دينيّة
23 تشرين الثاني 2022, 08:00

قدّيس اليوم أعلن عن إيمانه في أحلك الظّروف، من هو؟

ريتا كرم
جريء جرأة كلّ مسيحيّ لم يَهَب السّيف وأعلن عن إيمانه في أحلك الظّروف وأشدّ الاضطهادات. واجه رأس السّلطة وناهض عبادة الأوثان وأظهر خرافاتها، دافع عن المسيحيّة ونشر تعاليمها. هو مار ساسين أسقف مدينة كوزيكس.

بوقفته الشّجاعة وكلامه الصّريح أغضب والي المدينة فأمر بتعذيبه بأبشع الطّرق. وبين تهشيم جسده وجلده وسجنه مقيّدًا بأغلال حديديّة، صبر وثبت في إيمانه إلى أن حلّت النّعمة مع الإمبراطور قسطنطين الكبير الّذي خلّص الكنيسة من الاضطهاد، فأطلق سبيل الأسقف وعاد مرفوع الرّأس إلى كرسيه. 
تابع الأسقف حياتة مدافعًا عن الحقّ، لا يجادل إلّا بالعقل مقدّمًا براهين عند الحاجة بخاصّة في بثّه تعليم المجمع النّيقاويّ المسكونيّ الأوّل الّذي شارك فيه سنة 325 م.
لم تكن نهاية الأسقف ساسين "ورديّة" لا بل أنرلت به أشدّ العذابات من عدوّ قسطنطين والمسيحيّين "غالايوس" فأسره ونكّل به إلى أن أسلم الرّوح شهيدًا معترفًا بعد قطع رأسه سنة 328 م.
وكم هي بحاجة كنيستنا اليوم إلى شهادة حيّة تعيش بيننا وتنطق بألسنة الحقّ والعدل؛ كم هم بحاجة الأبناء إلى من يُطهّر آذانهم من هرطقات العصر وبدعه وتعاليمه المزيّفة؛ كم نحن بحاجة إلى قدّيسين على مثال مار ساسين المعترف يقف بوجه السّيف ويصبر على شدّته ويثبت في مسيحه بالرّغم من كلّ شيء.
وفي عيد مار ساسين، نسأل الله أن نكون على مثاله معترفين بكلمته ونزرع بذورها في كلّ نفس نلتقيها وننادي بها من أعلى السّطوح لأنّه "يا ربّ، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك؟" (يو 6/68).