دينيّة
08 أيار 2016, 06:00

في مثل هذا اليوم... وُلد القدّيس شربل!

ريتا كرم
8 أيّار 1828، في ذاك اليوم علا بكاء مولود "قدّيس" في منزل أنطون مخلوف وبريجيتا الشّدياق في بقاع كفرا، صبيّ أشارت تصرّفاته منذ حداثته إلى مستقبله المقدّس.

 

هو شربل مخلوف عميد القدّيسين في لبنان والّذي أصبح بعد مئة وثمانية وثمانين سنة شعلة توقد حرارة القلوب التّوّاقة إلى الله، وتغرز جذور الإيمان في نفوس تحوّلت إلى خصبة بعد تعرّفها إليه. فأضاء درب السّالكين في الظّلمة، ورافق كلّ من طلب صداقته في دروب الحياة المتعرّجة، وداوى المتألّمين بالرّوح والجسد.

هو القدّيس الّذي بكلماته القليلة وأقواله المأثورة، قدّم فلسفة عميقة بعيدة كلّ البعد عن "الفزلكة" و"التّفلسف"، فسلفة لم يدوّنها في كتب أو يؤلّف حولها دواوين، روحانيّة لا تقوم على الوعظ وإنّما على التّبشير بالفعل والشّهادة، وغالباً ما هي أفعال وتضحيات خفيّة للبشر ومرئيّة لله وحده.

هو الكبير المتواضع تواضع الطّفل الّذي لم يهتمّ يوماً لا لمقام ولا لمنصب. فكان راهباً عاملاً طائعاً، فقيراً، عفيفاً، وديعاً وصبوراً. هو الصّامت المصغي في حضرة الرّبّ والمتأمّل بكمالات الخالق بفاه مطبق باحثاً عن غذاء الرّوح والاتّحاد بالله، فما كان سبيل لذلك سوى بالنّسك والعزلة في غمرة السّكون والسّكوت فعانق الرّوح وسكر بالله وسجد للقربان المقدّس وناجى مريم والدة الإله في محبسة مار مارون في عنّايا حيث يزحف الملايين إلى ذاك المقام ليخاطبوا شربل ويناجوا الرّب بواسطته.

إذاً، هو شربل الّذي لكلّ بيت لبنانيّ حكاية معه. هو الّذي ذاع صيته من وطن الأرز إلى العالم كلّه فطلب الكثيرون شفاعته. هو القدّيس الطّبيب، والبارّ الصّديق الّذي نحيي اليوم ذكرى ميلاده ونطلب بركته لوطنه لبنان ولكلّ بلد يسير اليوم على درب الجلجلة فيقوده نحو الخلاص.