قدّيسو اليوم: 19 نيسان 2017
ولمّا تفرق الرسل وذهبوا للتبشير، أقيم الشماس طيمون معلماً في حلب. فبشر فيها أولاً، خادما كنيستها. ثم استأنف عمله، حتى بلغ قورنثيه فخدم كنيستها ايضاً. وهناك قام عليه اليهود الحسّاد واليونان مضطهدو اسم المسيح، فأسلموه للعذاب: طرحوه أولاً في النار فلم تؤذه. ثم أماتوه مصلوباً فنال اكليل الشهادة نحو أواخر القرن الاول للميلاد ودفن في قورنثيه بكل اكرام. صلاته معنا. آمين!
القدّيس بفنوتيوس الشهيد في الكهنة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ليست المعلومات بشأنه واضحة. ذكره وارد في بعض السنكسارات دون سواها. ثمة من يقول أنه قضى عمره في أورشليم وأنه رقد بسلام. كان أسقًا وتعرّض للتعذيب من قبل
الوثنيين ثم جرى قطع رأسه. يقال أنه خلال اضطهاد مكرمي الإيقونات أعان في وضع حدّ للهرطقة التي أقلقت الكنيسة يومذاك.
تذكار القديس بفنوتيوس المعترف (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان بفنوتيوس من صعيد مصر، وعشق الفضيلة والتقى منذ حداثته. ولمّا بلغ أشدّه ترك الدنيا وصعد إلى صحاري ثيبة، إلى القديس أنطونيوس أبي الرهبان، فتتلمذ له وأخذ عنه في وقت قصير أعظم قواعد الحياة النسكيّة. فكان مثالاً لغيره بطاعته وتقواه وتجرّده عن رأيه، وكثرة صياماته، وحبّه للصمت، ومثابرته على مواصلة الصلاة العقليّة، حتى وصل إلى درجة سامية من الكمال المسيحي. وكان الرقيب الشديد على نفسه ليقوّم نقائصها ويقودها يوماً فيوماً إلى قمّة الجبل المقدّس. وامتاز بفطنته وسعة صدره ومحبّته للقريب وعطفه على البائس المسكين. فكان القديس أنطونيوس يجلّه كثيراً ويعود في كثير من الأمور إلى رأيه.
وطلب الأساقفة من القديس أنطونيوس راهباً فاضلاً ليقيموه أسقفاً على إحدى مدن مصر العليا. فاختار لهم تلميذ بفنوتيوس، وقدّمه لهم كرجل مكمّل بالفضيلة الصحيحة والعقل الثاقب والحكمة اللازمة لإدارة الشعوب. فأقاموه أسقفاً رغم ممانعته وتضرّعاته، لأنّه كان يؤثّر حياة العزلة والطاعة على حياة الضوضاء والأوامر.
لكنّه ما كاد يتسلّم عصا الرعاية حتى لمع بأبهى الفضائل الأسقفيّة. فكان المعلّم والمرشد والأب العطوف والمحسن إلى الفقراء. فازداد الإيمان المسيحي بواسطته إنتشاراً في بلاد الصعيد، وتعلّق الشعب براعيه، وأزهرت الفضائل المسيحيّة في تلك الأبرشيّة. ولمّا ثارت زوبعة الإضطهاد على المسيحيين من قبل ذيوكلسيانس ومكسميانس كان المؤمنين هناك على أهبّة واستعداد، فتلقّوها بصدور مفتوحة وشجاعة فائقة، وسفكوا دماءهم من أجل المسيح. وفي هذا أيضاً كان بفنوتيوس لهم مثالاً وقدوةً وتثبيتاً، لأن موجة الإضطهاد إجتاحه فجرفته. فقُبض عليه وأُتي به أمام الولاة، فاعترف بالمسيح بجرأة. فحكموا عليه بالأشغال الشاقة وأرسلوه إلى المحاجر المصريّة للشغل في حفر المعادن. وكانت الأشغال إذ ذاك لا تطاق في تلك المناطق المصريّة المحرقة.
ولمّا رأى المؤمنون أن راعيهم حمل المعول ولبس ثوب العملة، صاروا يُقدمون على العذاب والموت بحميّة وفرح. وكثر عدد المشتغلين في المعادن من المسيحيين.
فتحوّلت تلك الصحاري المجدبة والمحاجر الصعبة والأماكن التي لم تكن تسمع سوى أنّات الأشقياء المعذبين ولعنات أولئك المجرمين، إلى معابد كبرى تتصاعد منها أصوات التسابيح ونغمات النشائد نحو المخلّص الذي من أجل صليبه كانوا يتألّمون ويجاهدون.
وبقي الأسقف بفنوتيوس في ذلك العذاب سنين طويلة، وفقد هناك عينه الواحدة وهو مستسلم لإرادة المولى، يشجّع المسيحيين المحكوم عليهم معه بتلك الأشغال الشاقة، إلى أن منَّ الله على الكنيسة بالسلام، بإرتقاء الملك قسطنطين إلى عرشه المملكة الرومانيّة. فأعاد الملك المسيحي جميع المبعدين إلى أوطانهم. فعاد بفنوتيوس إلى رعيّته، فاستقبله بسيول من دموع القرح.
ولمّا انعقد المجمع المسكوني الأول في نيقية، برئاسة قسطنطين الملك الشرفيّة، ذهب بفنوتيوس إليه. فلمّا رآه الملك وآباء المجمع بعين واحدة، وعلموا أن الثانية سقطت في محاجر صحراء الصعيد أيام الإضطهاد، حوّطوه بكل مظاهر الإحترام والإجلال. وكان بفنوتيوس في المجمع من رجال الإمام في الدفاع عن ألوهيّة المسيح، وفي وضع قوانين التهذيب الكنسي. ولمّا كان ذا فطنة كبرى ورحمة واسعة، وقف، وهو الأسقف الراهب البتول، يدافع في المجمع عن الأساقفة المتزوّجين لمّا قام بعض الآباء يطلبون وضع قرار به يمنعون الأساقفة المتزوجين عن زوجاتهم. وكان رأيه هو المسموع والمعمول به. وانتصرت المحبّة الأخويّة وقتئذٍ أيضاً.
وعاد بفنوتيوس إلى رعيّته، يسوسها بحكمته ويقيها أخطار الهرطقات وسموم البدع بمواعظه. ورقد بالرب بعد شيخوخة صالحة مملوءاً نعمةً وأجوراً سماويّة.
وفي مثل هذا اليوم ايضاً: البار يوحنّا قس المنسك القديم
لم يحفظ لنا التاريخ ذكر أعمال هذا الكاهن الراهب القديس. ألاّ أن ما نقرأه في كتب الميناون يدلّنا على أنّه كان من أسرة شريفة غنيّة، وأنّه زهد في الدنيا وأتبع طرق الكمال الرهباني، وصار إلى درجة سامية من القداسة، مزدرياً بأباطيل الدنيا وخداع نعيمها ومخصّصاً حياته لخدمة الله في المنسك القديم، وهو المنسك الذي كان القديس خريطن قد أنشأه بقرب أورشليم.
فهو واحد من طغمة أبناء الأشراف الذين، على مثال يوحنّا الكوخي وبندكتس وغيرهم، أغضوا عن الدنيا وعظمتها ومسرّاتها، ليتبعوا المسيح في طريق الصليب: "من أراد أن يتبعني فليكفر ويحمل صليبه ويتبعني".
نياحة القديسة ثيؤدورة(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الطاهرة الأم ثاؤذورا. هذه القديسة كانت ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية المسيحيين. فأحبا أن يزوجاها فأحضر لها الكثير من الحلي والملابس الغالية. فلم تقبل هذه القديسة ذلك لأنها كانت تميل بقلبها إلى عبادة الله والجهاد من أجل اسمه. وباعت كل ما أحضره لها والداها وفرقت منه علي المساكين ثم بنت كنيسة خارج الإسكندرية من الجهة الغربية وبعد ذلك قصدت الأب القديس اثناسيوس الرسولي (في القرن الرابع المسيحي) فقص شعرها ورهبنها خارج الإسكندرية فتنسكت نسكا زائدا وجاهدت جهادا روحيا حتى استحقت أن تنظر الإعلانات الإلهية, أن تميز الملائكة من الشياطين وتعرف الأفكار وكان البابا أثناسيوس يفتقدها كثيرًا بتعاليمه حتى أنه لما نفي كان يكاتبها من منفاه بالعظات المفيدة فثبتت في جهادها إلى آخر أيامها وعاصرت خمسة بطاركة وهم الكسندروس وأثناسيوس وبطرس وتيموثاؤس وثاؤفيلس. وقد وضعت أقوالا كثيرة نافعة بعضها بالنعمة التي كانت فيها والبعض الأخر مما تعلمته من أولئك الآباء وسئلت مرة " إذا تحدث إنسان مع آخر حديثا رديئا هل يقول له: اسكت أو ينتهره أو يميل عنه بسمعه؟ " فأجابت قائلة: "كما أنك إذا وضعت أمامك أطعمة كثيرة جيدة وردية لا يمكنك أن تقول لواضعها ارفع هذا أو ذاك لأنه مضر بي. بل تتركها وتأكل ما يطيب لنفسك. هكذا لا يجب أن يقال شيء لمن يحادث غيره بحديث رديء بل يكفي الإنسان أن لا يدع سمعه يتلذذ بما سمع. " وسئلت أيضا: بماذا يغلب الإنسان عدوه الشيطان؟ " فقالت " بالصوم والصلاة والأتساع " ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام بالغة من العمر مائة سنة. صلاتها تكون معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار انبا يوحنا اسقف غزة
في هذا اليوم تذكار نياحة أنبا يوحنا أسقف غزة، شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.