دينيّة
11 أيلول 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 11 أيلول 2017

تذكار القديسة تاودورا (بحسب الكنيسة المارونية) ولدت تاودورا، في الاسكندرية في اوائل القرن الخامس، من ابوين مسيحيين غنيين، وكانت تقية، بديعة الجمال. فاقترنت بشاب شريف، تقي مثلها. وعاشت معه بالقداسة والمحبة المسيحية الصادقة، غير ان عدو الخير قاد احد الشبان الى الهيام بحبها. فأخذ يراسلها ويراودها عن نفسها، فرفضت اولاً وأبت مطاوعته، لكنها انخدعت اخيراً وسقطت معه بالخطيئة. وما لبثت ان فاقت من غفلتها وظهرت لها فظاعة خيانتها الزوجية ومخالفتها شريعة الله، فندمت ندامة صارمة كادت تودي بها الى قطع الرجاء لولا ايمانها الراسخ، ويروى ان رغبتها في التكفير عن خطيئتها دفعتها الى اقصى مدى حتى تركت بيتها، خفية عن زوجها، وهجرت العالم. وارتدت ملابس الرجال، وانتحلت اسم تاودوروس ودخلت احد الاديار هناك. وعكفت على التأمل والصلاة وممارسة اقسى التقشفات حتى امتازت بفضائلها ومنحها الله صنع المعجزات.

 

فأرسلها الرئيس، مرة بمهمة خارج الدير، فالتقت بها احدى البنات الشاردات، فراودتها عن نفسها، فنفرت تاودورا منها ووبختها على عملها. فما كان من هذه الابنة الاثيمة الا ان ألصقت بها التهمة الشنعاء وشكتها للرئيس، فاضطر ان يخرجها من الدير فلم تبرّئ نفسها، بل استسلمت لارادة الله وحملت عار التهمة وسكنت كوخاً قريباً من الدير واعتصمت بالصبر، مثابرةً على الصوم والصلاة.

ولما اتوها بالولد المظنون به ابنها قبلته واخذت تغذيه بما كان يجود عليها رعاة المواشي هناك، من حليب، وتربيه على خوف الله وحب الفضيلة. واستمرت على هذه الحال سبع سنوات، الى ان رأف الرئيس بها، وادخلها الدير مع الغلام. فأقامت في قلية منفردة، تواصل جهادها بممارسة الصلوات والتقشفات مدة سنتين، الى ان شعرت بدنو اجلها، فأخذت توصي ذلك الغلام بحفظ وصايا الله وبالسلوك الحسن بين الرهبان وبالطاعة للرئيس والبُعد عن اية خطيّة. ثم استودعته الله ورقدت بسلام سنة 480.

فجاء الرئيس والرهبان يصلون عليها، وما هموا بتجهيزها ودفنها حتى دهشوا إذ رأوها امرأة. فجثوا امام جثمانها يستغفرونها عما اساءوا اليها. وعلم زوجها فجاء يتفجع عليها بعد دفنها وطلب ان يتنسك في قليتها حيث عاش ومات بالقداسة. صلاتها معنا. آمين.

 

أمنا البارة ثيودورة الإسكندرية وزوجها البار بفنوتيوس(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

هذه كبيرة في القديسات لأنها كبيرة في الإيمان والتوبة والعشق الإلهي. ثيودورة شاهدة أنه ليس خطيئة بلا مغفرة إلا التي بلا توبة.

عاشت البارة ثيودورة في الإسكندرية في أيام الإمبراطور البيزنطي زينون (474 – 491). ويبدو أنها كانت بارعة الجمال، فاغترت بنفسها. ومع أنها تزوجت من شاب ورع اسمه بفنوتيوس فإن نفسها كانت تميل إلى الغواية ولفت الأنظار. وتعلّق بها أحد الشبان وراح يلاحقها بإصرار، وهي تمانعه ولا تمانعه حتى ظفر بها، فسقطت ثيودورة في مهاوي الخطيئة والزنى.

 وما أن استفاقت من دوار الشهوة وبانت الحقيقة لناظريها جلية، حتى استبد بها شعور بالذنب عظيم، وكادت تستسلم لليأس وتقتل نفسها لولا رحمة الله وإيمانها بالرب يسوع. فقامت، للحال، وتزيت بزي الرجال وقصت شعرها وشوهت وجهها وخرجت تطلب التكفير عن ذنبها.

طرقت باب دير للرجال في الجوار وطلبت أن يقبلوها كطالب رهبنة، فظنها رئيس الدير خصياً جاء يلتمس التوبة، فقبلها وألبسها ثوب الرهبان، فصارت تعرف باسم ثيودوروس.

 قضت ثيودورة في الدير سنتين كانت خلالهما راهباً مثالياً، تقبل بفرح أحط الأشغال التي تعين لها وتستغرق في الأتعاب والأصوام والأسهار والصلوات والدموع، لا تثني عن استعطاف الله بطلباتها، تلاشي الأهواء بالنسك، وتقمع اللذات بمواصلة الابتهال. كل هذا جعلها موضع إعجاب الأخوة وإكبارهم.

 وتحرك حسد الشيطان منها، فسلط عليها، بسماح من الله، امرأة سيئة السيرة ادعت أن الراهب ثيودوروس أوقع بها وإنها حملت منه. وما أن بلغ الخبر رئيس الدير حتى طردها فخرجت إلى كوخ في الجوار. ويقال إنها أخذت معها الطفل الذي اتهمت بأنها والده. في كل ذلك، لم تخرج كلمة واحدة من فم ثيودورة تدافع بها عن نفسها، لأنها اعتبرت أن الله سمح بذلك تكفيراً لها عن خطاياها.

بقيت ثيودورة منفيّة عن الدير سبع سنوات تجاهد جهاد الشهداء. تحتمل برد الشتاء القارص وحر الصيف اللاهب، تسلك في منتهى الفقر، وتواجه، ببأس، حيل العدو. كم من مرة تراءى لها زوجها يبحث عنها ممزّق القلب ملهوفاً، وحاول الشيطان أن يحرك عواطفها لتذهب إليه رحمة به ورأفة! كم من مرة صوّر لها الشيطان حياة النعيم في المدينة، بجانب زوجها، وحاول أن يكرّهها، بالمقابل، حياة النسك المرّة! كم من مرة حاول الشيطان أن يقنعها بأنها لم ترتكب خطيئة لأن كل الناس يعيشون هكذا! كل ذلك، وغيره الكثير، قاومته ثيودورة، بعنف، وحتى الأخير، فيما راحت تنشئ وليدها المزعوم على درب الفضيلة وكأنه عطية من الله وأمانة.

ثم بعد سبع سنوات، سمح لها رئيس الدير بأن تعود إلى الدير على أن تحيا في عزلة وانفراد، وهو ما شكرت الله عليه لأنها كانت قد اعتادت على حياة الخلوة.

 وضاعفت ثيودورة أسهارها وأصوامها وصلواتها مبدية طاعة وصبراً عجيبين. استمرت في ذلك سنتين ثم رقدت في الرب.

 وأقبل الرهبان ليصلوا على أخيهم ثيودوروس ويدفنوه فاكتشفوا أنه امرأة. إذ ذاك عرفوا مقدار قداستها وعظمة جهادها.

انتشر الخبر في كل مكان أن راهباً اسمه ثيودوروس توفي وأنه كان امرأة لا رجلاً. وسمع بفنوتيوس بذلك وتحرك قلبه فأسرع إلى الدير، وإذا به يكتشف أن ثيودوروس ما هو سوى ثيودورة حبيبته وزوجته. بكى بفنوتيوس طويلاً. ثم طلب من رئيس الدير أن يقبله في عداد رهبانه، فكان له ما أراد. ويقال إنه أقام في قلاية الراهب ثيودوروس (ثيودورة) إلى أن رقد، في الرب، رقود الأبرار القديسين.

ملاحظة : تعيد لها الكنيسة المارونية في نفس هذا اليوم .

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القدّيس مسرة (أوفروسينوس) الطباخ

إنسان قروي بسيط. جاء إلى أحد الأديرة فاستخدموه مساعداً للطباخ. كانوا يكلفونه بأقبح الأشغال المطبخية وكان  لبساطته، موضع استخفاف وتهكم فكان يحتمل سخرية الآخرين منه ويقابلهم بتعفف ووداعة لا يتزعزعان وحدث أن كاهنا في الدير اعتاد الصلاة إلى الله ليريه البركات التي يذخرها للذين يحبونه. وذات ليلة فيما كان هذا الكاهن نائماً، بدا له كأنه حُمل، في الحلم، إلى الفردوس، وأودع حديقة ممتلئة من أجمل الأشجار وأشهى الثمار. وفي وسط هذه الحديقة كان مسرة (أوفروسينوس) يأكل من هذه البركات ويفرح مع الملائكة. اقترب منه الكاهن وسأله: (أين نحن، هنا، يا أوفروسينوس ؟), فأجاب: (هذا هو موطن مختاري الله الذي طالما رغبت في معاينته. أما أنا فأقيم هنا بإحسان الله الذي شاء أن يغفر لي ذنوبي). فقال له الكاهن: (أبإمكاني أن آخذ معي بعض ثمار هذه الحديقة ؟). فتناول أوفروسينوس ثلاث تفاحات ووضعها في معطف الكاهن. في تلك اللحظة بالذات، صحا الكاهن من نومه على صوت الجرس يدعوه إلى صلاة السحر. وإذ كان ينفض عن عينيه غبار النوم ظانا انه خرج، لتوه، من حلم، أحس بأن في جيبه شيئا ثقيلاً، فمد يده، وإذا به يكتشف التفاحات الثلاث تفوح منها رائحة لم يسبق له أن شم مثلها من قبل.

أسرع الكاهن إلى الكنيسة فإذا به يرى أوفروسينوس واقفا في مكانه المعتاد، فأقترب منه وسأله أين كان في الليل، فقال له: في الدير، فأصر عليه إلى أن أجابه: (كنت في الحديقة حيث عاينت الخيرات التي يذخرها الله لمختاريه. لقد أراد الله أن يكشف لك هذا السر من خلالي، أنا غير المستحق). فنادى الكاهن الأخوة الرهبان وحدثهم عن حلمه وعن أوفروسينوس والتفاحات الثلاث وشرع يريهم إياها. والتهى الجميع يقلبون التفاحات ويشمونها ويصغون إلى الكاهن. ثم سأل احدهم أين هو أوفروسينوس الآن ؟ فبحثوا عنه فلم يجدوه). كان قد خرج، سرا، ليهرب من مجد الناس. ولم يعرف له، بعد ذلك، اثر.

 

تذكار أمّنا البارة ثاوذورة الإسكندرية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أنّ البارة ثاوذورة، أي هبة الله، هي المجدلية الثانية. ولسوف تبقى نظيرها مثالاً رائعاً للحب الصحيح والتكفير الصادق عن الذنوب التي استسلمت لها بدافع الضعف والطيش واندفاع الشباب.

كانت ثاوذورة من مدينة الإسكندرية العظيمة الزاهرة، وكانت من أسرة ذات حسب ونسب وأموال كثيرة وغنى وفير. وكانت فوق أصلها الشريف وثروتها الطائلة ذات جمال ساحر تزيّنه التقوى والفضيلة. فحامت حولها الأبصار وكل يريد أن يخطب ودّها. ففاز بها شاب يُدعى بفنونيوس، لم يكن دونها غنىً وثقافةً وفضيلة. فاقترنا بسرّ الزواج المقدّس، وراحا ينعمان كلاهما بالمحبّة الزوجيّة الصحيحة.

لكن عدو الخير عمل على تنغيص عيش ذينك الزوجين المسيحييّن. فألهب قلب أحد الشبّان بحب ثاوذورة، فراح هذا يسعى إليها بكل أساليب الإغواء والإغراء. فأصغت إلى كلامه وبادلته الحب. وما زال بها حتى استسلمت له وانقادت لشهواته، فخسرت عفافها وشرفها وطهارة حداثتها.

لكنّها ما كادت تسقط في تلك الهوّة السحيقة حتى تنبّهت فيها عواطف الإيمان، فاستفظعت خطيئتها واستعظمت خيانتها، وراحت تبكي فضيلتها الأولى وحياة العفاف الزوجي الذي كانت قد ألِفته، وشرف نفسها الذي فقدته. وكادت تستسلم للقنوط وتقتل نفسها، لو لم يكن إيمانها بالله قويّاً، وثقتها بالبتول الطاهرة النقيّة عظيمة. فما لبثت أن جمعت قواها وعزمت على أن تكفّر خطيئتها بلقي أيام حياتها.

وفي ذات يوم طلبها زوجها فلم يجدها. فبحث عنها فلم يقف لها على أثر. فكاد يذهب عقله حزناً لفرط حبّه لها وتعلّقه بها. فراح يبحث عنها في المدن والقرى المصرية وفي الأديار النسائية، فلم يجد من يهديه إليها.

أمّا هي فكانت قد شوّهت وجهها، وغيّرت ملابسها، وارتدت ثوب الرهبان وراحت تطرق باب دير للرجال، لتعيش بينهم وتضلّل كل من سار في طلبها.

فقبلها رئيس الدير وأقامها على الخدمة وفلاحة البساتين. فظهرت مثالاً حيّاً لكل الفضائل الرهبانية، بتقواها وطاعتها ووداعتها وممارستها لعيشة الفقر، ولا سيّما بإماتاتها وصياماتها وقهرها لنفسها. فرضي الرب بتلك المحرقة، وقبل توبتها، وزيّن نفسها بالنعم الفائقة، بل منحها موهبة صنع العجائب. فطار صيت ذلك الراهب القديس في البلاد، وصارت الناس تقصد ديره لتراه وتنال بركته.

فلمّا رأى الشيطان عدو كل خير أن تلك الحمامة البهيّة قد أفلتت من مخالبه، راح ينصب لها الشراك من كل جهة ليوقعها في فخاخه. فتسلّحت هي أيضًا بأسلحة النور، وقامت تصد هجماته العنيفة بالصلاة والإماتة والتواضع. فلم يستطع أن يقهرها. فتراءى لها مراراً بصورة زوجها ليحملها على ترك الدير والعودة إلى العالم وإلى مفاسده. فكانت تقابله بالإكثارمن إماتة حواسها.

فشدّ الشيطان عليها بتجربة فظيعة ظنّ أنّه يُغرق بها فضيلتها فتستسلم له من جديد. فسخر لذلك إمرأة عاهرة حاولت أن تجرّها إلى الخطيئة. ولمّا خابت مساعيها ذهبت إلى رئيس الدير وشكت إليه أن الراهب ثاوذورس إغتصبها وأنّها حملت منه. أمّ هي فآثرت أن تصمت وتحتمل ما لحقها من العار من جرّاء هذه الشكوى. فطُردت من الدير وأقامت في كوخ بجواره، تابعت فيه حياة النسك والصوم والصلاة ومناجاة الخالق ليل نهار. وبقيت على هذه الحال سبع سنوات، فرحة بأن تكفّر بذلك العذاب وذلك العار الظاهر ما سلف منها من الذنوب.

فلمّا رأى رئيس الدير توبتها وثباتها وعظم فضائلها سمح لها بالعودة إلى الدير على أن تلزم صومعتها، ولا تخالط الرهبان، بل تعيش عيشة العزلة والإنفراد. فرضيت بتلك الحياة وقنعت بها، بل كانت تؤثرها على غيرها، بسبب ما تعودته من حياة الخلوة والإنفراد.

وعاشت ثاوذورة بعد ذلك سنتين، قضتهما في بحرٍ من العذوبة الداخلية القلبية. لأن الله كان يصب في ذلك القلب الوديع المتواضع، المتألّم بصبر لأجل حبّه تعالى، غيث المواهب والتعزيات الروحيّة.

ولمّا رأى الرب يسوع، رب الخطأة وصديق المجدليّة، أن ثاوذورة قد تكلّمت بالنعمة، وأن جسدها قد بلي من كثرة الإماتات والصيامات، جاء مع صفوف المجدليات ونقلها إلى نعيمه السماوي، حيث لا خطيئة ولا شقاء، ولا دموع ولا إفتراء، بل نور ونعيم وسعادة إلى الأبد.

ماتت ثاوذورة، وأقبل الرهبان ليصلّوا على جثمان أخيهم المتوفّى ويواروه في التراب. ولكن يا للدهشة، ويا للندم، ويا لعواطف الإستغفار، لمّا وجدوا أن ذلك الأخ الراهب هو إمرأة. فعرفوا حينئذٍ مقدار قداستها، وأكبروا صبرها وتواضعها، ومجّدوا صمتها واحتمالها، وخرّوا حولها سجّداً يقبّلون قدميها ويتبرّكون منها. وشاع الخبر وانتشر، فدرى زوجها فأقبل يركض نحوها، وانطرح على جثّتها يذرف الدموع السخيّة عليها. فبكى كثيراً وابكى كل من حضر.

وبعد أن أودعوها لحدها على رجاء القيامة المجيدة، طلب زوجها إلى رئيس الدير بإلحاح ليقبله بين رهبانه، ففعل. فأقام ذلك الزوج الفاضل في الصومعة التي كانت تسكنها ثاوذورة، وبقي فيها إلى آخر أيام حياته، يمارس على مثالها أسمى الفضائل الرهبانية ومات موت الأبرار القديسين.

 

النيروز (رأس السنة القبطية للشهداء)(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

هذا اليوم هو رأس السنة القبطية المباركة. فلنحفظه يوما مقدسا بكل طهر ونقاوة، ولنبتعد عن الأعمال المرذولة، ولنبدأ سيرة جديدة مرضية. كما يقول الرسول بولس أن كل شيء قد تجدد بالمسيح. الأشياء القديمة قد مضت. هوذا أشياء جديدة قد صارت. وكل شئ هو من قبل الله. هذا الذي رضي عنا بالمسيح. وأعطانا خدمة المصالحة (2كوه: 17 و18) وقال اشعياء النبي "روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق (اش 61: 1)، وقال داود النبي "بارك رأس السنة بصلاحك. تمتلئ بقاعكم دسما (مز65: 11). فلنطلب من الرب أن يحفظنا بغير خطية ويساعدنا علي العمل بمرضاته. بشفاعة القديسة مريم العذراء وجميع الشهداء والقديسين. آمين..

وفي مثل هذا اليوم أيضًا : استشهاد القديس برثلوماوس الرسول

في هذا اليوم تذكار نياحة القديس برثلوماوس الرسول أحد التلاميذ الإثني عشر، وهو المدعو نثنائيل (أجمع غالبية المؤرخين علي أن برثلوماوس هو نثنائيل) وهو الذي قال له فيلبس الرسول "وقد وجدنا المسيح الذي كتب عنه موسى وذكرته الأنبياء وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة"، قال له "أمن الناصرة يخرج شيء صالح"؟ فقال له فيلبس "تعال وأنظر" وعندما قال عنه الرب "هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه" فانه لم يخضع للسيد المسيح وطلب الدليل علي مدحه بقوله للمخلص: "من أين تعرفني" فقال له "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت شجرة التين رأيتك" فتحقق حينئذ أنه عالم بالخفايا. وقال له: "أنت ربي والهي".

وقيل أنه كان قد قتل أنسانا في صباه اثر مشاجرة ودفنه تحت شجرة التين ولم يعلم به أحد وقيل انه وقت قتل الأطفال علي يد هيرودس خبأته أمه علي شجرة تين كانت في بيتها واستمرت ترضعه ليلا وتخفيه نهارا إلى أن هدأ الاضطهاد ولم تعلمه أمه بهذا الآمر حتى كبر وصار رجلا وهو متأكد أنه لم يعلم أحدا بذلك فلما أنبأه المخلص بذلك تحقق أنه الإله عالم الغيب فعند ذلك خضع للرب وتبعه وصار من جملة تلاميذه الاثني عشر.

وتظهر دعوته من القول الذي ورد عنه في (يو 1: 45 – 55)، ثم ورد في تاريخه أنه بعد حلول الروح القدس في يوم الخمسين والتكلم باللغات، كرز في بلاد الهند ثم ذهب إلي ليكاؤنبة بأرمينيا ثم ذهب إلى أسيا الصغرى مع القديس بطرس فدخلها بأن باع نفسه كعبد واشتغل في زراعة الكروم وكان كلما هيأ غصنا أثمر لوقته وقد عثر علي ورقة بردي باللغة الأثيوبية سنة 1907 م. محفوظة بالمتحف البريطاني بالعدد 660 – 24 بين خرائب دير بالقرب من أدفو من نصها (.. بيع برثلوماوس كعبد وعمل في مزرعة كرم.. الخ).

فمضى إلى هناك وبشر أهلها ودعاهم إلى معرفة الله، بعد أن أظهر لهم من الآيات والعجائب الباهرة ما أذهل عقولهم،وحدث أن مات ابن رئيس المدينة فأقامه الرسول من بين الأموات، وهناك أيضا فتح عيني أعمي وكذلك أقام صاحب الكرم الذي كان يعمل فيه عندما مات بعد أن لسعته حبة، فأمنوا كلهم وثبتهم على معرفة الله، وبنى لهم كنيسة وأقام عندهم ثلاثة أشهر ثم أمره السيد المسيح له المجد أن يمضى إلى بلاد البربر، وسير إليه اندراوس تلميذه لمساعدته، وكان أهل تلك المدينة أشرارا، فلم يقبلوا منهما أية ولا أعجوبة، ولم يزالا في تبشيرهم وتعليمهم حتى قبلوا الإيمان، وأطاعوا ودخلوا في دين المسيح، فأقاما لهم كهنة، وبنيا لهم كنائس، وانصرفا من عندهم، وقد كان حاضرا عندما صلب فيلبس الرسول في بلدة ايرابوليس ولما حصلت الزلزلة عند صلبه نجا برثولوماوس من أيدي الوثنيين ثم ذهب إلى بلاد الهند الشرقية ثم إلى بلاد اليمن وكان يحمل معه نسخة من إنجيل متي باللغة العبرية، ووتركها لهم، وقد وجدها العلامة بنتينوس عميد المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، عندما ذهب إلي هناك سنة 179 م. (أنظر سنكسار أول توت).

ثم رجع برثلوماوس إلى البلاد التي أرمينيا مناديا فيهم لمعرفة الله والإيمان بالسيد المسيح، وعلمهم أن يعملوا أعمالا تليق بالمسيحية، وكان يأمرهم بالطهارة والعفاف، فثار عليه كهنة الأوثان، وأمنت بسببه زوجة الملك أغريباس، فحنق عليه الملك وكهنة الأوثان وقالوا ان بقى هذا هنا فسوف يردنا كلنا للإيمان بالمسيح، وأمروا بسلخ جسده وبوضعه في كيس شعر ويملؤه رملا ويطرحوه في البحر، ففعلوا به ذلك، فكمل جهاده وسعيه ونال إكليل الشهادة وعثر المؤمنون على جسده فنقلوه إلى جزيرة "ليبارى" حيث ظل هناك حتى سنة 839 م، وبعدها نقل الرفات إلى روما حيث شيدت كنيسة علي اسمه في جزيرة "التيبر" ويعتبر شفيعا لأرمينيا،بعد استشهاده ظهرت منه معجزات ومنها ان امرأة بها مرض صعب منذ اثنتى عشر سنة أخذت بإيمان من تراب قبر القديس فعوفيت وأمنت، وكان بسبب ذلك ان أمن كثيرين من أهل المدينة، وكذلك الملك الذي تبرع بكثير من الذهب والفضة فبنى كنيسة على اسم القديس وعمل عيدا للقديس في أول توت، كما تعيد له الكنيسة القبطية في أول توت من كل عام صلاته وبركاته المقدسة تكون معنا، آمين..

وفي مثل هذا اليوم أيضًا : تذكار شفاء القديس أيوب الصديق. صلاته تكون معنا، آمين..

وفي مثل هذا اليوم أيضًا : نياحة البابا ميليوس "3" 

في مثل هذا اليوم من سنة 98 م. تنيح القديس ميليوس بابا الإسكندرية الثالث من مار مرقس. هذا القديس قدم في السنة الخامسة عشرة من ملك دومتيانوس بن اسباسيانوس ملك رومية. وذلك بعد صعود ربنا يسوع المسيح بخمس وخمسين سنة. فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وأقام على الكرسي المرقسي اثنتي عشرة سنة. وتنيح البابا ميليوس بسلام. صلاته تكون معنا آمين..

وفي مثل هذا اليوم أيضًا : نياحة البابا مرقس الخامس "98" 

تذكار نياحة البابا مرقس الخامس 98. صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائما أبديا آمين.