دينيّة
19 حزيران 2016, 08:00

عن قلب مريم..

ماريلين صليبي
هي مريم العذراء، هي من قبلت بشارة الملاك وحملت ابن الله في أحشائها تسعة أشهر.. هي صاحبة القلب المتواضع.

 

هي والدة المسيح يسوع، هي من ربّت ابنها الحبيب بحنان طوال ثلاثة وثلاثين عامًا، لترافقه بعدها على درب الآلام.. هي صاحبة القلب الحنون.

هي الأمّ الحزينة، هي من رأت ابنها يُجلَد بقساوة ويُهان بسخرية ويتلقّى الشّتائم والاتّهامات الباطلة، هي من غُرس في نفسها الألم على غرار غرس المسامير في يديّ ابنها وإكليل الشّوك على جبينه، هي من شهدت صلب ابنها الوحيد على قمّة الجبل بين لصّين.. هي صاحبة القلب الرّحوم.

هي أمّ العالم، هي من انتقلت إلى السّماء لتحرسه بعينيها الحنونتين.. هي صاحبة القلب الطّاهر.

ممتلئ بالصّلاح، مولع بالمحبّة، مغدق بالتّواضع، مُهدٍ بشعلته، عطوفٌ برحمته، وديعٌ بحنانه، قويّ بشفاعته، عظيم بقداسته.. هو قلب مريم الطّاهر.

قلبٌ يرى المحتاج فيُنعم عليه، يرى المريض فيشفيه، يرى اليائس فيُفرحه.

قلبٌ يرى المشرّد فيأويه، يرى الحزين فيعزّيه، يرى الخاطئ فيرحمه.

قلبٌ ينبض بالعذوبة والحبّ والإيمان.

قلبٌ ينير الدّروب المظلمة ويوقظ الضّمائر الرّاقدة.

فأمام قلبك يا مريم، نقف بثقة وثبات، نستنجدك في أيّامنا العسيرة، نأمل حضورك يوم الدّينونة لننال بشفاعتك نعم الخلاص التي نغرفها من قلبك الطّاهر على الدّوام...