غوتيريش يدعو إلى التكاتف لإنجاح المفاوضات والتحضيرات لمؤتمر المناخ المرتقب
جاء ذلك خلال إحاطته أمام الدول الأعضاء اليوم الاثنين كجزء من الاستعدادات للدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بالمناخ، أو COP26، والتي ستعقد في غلاسكو بأسكتلندا، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
يذكر أنه كان من المقرّر عقد COP26 العام الماضي، ولكن كان لا بد من تأجيله بسبب جائحة كوفيد-19.
وإلى جانب الأمين عام أنطونيو غوتيريش، تحدّث أيضًا رئيس المؤتمر بالمملكة المتحدة ألوك شارما.
الجائحة لن تكون عقبة في طريقنا
وقد شدّد الأمين العام على الحاجة إلى زيادة توسيع التحالف المتنامي من أجل حياد الكربون، للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. كما أكد على أهمية المفاوضات الافتراضية في الأشهر المقبلة للتغلب على القيود التي تفرضها الجائحة وتحديات السفر.
"لا يمكنني أن أغالي في تقدير أهمية المفاوضات في الأشهر التي تسبق غلاسكو"، قال الأمين العام، مؤكدا أنه مع بقاء تسعة أشهر على موعد غلاسكو، واستمرار الجائحة في تعطيل الأعمال، فإن الأمم المتحدة تلتزم بضمان إجراء مفاوضات تحضيرية افتراضيا، وقال:
"لا يمكننا ببساطة السماح للجائحة بمنعنا عن العمل معا على المسار الحاسم المؤدي إلى غلاسكو. على الرغم من أنه ستكون هناك تحديات، يجب أن نتكاتف. هناك الكثير على المحك للقيام بخلاف ذلك".
وموضحا أهمية أن تتم المفاوضات التحضيرية لمؤتمر COP26 إفتراضيًّا، أشار إلى أنه بمرونة الدول الأعضاء وفي ظل التوجيه المبتكر لرئيس مؤتمر الأطراف والسيدة إسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، "يمكننا إدارة أعمالنا بطريقة شاملة وشفافة".
وفي هذا السياق، أوعز الأمين العام إلى مسؤولي الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم بإتاحة مكاتب ومواقع المنظمة للسماح لجميع البلدان بالمشاركة في المفاوضات الافتراضية، قائلا "سندعم هذه العملية بكل طريقة ممكنة لضمان نجاحها".
2021 عام حاسم
وبينما أقرّ السيد غوتيريش بالتقدّم الذي تمّ إحرازه خلال العام الماضي، بما في ذلك نحو خفض انبعاثات الكربون، قال إن ذلك "لا يكفي".
وأوضح لمندوبي الدول الأعضاء أن "العالم لا يزال بعيدا عن هدف البقاء ضمن حد 1.5 درجة مئوية (في ارتفاع درجة الحرارة) وفق اتفاق باريس. ولهذا السبب نحن بحاجة إلى طموح أعلى. طموح أكبر على صعيد التخفيف من آثار تغير المناخ، وطموح على صعيد التكيف مع هذا التغير وطموح في مجال التمويل".
وفيما وصف عام 2021 بأنه "عام حاسم في مكافحة تغير المناخ"، أعرب الأمين العام عن تطلعه إلى الدول الأعضاء للبناء على هذا الزخم في الطريق إلى غلاسكو.
وقال إن التحالف العالمي لجعل صافي الانبعاثات الصفرية حقيقة واقعة، يجب أن ينمو لتغطية أكثر من 90 في المائة من كل الكربون الذي يدخل الغلاف الجوي، مؤكدا أن ذلك يعد هدفا مهما للغاية بالنسبة للأمم المتحدة.
ولأن الالتزامات يجب أن تكون مدعومة بخطط واضحة وذات مصداقية، فقد حث البلدان على تقديم مساهمات محددة وطنيا أكثر طموحا، على النحو المبين في الاتفاق، مضيفا أن "الاقتصادات الرئيسية وأعضاء مجموعة العشرين يجب أن يقودوا الطريق".
دعم الدول الفقيرة
وقال الأمين العام إنه يجب أن نتخلص تدريجيا من الفحم بحلول عام 2040، بينما يجب أن نعيد توجيه تمويل القطاع وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى نحو حلول الطاقة النظيفة.
ودعا إلى تحقيق انفراجة في التكيف والمرونة، الأمر الذي يتطلب زيادة دعم الدول الضعيفة، بما في ذلك البلدان الأقل نموا في العالم والدول الجزرية الصغيرة النامية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة: "لدينا التزام أخلاقي للقيام بعمل أفضل بكثير، وبمبادرات وأدوات تمويل جديدة ومكثفة".
وأضاف "يجب على البلدان المتقدمة أن تفي بالتزاماتها التي قطعتها منذ أكثر من عشر سنوات والتي أعيد تأكيدها في باريس، لحشد 100 مليار دولار سنويا لتمويل العمل المناخي في البلدان النامية. يجب الوفاء بذلك بالكامل في الفترة التي تسبق COP26".