دينيّة
23 حزيران 2020, 07:00

"قدّيسة من عصرنا"... من هي؟

ريتا كرم
هي بطلة قصّة حقيقيّة، عاشت الفضائل المسيحيّة في عصرنا وتحدّت كلّ الظّروف وأقساها بإيمان وصبر وفرح، فاستحقّت أن تُفتح دعوى تقديسها بعد أقلّ من 5 سنوات على مفارقتها الحياة في 13 حزيران/ يونيو 2012، وأن يُقرّ مرسوم بابويّ يعلنها "خادمة الله"، في الثّاني من تموّز/ يوليو 2018، بعد نحو عام على رفع ملفّها إلى الفاتيكان- ويفتح المجال أمام التّحقيق في دعوى تقديسها.

 

هي الإيطاليّة كيارا كوربيلا، زوجة عاشقة لزوجها أوّلاً، وأمّ مضحيّة من أجل أبنائها ثانيًا، وتلميذة مخلصة ليسوعها ثالثًا.

تخبر القصّة عن تلك البطلة الّتي التقت بنصفها الآخر إنريكو بيتريلو، ببركة مريم العذراء في مديوغوريه عام 2002، وكانت تبلغ من العمر 18 سنة فقط، فذاقت معنى الحبّ الّذي قادها إلى سرّ الزّواج عام 2008، سرّ جعل الشّريكان يعيشان حياتهما معًا "في السّرّاء والضّرّاء" وفي "الصّحّة والمرض".

في سنوات زواجهما الأولى، واجه الزّوجان أوقاتًا صعبة عديدة بلغت ذروتها بفقدان ولديهما بعد ثلاثين دقيقة على ولادتهما. لكنّ الله جعل النّعمة تحلّ من جديد في حشا كيارا، فحملت بابنها فرانشيسكو عام 2010، إلّا أنّ مرضًا خبيثًا عكّر صفو فرحة الوالدين، إذ شخّص الأطبّاء إصابة الأمّ بسرطان في فمها.

عاطفة الأمّ اللّامحدودة منعتها من التّفكير بنفسها أو بتغليب "الأنا"، فرفضت قبل الولادة كلّ العلاجات الّتي قد تعرّض حياة الجنين للخطر. ولكنّها بدأت رحلة العلاج بعد وضع ابنها في أيّار/ مايو 2011، وكان المرض قد تقدّم وأفقدها قدرتها على الكلام والنّظر بوضوح، مختصرًا بذلك رحلتها على الأرض، فاتحًا لها أبواب السّماء من منزلها الزّوجيّ.

كانت كيارا طيلة فترة المرض شاهدة للفرح! فهي تقدّست بآلامها الّتي جعلتها تلتقي بالله وتتقبّل مرضها كنعمة وليس كنقمة، وتتهيّأ وزوجها للقائها بيسوع في ملكوته.

في 13 حزيران/ يونيو 2012، عانقت روح كيارا الله، ملهمة زوجها والمقرّبين منهما وكلّ من قرأ قصّتها، ناثرة تعزية في قلوب الكثيرين، ملقّنة إيّانا درسًا عظيمًا في الإيمان والصّبر والفرح والثّقة بمشيئة الله. هي إذًا كيارا كوربيلا.. قدّيسة من عصرنا!