دينيّة
18 آب 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 18 آب 2017

تذكار رسالة أبجر الملك الى السيد المسيح (بحسب الكنيسة المارونية) قيل ان أبجر كان ملكاً على مدينة الرها. سمع بالآيات التي كان يصنعها السيد المسيح في اورشليم. وبما انه كان مريضاً، كتب الى المسيح رسالة بها يستدعيه اليه. ومضمون الرسالة ما سمع من معجزاته. لذلك اعترف أبجر بالمسيح وآمن انه ابن الله نزل من السماء. وختم رسالته هذه بقوله للمسيح:" لهذا ادعوك ان تأتي وتشفي ما بي من الامراض. وانا اقدم لك مدينتي، فهلم اسكن معي، تأمن شر اليهود الذين يريدون قتلك".

 

فأجابه السيد المسيح، قال: "طوبى لك، يا أبجر الملك، لانك آمنت بي قبل ان تراني فاستحققت الحياة الابدية. الا انه يجب علي ان اكمل الاعمال التي لاجلها أرسلت، ثم ارجع الى الذي ارسلني، وعليه لا يمكنني المجيء اليك. فأعدك بأني، بعد صعودي، ارسل اليك احد تلاميذي فيشفيك ويمنحك الحياة ولمن كان مثلك. اما مدينتك فلتكن مباركة لك وفائزة بالنصر".

وكان الملك أبجر قد طلب من رسوله حنانياس المصّور ان يأتيه بصورة السيد المسيح اذا تعذر مجيئه اليه. فأعطى المسيح حنانياس الرسول صورة وجهه مرسومة على منديل نشف به وجهه وهي غير مصنوعة بيد بشرية. فجاء بها حنانياس الى ملكه، فشفي هذا من مجرد لمسه اياها وكانت محفوظة باكرام اجيالاً طويلة في مدينة الرها، يقدم لها المؤمنون الاكرام ويشفون بواسطتها من امراضهم. وقد انقذت مراراً مدينة الرها من الاعداء. وذكرها بعض الآباء القديسين، كيوحنا الدمشقي وغيره، بمحاماتهم عن تكريم الايقونات. ثم نقلت هذه الصورة بأمر الملك رومانوس الى مدينة القسطنطينية وبقيت مكرمة في كنيستها الكبرى آجيا صوفيا حتى سنة 944. ومنها الى كنيسة " هوذا الرجل" وبعد ذلك باجيال نُقلت الى روما وهي الآن محفوظة بكل اكرام في دير القديس سلفستروس.

اما ارسال هذه الصورة مع الرسالة الى أبجر الملك، فكان نحو السنة الحادية والثلاثين للمسيح. وفي السنة 43 ذهب الرسول تادي الى الرها وبشّرَ فيها وعمّدَ الملك وأهل مدينته. جعلنا الله رسلاً لانجيله. آمين.

 

 الشهيدان فلورس ولورس (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ولد الأخوان الشقيقان في أوائل القرن الثاني في بلاد الأليريكون، وكانت مهنتهما تحت الرخام والحجارة، وعرفا ببساطة عيشهما بعد أن تركا مسقط رأسيهما وأتيا مدينة بيزنطية حيث عملا في مشغل لإثنين من المسيحيين أيضًا يدعيان بركلس ومكسيموس. ولمّا ثار الإضطهاد على المسيحيين في أواسط القرن الثاني قُبض على بركلس ومكسيموس وعُذّبا عذاباً شديداً حتى سفكت دماؤهما. فلمّا رأى الأخوان الشقيقان فلورس ولورس ذلك تركا مدينة بيزنطية وعادا إلى بلادهما. لكن الإضطهاد أخذ يشتد يوماً بعد يوم... فتقدّم يوماً إليهما رجل يدعى ليكينيوس وكان متعهّد الوالي في أراضيه الواسعة وطلب إليهما أن يشتغلا في معبد للأصنام فلم يقبلا، ولمّا علم ليكينيوس بذلك رفع الأمر إلى الوالي فأمر بالقبض عليهما. وقادوهما إلى دار الولاية وحكم عليهما بالموت فرميا في بئر عميقة وسدّ عليهما باب البئر فماتنا إختناقاً وجوعاً وكان ذلك بعد منتصف القرن الثاني.

 

القديس البار أرسانيوس الجديد باروس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)‏

من والدين تقيين في يوانينا. تيتم في سن التاسعة. أخذه إليه راهب كاهن اسمه غريغوريوس، مدير مدرسة كيدونيا في آسيا الصغرى. بعد خمس سنوات من الدراسة التصق بأحد أبرز الآباء الروحيين في زمانه، دانيال زاغورا.

قرر دانيال الاعتزال في جبل آثوس. رجاه تلميذه الشاب الصغير أن يأخذه معه. نما بسرعة في فضيلة قطع المشيئة والتواضع والطاعة. ترهب واتخذ اسم أرسانيوس. بعد ست سنوات غادر الرجلان الجبل المقدس بسبب الاضطرابات والخلافات التي تزامنت والجدل المستعر في شأن الكوليفا والمناولة المتواترة. هذا الاضطهاد الذي لحق بالمدافعين عن التقاليد الرسولية تحول خيراً لهم، فإنهم إذ نُفوا إلى مناطق مختلفة من اليونان، لاسيما إلى الجزر، كانوا سبباً لصحوة روحية بين الناس لا زال أثرها محسوساً إلى اليوم.

أقام قديسنا، أولاً، في دير بندلي في أتيكا. وإذ كانت الثورة على وشك أن تندلع وتوقع دانيال أن يُخرب العثمانيون الدير، لجأا إلى أرخبيل السيكلاديس. في باروس استقبلهما فيلوثاوس، رئيس دير لونغوفاردا، استقبالاً أخوياً وأرسلهما إلى داعية مشهور هو كيرلس بابادوبولوس المقيم في دير القديس أنطونيوس مع رهبان آثوسيين من فريق الكوليفاديس. بناء لطلب سكان جزيرة فوليغاندروس الذين رغبوا في أن يكون لهم تعليم أساسي، جرت سيامة أرسانيوس شماساً وعين مدرساً. لم تكن مهمته محدودة بتعليم اليونانية بل سعى، بخاصة، لأن يبعث في نفوس تلامذته احترام وصايا الله ومحبة الفضيلة. كان دانيال يعرف الكبار وأرسانيوس يعلم الأولاد. بنتيجة ذلك تغيرت أخلاق الشعب بسرعة وبلغوا مستوى مرموقاً من السمو الأخلاقي. لم يمض على ذلك وقت طويل حتى شعر دانيال بدنو أجله فأوصى تلميذه بأن ينقل جسده إلى الجبل المقدس وأن يقضي بقية أيامه في الهدوئية ليتهيأ للقائه في أورشليم السماوية.

تيتم أرسانيوس من جديد لكنه أبحر إلى آثوس. في طرقه عرج على باروس لتحية الأب فيلوثاوس والتبرك من ضريح الأب كيرلس الذي رقد حديثاً في الدير الصغير للقديس جاورجيوس. هناك، نزولاً عند رغبة تلاميذ الأب الراقد، قرر أن يبقى في الدير. سلك على نحو يليق بأرسانيوس الكبير: لا يأكل إلا قليلاً ليستمر في العيش. لا ينام سوى ثلاث ساعات ليلاً. يصلي بقية وقته. تقدمه في فن النسك أثار الإعجاب. سيم كاهناً وعين معرفاً من قبل متروبوليت السيكلاديس. دعته العناية الإلهية إلى تعليم الشعب. كان يؤثر أن تسبق أعماله أقواله بحيث يكون مثالاً إنجيلياً طيباً. حين كان يقف  أمام المذبح كان يشبه ملاكاً متلألئاً وتُحدث دموعه نخس قلب في نفوس جميع الحاضرين. مثل هذه الفضائل كان يجتذب إليه، ليعترفوا لديه، لا فقط مسيحي باروس بل مسيحي جزر أخرى وغير مدن يونانية وكذلك رهبان جبل آثوس وغير أديرة. كان يستقبلهم بمحبة ويعين لهم، بتمييز، الأدوية المناسبة لأدوائهم الروحية. إثر وفاة رئيس الدير اختاره الرهبان، بالإجماع، خلفاً له. لكن رأى القديس أن هذه المهمة تعيق عمله الرعائي فاستقال وانصرف للصلاة وقبول الاعترافات. كان أباً روحياً لأديرة لونغوفاردا والقديس جاورجيوس والتجلي. وحين كان ينتقل من دير إلى دير، على بغلة، كان يغطي وجهه بالكوكوليون أي بغطاء الرأس الذي يرمز إلى التكريس لله. الغرض من ذلك أنه لم يشأ أن يسهو عن صلاته المتواصلة.

بالإضافة إلى المشاق النسكية الإرادية التي تكبدها، واجه أرسانيوس صعوبات مع بعض أعيان الجزيرة ومع المتروبوليت نفسه الذي أوقفه مؤقتاً عن مهامه الكهنوتية. لكنه سُر بأتعابه كالرسول بولس (2كو4:7) وجعل يصلي من أجل أعدائه. كذلك عانى الضيقات والانقسامات بين راهبات دير التجلي. ولما لم تلق تحذيراته آذاناً صاغية فيهن قرر أن يغادرهن. في الطريق التقى العظيم في الشهداء جاورجيوس الذي حثه على حمل خطايا وأهواء أبنائه الروحيين كما يحمل المسيح خطايا العالمين. عاد أرسانيوس إلى الدير. كان لجزيرة باروس حضوراً حقيقياً لله، يضع حداً للجفاف بصلاته ويحمي السكان من هجمات الشياطين. بعد عجائب عدة جرت بيديه أبرزها هداية أعداد من الخطأة، رقد بسلام في الرب في 31 كانون الثاني سنة 1877م. أكرمه السكان قديساً بصورة عفوية بعد رقاده. جرى إعلان قداسته رسمياً، من قبل بطريرك القسطنطينية، خلال العام 1967، بفضل جهود الأب فيلوثاوس زرفاغوس (+1979م) رئيس دير لونغوفاردا.

 

تذكار القديسين الشهيدين فلورس ولفرس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ القديسين الشهيدين فلورس ولَفرُس كانا أخوين شقيقين من بلاد الأليريكون، وكانت صنعتهما تحت الرخام والحجارة، وكانا يعيشان بكل بساطة وقناعة من عمل ايديهما. وكانا قد هجرا مسقط رأسهما وأتيا مدينة بيزنطية، في القرن الثاني للمسيح، ودخلا في معمل لإثنين من المسيحيين يدعيان بركلس ومكسيمس، وقاما يشتغلان عندهما كصانعين بكل إخلاص وأمانة.

فلمّا ثار الإضطهاد على المسيحيين في أواسط القرن الثاني للمسيح، قُبض على بركلس ومكسيمس وعذّبا كثيراً، وأخيراً سفكا دماءهما لأجل المسيح. فلمّا رأى فلورس  ولفرس ذلك، تركا مدينة بيزنطية وعادا إلى بلادهما يتعاطيان مهنتهما كجاري عادتها. وأخذ الإضطهاد يشتدُّ يوماً فيوماً، وغاصت الدنيا في دماء المسيحيين. فتحرّكت عواطف الإيمان في قلب الأخوين، وكانا يتشوّقان إلى سفك دمائهما هما أيضًا لأجل المسيح أسوةً بأخوانها.

فتقدّم إليهما يوماً رجل يُدعى لكينيوس، وكان متعهّداً أشغال الوالي في أراضيه الواسعة، وطلب إليهما أن يشتغلا في معبدٍ للأصنام في تلك الأملاك. فما كان من الأخوين إلاّ أن انقضّا على أصنام المعبد وحطّماها ونثرا كسرَها وبعثراها. فلمّا علم لكينيوس بذلك جُن جنونه، وخاف على نفسه شر عاقبة ذلك العمل، فرفع الأمر إلى الوالي، فأمر بالقبض على الأخوين. فقبض عليهما الجنود وكبّلوهما بالسلاسل، وقادوهما إلى دار الولاية. فسألها الوالي كيف تجاسرا وأقدما على فعلهما الفظيع، فاعترفا أن المسيح هو وحده الإله الحقيقي، وأن الصنم هو صخر أصم، وهو لا شيء. فاستشاط الوالي غضباً وحكم عليهما بالموت. فرُميا في بئر عميقة وتُركا هناك وسُدّ عليهما باب البئر. فماتا جوعاً، وظفرا بإكليل المجد المعد للشهداء الظافرين.

إنّ الشجاعة في الإيمان والتمسّك بأهدابه، واحتقار أباطيل الدنيا حبّا للمسيح، ليست وقفاً على الكهنة والرهبان وأهل العلم والعرفان، إنّما هي فضائل لمعت أيضًا في جماهير المتزوجين والمتزوجات، وأهل المدن وأهل القرى، وأصحاب الحرف الرفيعة والصناعات الوضيعة. لأن المسيح هو رب الجميع، وروحه القدوس يقوّي ويقدّس الجميع. وقد امتلأت الأخدار السماوية الخالدة من جموع القديسين، من كل منزلة وكل رتبة، من جميع الأعمار ومن مختلف القطار، على ممر الأجيال.

 

التذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

فى مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار رئيس جند السماء الملاك الجليل ميخائيل الشفيع في جنس البشر. شفاعته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: تملك الملك قسطنطين الكبير

في هذا اليوم تذكار جلوس الإمبراطور البار قسطنطين الكبير علي عرش رومية وذلك أنه لما ملك علي بريطانيا عوض أبيه قسطنديوس خلوروس سنة 306 م. أبطل المظالم من سائر المملكة فانتشر عدله وذاع صيته في سائر البلاد. فأرسل إليه عظماء رومية طالبين منه أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس قيصر. فرثي لمصابهم وظل يفكر في كيفية إنقاذهم فظهرت له علامة الصليب فاعتصم بها ومضي لمحارة مكسيميانوس فهزمه، وأثناء تقهقره سقط به جسر نهر التيبر فغرق مع عسكره ومات شر ميته وكان ذلك في السنة السابعة من ملك قسطنطين ولما دخل الإمبراطور قسطنطين رومية استقبله عظماؤها وجميع سكانها باحتفال كبير وسرور زائد وعيدوا لانتصاره سبعة أيام وتقدم شعراء رومية وخطباؤها يمدحون الصليب الكريم وينعتونه بخلاص مدينتهم والمؤيد لملكهم. أما كيفية ظهور الصليب له وتغلبه به عليمكسيمانوس فقد كتب في خبر نياحة هذا الإمبراطور البار تحت اليوم الثامن والعشرين من شهر برمهات.

ولربنا المجد دائما. آمين.