بيئة
03 تشرين الثاني 2021, 09:00

قادة وشركات يتّخذون خطوات كبيرة في مؤتمر الأطراف COP26 لاستعادة الغابات وحمايتها

الأمم المتّحدة
تمّ الإعلان رسميًّا عن تعهّد محوري لإنقاذ واستعادة غابات كوكبنا في ثاني أيام قمة قادة العالم في مؤتمر الأطراف COP26، ومع هذه الصفقة جاءت قائمة طويلة من الالتزامات من الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص لمكافحة تغير المناخ، والحد من تدمير التنوع البيولوجي والجوع وحماية حقوق السكان الأصليين.

وعلى نحو ملائم، أضيئت القاعة العامة التي استضافت COP26 باللون الأخضر، وامتلأت الغرفة بتغريد الطيور وحفيف أوراق شجر قادمة من شاشات الفيديو العملاقة ومكبرات الصوت. وبدا الهدوء واضحا بين الوفود، كما لو أنهم يتنشقون هواء أنظف بالفعل.  

ورحّبت رئيسة الحفل، ساندرين ديكسون-ديكليف، بالمشاركين في الحدث حول الغابات واستخدام الأراضي خلال فعاليات COP26 يوم الثلاثاء، وقالت إن اليوم "سيكون يومًا بارزًا، فنحن نضبط النغمة لكيفية الحفاظ على رئة العالم."  

بعد ذلك، تمّ عرض فيلم رواه السير ديفيد أتنبورو على الشاشات: "من خلال تدمير الغابات، فإننا نلحق الضرر بالتنوع البيولوجي وبحياتنا.. توفّر الغابات المياه العذبة، وتنظف الهواء الذي نتنفسه، وتلهم القيم الروحية، وتوفر لنا الطعام.. يجب أن يكون التحدي الذي نواجهه الآن هو وقف البدء في استعادة الغابات. إنها مهمة ضخمة، وستحتاج كل دولة إلى نهجها الخاص."  

وتردّد صدى صوته الذي لا لبس فيه في جميع أنحاء المكان. وسُمعت دعوته إلى العمل.  

وصعد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى المنصة ليعلن توقيع 110 دول على الأقل - تمثل 85 في المائة من الغابات على كوكبنا - على إعلان قادة غلاسكو في COP26 المحوري بشأن الغابات واستخدام الأراضي، والالتزام بوقف وعكس إزالة الغابات بحلول عام 2030.

وقال: "إن حماية غاباتنا ليست فقط مسار عمل لمعالجة تغير المناخ، ولكن أيضًا من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا."

وسلّط السيد جونسون الضوء على انضمام الصين وروسيا والبرازيل إلى الوعد، والذي يُعتقد أنه يمكن أن يكون أيضًا فرصة "موازية" لخلق فرص العمل.

وظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والبرازيلي، جايير بولسونارو، في رسائل مسجلة مسبقًا تدعم التعهّد، من بين قادة آخرين تغيبوا عن المؤتمر.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تغريدة على حسابه على تويتر على أن "التوقيع على الإعلان هو الجزء السهل. ومن الضروري أن يتم التنفيذ الآن من أجل الناس والكوكب."

 

ما الذي يتضمنه الإعلان؟

في الإعلان، وعد القادة بتعزيز جهودهم المشتركة للحفاظ على الغابات والنظم البيئية الأرضية الأخرى وتسريع استعادتها، وكذلك تسهيل التجارة المستدامة وسياسات التنمية على الصعيدين الدولي والمحلي.  

ويشير النص أيضًا إلى تمكين المجتمعات المحلية، بما في ذلك الشعوب الأصلية، والتي غالبًا ما تتأثر سلبًا باستغلال الغابات وتدهورها. ويهدف الإعلان كذلك إلى تنفيذ وإعادة تصميم السياسات والبرامج الزراعية للحد من الجوع والعودة بالنفع على البيئة.  

ويُعتبر التمويل أيضًا عنصرًا رئيسيًّا في التعهّد، حيث وعد القادة بتسهيل مواءمة التدفقات المالية مع الأهداف الدولية لعكس اتجاه الفقدان والتدهور، مع ضمان السياسات لتسريع الانتقال إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا.

في العقد الأخير، تدفّق التمويل ما يقرب من 40 مرة إلى ممارسات استخدام الأراضي المدمِرة بدلًا من حماية الغابات والمحافظة عليها، وبدلًا من توجيهها للزراعة المستدامة.

ويسعى الالتزام الذي وقّعته أكثر من 30 مؤسسة مالية تغطي أكثر من 8.7 تريليون دولار من الأصول العالمية الخاضعة للإدارة إلى تغيير ذلك. ويهدف إلى الابتعاد عن المحافظ التي تستثمر في سلاسل توريد السلع الزراعية ذات المخاطر العالية لإزالة الغابات ونحو الإنتاج المستدام.

 

"حلوى خالية من الشعور بالذنب"

إنضم رئيس إندونيسيا، جوكو ويدودو، إلى بوريس جونسون في إعلان أن 28 دولة، تمثل 75 في المائة من التجارة العالمية في المنتجات الرئيسية التي تهدّد الغابات، مثل زيت النخيل والكاكاو، التزمت بمجموعة من الإجراءات لتحقيق تجارة مستدامة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بصوت جهور: "حلوى خالية من الشعور بالذنب!" مشيرًا إلى أن خارطة طريق التجارة في الغابات والزراعة والسلع للعمل هي شراكة جديدة بين حكومات البلدان المنتجة والمستهلكة الرئيسية لكسر الصلة بين إزالة الغابات والسلع الزراعية.

ستسرع خريطة الطريق الإجراءات التي تحفز الاستدامة في سلسلة التوريد، وتدعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على المشاركة في الأسواق، وتحسين شفافية سلاسل التوريد ودفع التكنولوجيا الجديدة والابتكارات.

ولم يتوقف الإعلان هنا. فقد قدم المشاركون في استضافة COP26 تعهُد "حوض الكونغو" والذي تم التوقيع عليه من قبل أكثر من 10 دول، وصندوق بيزوس للأرض والاتحاد الأوربي لحشد 1.5 مليار دولار لحماية الغابات وتربة الخث (التي تحتوي على كمية كبيرة من المواد العضوية) ومخازن الكربون الأخرى المهمة.  

وقال رئيس غابون، علي بونغو أونديمبا: "إن حوض الكونغو هو قلب القارة الأفريقية ورئتها، ولا يمكننا الانتصار في المعركة ضد تغير المناخ إذا لم نحافظ على حوضه قائمًا."

وفقًا لرئيس وزراء المملكة المتحدة، فإن المبادرة أيضًا جزء من التعهّد العالمي الجديد لتمويل الغابات بأكثر من 12 مليار دولار.

وقال: "إن هذا أكبر الالتزامات الجماعية للأموال العامة للعمل المناخي في التاريخ. دعونا ننهي هذه المذبحة العالمية الكبيرة التي تحدث بالمنشار."

 

الولايات المتحدة وكولومبيا تعلنان أيضًا عن التزامات

وفي الفعاليات اليوم، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلده ملتزم بضمان المياه المجانية والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية مجتمعات السكان الأصليين وتقليل مخاطر انتشار الأمراض.

وأضاف السيد بايدن أن 20 مليون هكتار من أراضي الغابات قيد الاستعادة وأن الولايات المتحدة تعلن عن خطة جديدة لدعم وقف إزالة الغابات واستعادة مصارف الكربون.

وقال: "نحتاج إلى التعامل مع هذه القضية بنفس الجدية، مثل إزالة الكربون من اقتصاداتنا. هذا ما نفعله في الولايات المتحدة."

وفي إشارة إلى أنه سيتم حشد مليارات الدولارات، أضاف السيد بايدن أن الولايات المتحدة تهدف إلى دعم استعادة 200 مليون هكتار من الغابات بحلول عام 2030. "الخطة هي الأولى من نوعها."

في غضون ذلك، وعد الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، بحماية 30 في المائة من أراضي بلاده بحلول عام 2022.

وقال: "لا يمكننا الانتظار حتى عام 2030، يجب أن نتحرك الآن لحماية غاباتنا" وكسبت كلمته ترحيب القاعة بوصفها واحدة من أكثر الوعود الطموحة التي تم تقديمها في مؤتمر الأطراف هذا.  

 

وعد جيف بيزوس وإجراءات القطاع الخاص الأخرى

"الطبيعة جميلة لكنها أيضا هشة. تم تذكيري بذلك في تموز/يوليو عندما ذهبت إلى الفضاء مع Blue Origins." هذا ما قاله مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين.

وأضاف يقول: "لقد قيل لي إن رؤية الأرض من الفضاء تغير العدسة التي ترى العالم من خلالها، لكنني لم أكن مستعدًا لمدى صحة ذلك."

من خلال صندوق بيزوس للأرض، تعهّد بتقديم ملياريْ دولار إضافيين كتمويل للمساعدة في استعادة الطبيعة وتحويل النظم الغذائية.

وكان الصندوق قد تعهّد بمليار دولار أخرى في وقت سابق من أيلول/سبتمبر.  

وقال بيزوس: "هل سنعمل في هذه الغرفة معًا لتحسين العالم الطبيعي من أجل أطفالنا وأحفادنا؟ وأنا أعلم أن الإجابة هي نعم.. أتطلع إلى العمل معًا في هذه الرحلة المهمة."

 

كما تم إطلاق ثلاث مبادرات رئيسية أخرى يوم الثلاثاء:

سيعلن صندوق التمويل المبتكر لمنطقة الأمازون وسيرادو وتشاتشو (IFACC) عن تخصيص ثلاثة مليارات دولار لتسريع حماية الغابات ومنتجات فول الصويا والماشية الخالي من التحويل في أميركا اللاتينية.  

تحالف استثمار رأس المال الطبيعي التابع لمبادرة الأسواق المستدامة (NCIA) وهي منظمة أسسها أمير ويلز لتعزيز الاستثمار الخاص في رأس المال الطبيعي، وأعلن عن 12 عضوًا جديدًا وخطط لحشد رأس مال خاص بقيمة 10 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2022.

سيتم تأمين مليار دولار أولية من الأموال العامة والخاصة من خلال خفض الانبعاثات عبر تحالف تسريع تمويل الغابات (LEAF) الذي يضم شركات كبرى مثل دلتا وPWC وإير بي آند بي، ويونيليفر. سيوفر هذا تمويلًا للبلدان التي تنجح في خفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات، شريطة أن يتم التحقق من هذه التخفيضات وتأكيدها بشكل مستقل. سيتم توفير التمويل فقط من قبل الشركات الملتزمة بالفعل بخفض الانبعاثات في سلاسل التوريد الخاصة بها.  

 

المؤسسات المالية

تمّ تقديم بيان مشترك من تسعة بنوك تنمية متعددة الأطراف، بما في ذلك البنك الدولي، لدعم جميع الاستثمارات والتحولات المعلنة.

وفيه، تلتزم بتعميم الطبيعة في استثماراتها وفي حوار السياسات مع البلدان.  

 

تفاعل قادة السكان الأصليين

يعتمد أكثر من 1.6 مليار شخص في جميع أنحاء العالم على الغابات لكسب عيشهم، والشعوب الأصلية هي الوصية على 36 في المائة على الأقل من الغابات الكبيرة السليمة في العالم.  

وتظهر الأدلة أنه عندما يتم تمكين السكان المحليين من إدارة الغابات، فإن الغابات تحظى بالحماية والإدارة بشكل أفضل. وقد تفاعل العديد من قادة السكان الأصليين من مختلف أنحاء العالم مع غابة غلاسكو وتعهُد الأرض خلال الحدث.

وقال تونتياك كاتاك، نائب منسق تنسيق منظمات السكان الأصليين في حوض الأمازون: "سوف نبحث عن دليل ملموس على حدوث تحول في طريقة استثمار الأموال. إذا كان 80 في المائة مما هو مقترح موجهًا لدعم حقوق الأرض ومقترحات المجتمعات الأصلية والمحلية، فسنرى انعكاسًا دراماتيكيًّا في الاتجاه الحالي الذي يدمّر مواردنا الطبيعية."

وأكّد متحدّثًا في الجلسة العامة باللغة الإسبانية: "نحن مستعدون للعمل، وسنعمل معًا ولن نغرق.. كلّنا نسافر في نفس الزورق في حوض النهر."