دينيّة
14 تشرين الثاني 2016, 09:00

فيلبّس.. الرّسول المولع باللّه

ريتا كرم
"يا ربّ، أرنا الآب وحسبُنا" (يو 14/8) قول شهير لفيلبّس الرّسول، قول ربّما يحدّد شخصيّة صاحب العيد اليوم، شخصيّة تذكّرنا بتوما الرّسول: عفويّ، واقعيّ وعمليّ. هو سمع كلام الرّبّ، رأى أعاجيبه فآمن به وأحبّه وكرّس حياته لخدمة البشارة.

 

نعم، إنّه من اختاره الرّبّ من بين الكثيرين ليكون أحد تلاميذه الإثني عشر، لا بل كان أوّل من دعاه قائلاً له: "إتبعني"، فترك كلّ شيء وتبع المعلّم لأنّه تلقّى كلّ وصاياه وحفظها، فتشبّث بالكرمة وكان من بين الأغصان المثمرة.

هو فيلبّس من "بيت صيدا"، مسقط رأس الرّسولين بطرس وأندراوس. هو لبس المسيح وثبُت فيه بعد أن نال حصّته من الرّوح القدس في أحد العنصرة، يوم حلّ على الرّسل؛ فانطلق بعدها نافضًا عنه كلّ قديم، لابسًا روح الله ماضيًا إلى آسيا الصّغرى مبشّرًا مدّة عشرين سنة بالمسيح، وصانعًا باسمه الآيات.

من أجله، تحمّل كلّ الإهانات وقبل جمّ الشّتائم الّتي انهالت عليه فما تكدّر من الألم والعذاب الّذين عاشهما نتيجة إيمانه، بل واجه كلّ ذلك بصلابة وشجاعة إلى أن ألقى الوثنيّون القبض عليه في هيرابوليس حيث جرّوه أرضًا وصلبوه رأسًا على عقب، وهناك أسلم الرّوح فاهتزّت الأرض، وإذا بخشوع عظيم يسكن قلوب الوثنيّين الحاضرين الّذين أدركوا أنّ قوّة عليّة أنزلت غضبها فتزلزلت نتيجته الأرض، وكانت تلك لحظة إعلان لمجد الله، لأنّهم رأوا فآمنوا!

واليوم، في ذكرى القدّيس فيلبّس، نرفع الصّلاة إلى الجزيل الرّحمة، فنتوسّل إليه- بشفاعة فيلبّس المولع بالله، ذاك الصّفيّ البارّ، التّلميذ الّذي شابه معلّمه بآلامه والّذي جال المسكونة يكرز باسمه- أن يحفظ كنيسته ويجعلنا أغصانًا حيّة ومثمرة متشبّثة بالله الكرمة حتّى دهر الدّاهرين، آمين!