بيئة
27 آذار 2019, 07:21

في أعقاب إعصار إيداي، الأمين العام يحذر من تنامي آثار تغير المناخ

بعد أن تعرضت موزمبيق وزيمبابوي وملاوي لواحدة من "أسوأ الكوارث المرتبطة بالطقس في تاريخ أفريقيا"، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة مجتمع المانحين الدوليين دعم أعمال الاستجابة الإنسانية الجارية هناك في أعقاب الإعصار المداري إيداي.

 

بصحبة وكيله  للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، تحدث الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى الصحفيين في المقر الدائم بنيويورك اليوم الثلاثاء، محذرا من تنامي مخاطر تغير المناخ، خاصة في البلدان الضعيفة مثل موزمبيق، ما لم تتخذ دول العالم إجراءات عاجلة.  وقال إن "مثل هذه الأحداث أصبحت أكثر تواترا وأكثر حدة ودمارا وأكثر انتشارا. وهذا سوف يزداد سوءا إذا لم نتصرف الآن."  

وصرح الأمين العام بأن هذه الكوارث المرتبطة بالطقس والمناخ هي السبب في إعلانه عقد قمة المناخ في سبتمبر، من أجل حشد مزيد من التعهدات للعمل على التخفيف من حدة آثار تغير المناخ والتكيف معها.  

ووصف السيد غوتيريش معاناة الناس المفجعة في الدول الثلاث قائلا: 

"بلغ عدد القتلى في الدول الثلاث 700 على الأقل، لكن لا يزال هناك المئات في عداد المفقودين. أثر الدمار على نحو ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم تقريبا في موزمبيق. مليون طفل على الأقل بحاجة إلى مساعدة عاجلة، وقد يرتفع هذا العدد. نخشى أن قرى بأكملها قد جرفت في أماكن لم نصل إليها بعد." 

وأشار الأمين العام إلى التقارير التي تفيد بدمار بنية تحتية بقيمة مليار دولار، حيث لا تزال الكهرباء معطلة في العديد من المناطق المتأثرة. وبسبب دمار الطرق، تضاعفت أسعار البضائع وأصبحت بعيدا عن متناول الكثيرين. ففي مدينة بيرا على سبيل المثال، تكلف علبة الطماطم حوالي 500 ميتيكال (حوالي ثمانية دولارات)، كما قال الأمين العام. 

وتوجه الدبلوماسي البرتغالي برسالة، بلغته الأم، إلى شعوب الدول الثلاث أعرب فيها عن تضامنه معهم، وحزنه الشديد لرؤية مئات الوفيات الناجمة عن إعصار إيداي. وقال: 

"أردت اليوم أن أخبر سلطات وشعب موزمبيق، وعلى وجه الخصوص الأشخاص الأكثر تضررا: ’نحن معكم! ولن ننساكم.‘ يجري الآن تعزيز دعم الأمم المتحدة، وسيكون دعما دائما. وعندما نتمكن من اجتياز هذه المرحلة الإنسانية الطارئة سنكون هناك لدعم جهود موزمبيق لاستعادة طريق التنمية." 

ومنذ بداية الأزمة، كانت فرق الطوارئ التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها حاضرة على الأرض، كما أكد الأمين العام، حيث قامت بإسقاط مساعدات جوا تحتوي على الأطعمة والأدوية ومعدات تنقية المياه والمأوى للمجتمعات المحاصرة بمياه الفيضانات.  

"لقد وصلنا إلى 100 ألف شخص بمساعدات غذائية ونعمل على التوسع للوصول إلى الكثير والكثير غيرهم."  

ومن المقرر أن يصل مدير برنامج الأغذية العالمي إلى موزمبيق اليوم لتفقد جهود الاستجابة. وقد استخدم البرنامج الطائرات بدون طيار لدعم سلطات إدارة الكوارث في البحث عن المفقودين وتحديد الاحتياجات عبر المناطق المتضررة.  

ومع ارتفاع منسوب المياه، حذر أمين عام الأمم المتحدة من احتمال تزايد مخاطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه: 

"نحن في سباق مع الزمن لمنع انتشار الأمراض الفتاكة المحتملة. تشكل المياه الراكدة ونقص النظافة العامة والازدحام أماكن خصبة للأمراض مثل الإسهال والكوليرا والملاريا." 

وكان الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة قد أعلن على الفور تخصيص 20 مليون دولار للمساعدة في بدء الاستجابة. وأطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلا بقيمة 281.7 مليون دولار لصالح موزمبيق وحدها، على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. وبالإضافة إلى ذلك، قال السيد غوتيريش إن نداء آخرا سيصدر من أجل زيمبابوي، وستعلن حكومة ملاوي في الأيام المقبلة عن خطة الاستجابة.  

وبينما أبدى عدد من البلدان الدعم للاستجابة الإنسانية، نوّه الأمين العام إلى وجود "حاجة إلى دعم أكثر من ذلك بكثير".