دينيّة
21 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 21 تموز 2017

تذكار القديس سمعان سالوس ورفيقه يوحنا (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذان القديسان في اوائل القرن السادس من اسرة شريفة ويُرجَّح ان موطنهما حمص. تثقفا ثقافة عالية، لكنهما كانا يزهدان في الدنيا واباطيلها ويرغبان في الاتحاد بالله والسيرة في طريق الكمال المسيحي. فمضيا الى زيارة الاماكن المقدسة. وزارا الاديرة وشغفا بحياة سكانها فاعتنقاها وبلغا شوطاً بعيداً في طريق الكمال الرهباني. ثم استأذنا الرئيس وانفردا يعيشان، بجوار البحر الميت، عيشة الرهبان المتوحدين، تسعا وعشرين سنة. وشاء الله ان يفترقا، فيبقى يوحنا في خلوته، وينهي حياته فيها بالبر والقداسة، ويعود سمعان بالهام الهي الى ضوضاء العالم، متخذاً طريقة غريبة تحار فيها العقول وتكاد لا تصدقها لولا المستندات التاريخية. وهي انه رجع الى اورشليم وتظاهر امام الناس بالبله والجنون، فاحتقروه واهانوه، كما فعل اليهود بالمسيح. ولهذا لقب بسمعان سالوس اي الابله او المجنون.

 

ثم عاد الى وطنه حمص واخذ يتجول في الازقة والشوارع ويعرّض نفسه للاهانة والسخرية. وكان الناس يظنونه فاقد العقل، فيشفقون عليه حيناً ويهزأون به أحياناً. وكلما ازدادوا في اهانته واحتقاره ازداد هو سروراً وضحكاً. يقابل الشتم واللطم بدعة ولطف وتواضع. وكان في حالته هذه عجيباً مهاباً معاً، حتى رد كثيرين من الخطأة الى التوبة من رجال ونساء. وكان لاحاديثه الهزلية ما يلذ السامع ويلج طيات القلوب ويحبب الفضيلة ويردع عن الرذيلة. وكانت الشياطين تخرج من المعترين بمجرد حضوره ومشاهدته. تلك كانت حياته الظاهرة المدهشة.

اما حياته الخاصة فلم تكن اقل عجباً. فلم يكن لصلواته وتقشفاته انقطاع. وقد شرفه الله بصنع المعجزات وروح النبوءة.

وما ان طارت نفسه الى السماء، حتى قام الشماس يوحنا يعلن امام الجميع تلك القداسة المستترة تحت برقع البله والجنون، فهرع الشعب الى ذلك الكوخ الحقير للتبرك من ذلك الجثمان الطاهر الذي فاض بالمعجزات والبركات.

وكانت وفاته نحو سنة 580. صلاته معنا. آمين!

 

شمعون البحري المعترف (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ولد في أوائل القرن السادس من أسرة شريفة، ويرجح أن موطنه حمص بسوريا. واكتسب منذ صغره ثقافة عصره، لكنّه كان يزهد في الدنيا. فمضى هو ورفيقه يوحنّا لزيارة الأماكن المقدّسة وهناك شغفا بحياة ساكني الأديرة، فطلبا إلى رئيس أحد الأديرة أن يكونا من أبنائه فقبلهما الرئيس كما طلبا إليه أن ينفردا في العيش بمفردهما فذهبا وسكنا بجوار البحر الميّت عيشة الرهبان المتوّحدين مدّة تسع وعشرين سنة. وبإلهام داخلي رجع شمعون إلى أورشليم وتظاهر أمام الناس بالبله والجنون فاحتقره وأهانوه. وقد لقّب بسمعان سالوس (أي الأبله أو المجنون).

ثم عاد إى موطنه حمص وأخذ يتجوّل في الأزقّة والشوارع، وكان الناس يظنونه فاقد العقل فيشفقون عليه حيناً ويهزأون به أحياناً وكان يقابل الشتائم واللطم بتواضع وأناة، وفي حالته هذه ردّ الكثيرين من الخطأة إلى التوبة من رجال ونساء، وقد عمل الله على يده الكثير من المعجزات.

وعند موته أعلن صديقه يوحنّا كم كانت عظيمة قداسة هذا الإنسان البسيط المستتر تحت برقع البله والجنون... وكانت وفاته في نحو سنة 580.
 

القدّيس البار سمعان الحمصيّ المتباله ورفيقه في النسك يوحنّا (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

عاش قديسانا سمعان ويوحنّا السوري، في زمن الأمبراطور البيزنطيّ يوستنيانوس.

تزوّج يوحنا في سنّ الثانية والعشرين، أما سمعان الذي يكبره بسنتين، لم يكن له من عائلته سوى أمّ عجوز. ارتبط الإثنان بصداقة أثناء حجّهما إلى الأماكن المقدّسة، بمناسبة عيد رفع الصليب، فقرّرا أن يتابعا رحلة العمر سويّة. وإذ بلغا أريحا قال يوحنّا لرفيقه عن الرجال الذين يقيمون في الأديرة قرب نهر الأردن إنّهم أشبه بملائكة الله. ثم أشار بإصبعه إلى الطريق المؤدّية إلى تلك الأديرة وقال: "تلك هي الطريق إلى الحياة". بعد ذلك أشار إلى الطريق العامّة الواسعة وأضاف: "وهذه هي الطريق إلى الموت".
إثر ذلك صلّيا وألقيا القرعة في أي من الطريقين يسلكان وتوجّها إلى دير جيراسيموس بفرح كبير وقد ألقيا عنهما كلّ تعلّق بالعالم.

قبل وصولهما كان رئيس الدير، قد أخذ علامة من فوق بشأن وصول الشابين إليهم فرحّب الرهبان بهما، وألبسوهما الثوب الرهبانيّ وأدخلوهما الحياة الجديدة. بعد يومين قرّرا مغادرة الدير والإقامة في البريّة مسلّمين نفسيهما للعناية الإلهيّة.

أمضيا في البرية ثلاثين سنة عرضة لقسوة الأحوال الجوّية وأحابيل الشيطان، بلغ سمعان في نهايتها اللاهوى المغبوط بنعمة الروح القدس الذي سكن فيه، فاقترح على رفيقه أن يغادر البرّية ليعين الآخرين جائلاً في الدنيا ساخراً، بعون المسيح. ظنّ يوحنّا أنّ سمعان ضحيّة وهم شيطانيّ، لذلك نصحه وذكرّه بالوعد الذي قطعاه، ألا يفترقا البتّة. ولمّا لم تصمد حجّة في وجه تصميم سمعان، فهم يوحنّا أن في الأمر إلهامًا إلهيًّا، فتركه يذهب. وتوجه سمعان الى القدس ثم أنطلق الى حمص ونسك التباله من اجل المسيح، على ما فيه من مخاطر، وخدم لدى خمّار عامله بخشونة في البدء، وعاش رجل الله سمعان في قلب المدينة بلا هوى. وكانت له موهبة الإمساك فصار يقضي فترة الصوم الكبير لا يأكل خلالها شيئا.

وذات يوم ، أخذ يلقي الحجارة على المارّة الذين ارادوا أن يدخلوا شارعا اجتمعت فيه الأرواح الخبيثة لئلا يهلك احد منهم، وعناية القديس المتباله شملت الجميع خصوصا الممسوسين الذين شفى منهم بصلاته عددا كبيرا، بعدما تظاهر انه مثلهم، هذا ولم يكن سمعان يكّلم بتعقّل إلا الشماس يوحنا الذي أبرأ ابنه وخلصه من تهمة افتراء بالقتل. وقبل يومين من مغادرته الى ربّه روى للشماس قصة حياته ونصحه في عدم الدنو من الهيكل المقدّس، وفي قلبه افكار سيئة ضد أحد.

ولم يشأ ان يكون موضع إعجاب أحد بموته لذلك اندسّ تحت كومة خشب ليحمل القوم على الظّن أنه هلك سحقا بها. ولم يبال احد حتى بغسله وذهبوا ليواروه الثرى، دون شموع ولا تراتيل، في مقبرة الغرباء. فلمّا مرّوا ببيت صانع زجاج يهودي، كان سمعان قد هداه الى المسيح، سمع إنشادًا لم يكن ممكنا سماع مثله على الارض، يصدح به جمهور كبير على نحو غير منظور. وإذ أصابه الدهش تطلع من النافذة فرأى رجلين ينقلان جسد رجل الله، فهتف "مغبوط انت، أيها المجنون لأنك بحرمانك صحبة الإنشاد البشري، أنشدتك القوات السماوية" ثم نزل ودفنه بيديه.

 

تذكار أبوينا البارين سمعان المتباله لأجل المسيح، ويوحنا رفيقه (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد سمعان في مدينة الرها، من أعمال سوريا الشمالية، في أوائل القرن السادس للمسيح. وكان أبواه من ذوي المكانة العالية والغنى الوافر. لكن الفضائل المسيحيّة كانت اللآلىء الثمينة التي كانت تزيّن ذلك البيت الكريم. وعُني الوالدين بتربية إبنهما سمعان، وثقّفاه على الأخلاق العالية وعلّماه العلوم العصرية، فأضحى من الشبّان الذين يُشار إليهم بالبنان. وكان أهل وطنه يعقدون عليه أكبر الآمال. إلاّ أن نفسه كانت تصبو إلى أمجادٍ كبيرة، كانت لا تزال غامضة في عقله ولم يكن بعد قد تبيّنها.

ولمّا بدأ يستقل بحياته، ذهب مع رفاقه من أبناء وطنه، يريد زيارة الأماكن المقدّسة وحضور عيد رفع الصليب في أورشليم. وذهب برفقته صديق له يُدعى يوحنا، وكان على مثاله ذا فضيلة وثقافة وتقى. فتجوّلا معاً في الأراضي المقدّسة، فامتلأ قلبهما تعزيةً إلهيةً، وشوقاً أكبر إلى ممارسة الفضيلة، واقتفاء أثار المخلّص في حمل الصليب ومحبّة الآلام.

ثم قصدا البراري الأردنيّة، حيث كانت الحياة الرهبانية زاهية نامية، فراقت لهما تلك الحياة، وشعرا في داخلهما أن الله يدعوهما إلى تلك الحياة المسيحية الكاملة. فزهدا بالدنيا وعزما على خدمة الله في دير من تلك الأديار. فطرقا باب دير القديس جراسمس بقرب الأردن، وطلبا من الرئيس نيكن أن يقبلهما بين رهبانه. ففرح ذلك الرئيس القديس بهما، ورأى في دعوتهما روحاً سماوية ورغبة حقيقية، فقبلهما وجعلهما بين الميتدئين.

فسارا بخطى واسعة في طرق الكمال الإنجيلي. وكانا يجريان كفرسي رهان في ممارسة الفضائل الرهبانية، فكانا مثالاً حيّاً للطاعة، والتواضع، والتجرّد، وإماتة الحواس، وكثرة الصيام، والمواظبة على التأمّل والصلاة. فقطعا في مدّةٍ وجيزة شوطاً بعيداً في طريق القداسة الرهبانية.

ثم دفعهما روح الرب إلى حياة أكثر كمالاً وأشد إماتةً. فتركا ذلك الدير برضى مرشدهما ورئيسهما، وذهبا فتوغّلا في القفر، يعيشان عيشة النساك المتوّحدين في جوار البحر الميّت. فكانا يقتاتان من الحشائش القليلة التي تنبت في تلك الأراضي الكبريتية، ويقضيان الأيام ومعظم الليالي يشجّع الواحد لرفيقه في طريق الكمال، ويرتلان المزامير وتسابيح الرب. وبقيا مثابرين على تلك الحياة الملائكية مدّة تسع وعشرين سنة، حتى صارا إلى قمّة الكمال الرهباني، وكانا يسعدان بنعيم تلك الحياة الهادئة والخلوة الصامتة.

فقضت الحكمة الإلهية بأن يفترق ذانك الرفيقان بعد طول الوصال. ودعت نعمة الرب يوحنا ليبقى في القفار، وأوحت إلى سمعان بأن يعود إلى ضوضاء العالم وإلى جلبة المدن الصاخبة، ليكون للناس بركة ونعمة، ولكن ألهمته إلى طريق غريبة لم تألفها العقول. فأكمل يوحنا حياته متعبّداً لله في تلك القفار، ومات هناك موت القديسين الأبرار. أما سمعان فإنّه ترك البريّة الأردنية، وجاء فنزل في مدينة حمص الجميلة الكبيرة، الكثيرة الخيرات والشرور والبركات معاً. لأن الله كان قد أعدّ له هناك رسالة خاصة جاء ليقوم بتحقيقها.

جاء سمعان مدينة حمص، وكان قد تكمّل في القداسة والعلوم الروحيّة فوق ما كان عليه من الثقافة العالية العالمية. ولمّا كان الله قد دعاه ليكون رسولاً للمؤمنين في تلك المدينة الزاهرة، وطبيباً للنفوس والأجساد معاً، خاف على ضياع ما كان قد اكتسبه بشق النفس في حياة القفر من فضيلة التواضع. فأراد أن لا يذهب ذلك الكنز الروحي هباءً منثوراً أمام إكرام الناس له وإعجابهم بعباداته وصيامته وسعة معارفه. فتظاهر بالبله، وأخذ يأتي أموراً غريبة مضحكة جعلت الناس تشفق عليه، وترثي لضعف عقله، وتنسب ما تراه فيه من طرق العبادة والإماتة إلى نقص في مداركه. فأخذ يطوف في الأزقّة ويرتاد الشوارع، وهو يركض ويرقص ويصيح وقهقه، حتى ثبت لدى الجميع أن هذا الراهب شارد العقل مأخوذ بخيالات غريبة.

أمّا هو فكان يقضي نهاره على تلك الحال، ويسهر الليالي ساجداً متعبّداً، غارقاً في بحر الصلوات العقلية، مقدّماً لله ضحية إحتقار الناس له وأشفاقهم عليه. فشرّفه الله بصنع العجائب وأعمال النبوءة، ولا سيّما بإخراج الشياطين من أجسام المؤمنين.

وتعوّد الناس حركاته، فكانوا يعتقدون أن تلك المعجزات إنّما كانت تحدث بطريق الإتفاق، أو أن الله كان يمنح المؤمنين بعض النعم بواسطة ذلك الأبله، وأن جنونه المستعذب الخفيف الظلّ كان يشفع فيه لدى العلّي ويجعله صاحب كرامة لديه. وهكذا أصبح ذلك القديس العظيم المتواضع، نهر نعم وبركات روحيّة، كما أن العاصي هو لها نهر خيرات وبركات أرضية.

وفتك الطاعون يوماً بمدينة حمص، وأهلك منها خلقاً كثيراً.فعلم سمعان بالوباء قبل حلوله، وصار ينظر إلى وجوه الناس ويعرف بإلهامٍ إلهي من سوف يموت بذلك المرض الوخيم. فكان كلّما شاهد إنساناً وعرف أن الطاعون سوف يفتك به، يقف ويسلّم عليه ويودّعه. ودخل مدرسةً وأخذ يتفرّس في وجوه التلاميذ، ويدل بأصبعه على من سوف يذهب ضحيّة ذلك الوباء القتّال، واحداً فواحداً. فلمّا ظهر الطاعون ذهب ضحيّته كثير من الناس، وأيضاً كل أولئك الذين كان سمعان قد حدّق بنظره فيهم وسلّم عليهم.

وهكذا كان سمعان معروفاً في مدينة حمص بالرجل الأبله. ولكنّه كان محبوباً لخفّة روحه وتنزهه عن مطلب مساعدة أحد أو إسعاف إنسان. أمّا في حياته الخاصة، فكان ذلك الناسك الورع المتعبّد الشديد على نفسه، الكثير الصلوات، الدائم الصيام. وكان يقتات بما يتصدّق به الناس عليه من فضلات غذائهم وبما يجمعه من الأعشاب في البراري الغنّاء المحدّقة بمدينة حمص الغنيّة. وكان أحياناً يقضي الأسبوع بكامله صائماً. وقضى في بعض السنين الصوم الأربعيني كلّه من غير أن يتناول شيئاً من الطعام. وكان يسكن كوخاً حقيراً وينام على التبن والقش المجفّف. وكان يقضي لياليه في ذلك الكوخ، راكعاً يصلّي ويتضرّع من أجل تلك المدينة الحمصية ومن أجل البشريّة جمعاء.

ولم يكن أحد عالماً بأمره وبسرّه سوى شمّاس كنيسة حمص الذي كان يمنحه سرّ القربان الأقدس. ولكنّ سمعان كان قد استحلفه أن لا يبوح بشيء لأحد ما دام هو في قيد الحياة. وهكذا عاش البار سمعان رسولاً كريماً محبّاً خدوماً، شافياً للأمراض، مقاوماً للشياطين، معدوداً بين الناس أبله. وذلك كلّه لأجل المسيح، ليكسر عنفوان الكبرياء ويبيد في قلبه كل عاطفةٍ تسعى وراء الشهرة والمجد الباطل.

وقد سبق الله وأعلمه بيوم وفاته. فاستعدّ لذلك اليوم بحرارة زائدة ومحبّة لله فائقة. ولمّا دنا أجله دخل مخدعه وتمدّد فوق التبن المفروش على الأرض، وجمع يديه على صدره ورفع عينيه إلى السماء، وأسلم نفسه الزكيّة بين يدي خالقه بكل هدوء وسلام.

وما كادت نفسه تطير إلى الأخدار العلوية حتى قام الشمّاس يوحنا يعلن أمام الجميع تلك القداسة المتسترة تحت برقع البلَه والجنون. فهرع الشعب إلى ذلك الكوخ الحقير يتبرّك من رفات ذلك القديس المجيد. فأجرى الله بواسطة جسده الطاهر عجائب كثيرة باهرة، كانت أسطع دليل على ما له لدى العليّ من الشفاعة والكرامة. وسوف يبقى هذا القديس البار مثالاً حيّاً للتجرّد وإيثار مجد الله على مجد الناس.

 

استشهاد القديس بروكوبيوس (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 303 م. (8 يولية) استشهد القديس بروكوبيوس. ولما توفي والده أخذت ثاؤدوسية ابنها وذهبت إلى إنطاكية وقدمت هدايا فاخرة إلى الملك دقلديانوس وطلبت منه ان يقلد ولدها ولاية إحدى المدن فقبل هديتها وأجاب طلبتها وعين ولدها واليًا لإحدى المدن وأوصاه بتعذيب المسيحيين وأعطاه أمرا بذلك فلما ابتعد قليلا عن إنطاكية سمع صوتا من العلاء يناديه باسمه ويذم فعله ويتهدده بالموت لأنه تجاسر وقبل أن يعمل ما يخالف أمر الله فقال له: "من أنت يا سيدي أسألك أن تريني ذاتك " فظهر له صليب من نور وسمع صوتا يقول له: "أنا يسوع ابن اله المصلوب بأورشليم " فخاف جدا وارتعب وعاد إلى بيت شان وعمل له صليبا من ذهب علي مثال الصليب الذي ظهر له.

وحدث له وهو في طريقه إلى الإسكندرية أن هجم عليه بعض العرب لسلب ما ليديه. فتغلب عليهم بالصليب الذي معه وعندئذ قال لأمه: "الآن يجب عليك أن تقدم الضحية ليسوع المسيح الذي عضدني بقوة صليبه " فلما سمعت أمه هذا الكلام غضبت وأرسلت إلى دقلديانوس تعلمه بذلك. فأرسل إلى والي قيصرية فلسطين أن يتحقق هذا الأمر ويتولي تعذيبه. فلما استحضره الوالي واعترف بالمسيح ضربه ضربا موجعا حتى أشرف علي الموت ثم زجه في السجن. فظهر له السيد المسيح محاطا بملائكته ثم حله من وثاقه وشفاه من جراحه. وفي الصباح سأل عنه الوالي فقيل له انهم وجدوه مفكوكا سليما. فاستحضره إلى بيت الأصنام حيث كان قاصدا إلى هناك ليصلي. فلما حضر القديس ورآه الجميع صحيحا تعجبوا كلهم ونادوا باسم المسيح قائلين: "نحن مسيحيون مؤمنون باله بروكوبيوس " وكان بينهم أميران واثنتا عشرة امرأة وثاؤدوسية أمه فضربت أعناقهم جميعا ونالوا إكليل الشهادة. وكان ذلك في اليوم السادس من شهر أبيب وأمر الوالي بإعادة القديس إلى السجن لينظر في أمره وبعد ثلاثة أيام استحضره وقال له: "أنا أبقيتك هذه المدة لترجع إلى عقلك وترحم ذاتك وتقدم الضحية للآلهة " فأجابه القديس: "ان السيد المسيح هو وحده الإله الحقيقي، أما هذه التماثيل المصنوعة من الحجارة والأخشاب فليست آلهة وهي لا تضر ولا تنفع " فغضب الأمير وأمر أن يشق جنباه بالسيف فمد سياف اسمه ارشلاؤس يده بالسيف فيبست للحال وسقط ميتا فأمر الوالي بطعنه بالسكاكين ووضع الخل في مكان الطعنات. ثم سحبوه من رجليه إلى السجن فمكث فيه ثلاثة أيام والأمير حائر في أمر تعذيبه. ثم ألقاه في حفرة بها نار. فنجاه الرب ولم ينله أذى وأخيرا أمر الأمير بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة القديس مكاريوس الاسكندرى اب القلالى

في مثل هذا اليوم نياحة القديس مكاريوس الاسكندرى اب القلالى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة البابا بطرس الخامس الـ"83" 

في مثل هذا اليوم من سنة 1064 ش. (8 يولية سنة 1348 م.) تنيح البابا بطرس الخامس البطريرك آل 83 وكان يعرف ببطرس بن داود وهو من دير أبي مقار وكان قسا بدير شهران وتولي الكرسي في 6 طوبة سنة 1056 ش. (2 يناير سنة 1340 م.) وكانت أيام رئاسته كلها أمن وسلام وتنيح بعد أن أقام علي الكرسي ثماني سنوات وستة أشهر وستة أيام ودفن بمصر القديمة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.