية قبل موته فجاءت غيمة ظلّلته وسكبت عليه ماء من فوق. تشدّد وصمد إلى أن قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة.

 

تذكار القديس لوبس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

فقد اختلف الكتبة الكنسيّون على بعض الظروف من حياة هذا القديس الشهيد. لكن الأكثرين متّفقون على أنّه كان خادماً عند القديسين ديمتريوس المعظّم بين الشهداء، وأنّه لفرط حبّه لسيّده بقي ملازماً له في السجن الذي كان فيه موقوفاً في مدينة تسالونيكي.

فلمّا قتل الشاب الشهم نسطر في المشهد المصارع الجبّار لوهاوش، بشفاعة صلاة ديمتريوس، عاد الملك مكسميانس مغضباً حزيناً على موت كبير المصارعين. فأمر بأن يُقتل ديمتريوس في سجنه. فطعنه الجند بالحراب وأماتوه. فقام لويس ونزع عن جثّة سيّده ثيابه المبلّلة بدمه وأخذ خاتمة، وذهب بتلك الكنوز إلى منزله. فأضحت تلك الذخائر ينابيع نعم فائضة تشفي المرضى وتخرج الشياطين. وذاع خبر ذلك في مدينة تسالونيكي كلّها.

فوصل إلى مسامع الملك مكسميانس خبر تلك العجائب، فعدّها أعمالاً سحرية، وأرسل فقبض على لوبس الخادم وأمر بإحضاره أمامه. فلمّا مثل بين يديه سأله بحدّة عمّا يقوم به من الأعمال المغايرة لقوانين البلاد، وهو عبد ذليل. فوقف لوبس وأخذ يشرح له بكل بساطة أن شفاعة الشهيد ديمتريوس، الذي أمر هو بقتله، هي عظيمة لدى السيّد المسيح، وأن نعمة يسوع هي التي تصنع تلك العجائب كلّها. فاستشاط مكسميانس غضباً وأمر الجند بأن يفتكوا بذاك العبد الوقح. فانقضّوا عليه في ديوان الملك وقطّعوه أرباً أمامه. وهكذا فاز ذلك الخادم بإكليل الإستشهاد، وأضحى من أمراء الملكوت ومن أشراف سكان السماء.

لقد قال القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: "ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر ولا أنثى لأنّكم جميعكم واحد في المسيح يسوع".

 

استشهاد القديس يعقوب الجندى(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الجندي. وقد ولد في منجوج من أعمال أبسو من أبوين مسيحيين خائفين من الله ورزقهما الله ثلاث بنات قبل هذا القديس فأدخلاهن دير راهبات لتعلمن ويتربين في خوف الله. فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة ولما طلب أبوهن عودتهن لم يوافقنه وفضلن البقاء في الدير وقدمن أنفسهن عرائس للمسيح فحزن الوالدان كثيرا. غير أن الله تعالي عزاهما بهذا القديس. ففرح به فرحا عظيما ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه إلى أبسو ليتعلم القراءة والكتابة. ولما تعلم عينه أبوه مشرفا علي ماله. وكان عند أبيه شيخ يرعى غنمه وكان يتحلى بكثير من الفضائل فكان يعقوب يقتدي به. ولما أثار الشيطان الاضطهاد علي المسيحيين سلم الراعي الغنم لوالد يعقوب ومضي ليستشهد فطلب يعقوب من أبيه أن يودع الراعي ثم يعود فسمح له بذلك. ولما مضي معه وجد الوالي في الصعيد يعذب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس. فقال الشيخ ليعقوب: "انظر يا ولدي هذا الذي تراه يعذب انه ابن ملك قد ترك العالم وكل مجده واتبع المسيح فكم بالأحرى نحن المساكين. فاصبر ولا تحزن علي فراق والديك " ثم تقدم الاثنان أمام الوالي واعترفا بالسيد المسيح فعذبهما كثيرا وقطع الوالي رأس الشيخ. أما القديس يعقوب فقد عذبه عذابا أليما بالضرب بالسياط ثم وضع علي صدره قطعة حديد ساخنة فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح فأنقذه وشفاه من آلامه ثم عادوا ووضعوه في جوال وطرحوه في البحر فأصعده ملاك الرب. وعاد ووقف أمام الوالي الذي أرسله إلى الفرما وهناك عذبه الوالي بقطع لسانه وقلع عينيه وعصره بالمعصرة ثم مشط لحمه. فنزل سوريال ملاك الرب وأنقذه. ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود فنالوا إكليل الشهادة.

صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.