عن تذكار القدّيس إندراوس ورفاقه الشّهداء...
كان هذا القدّيس قائد عساكر الرّومانيّين في الشّرق أيّام مكسيميانوس مضطهد المسيحيّين. الحروب التي كان يخوضها بعديد أقلّ من جيش الخصم كانت تتميّز بالإيمان. فهو لم ينفكّ ينفخ روح الحماسة في عسكره الذي لم يكن حينئذ مؤمنًا، ويشجّعه على الصّلاة معه إلى يسوع المسيح ربّ الجنود من أجل نيل النّصر ولو بقدرات متواضعة، فما كان من الرّبّ إلّا أن يستجيب لصلاته. النّصر إذًا كان حليفه الدّائم، وتبديد شمل الأعداء كان يأتي بالأعاجيب، أمر باهر ومقدّس دفع بالجنود الذين كانوا معه إلى الإيمان واعتناق المسيحيّة ونيل سرّ المعموديّة.
غير أن الوثنيّين لم يرضوا بهذا التّحوّل الإيمانيّ، فأمروهم بأن يكفروا بالمسيح ويعودوا إلى عبادة الأوثان، لكنّهم رفضوا. الثّبات والمجاهرة بالإيمان كانا عنوان حياتهم، فقال إندراوس قائدهم للوالي: "نحن جنود أمناء للملك. وقبل ذلك نحن جنود الإله القدير على كلّ شيء". عندها كان الموت نصيبهم، فالقدّيس إندراوس ورفاقه لم يحاولوا المقاومة رغم قدرتهم على النّجاة، إلّا أنّهم اختاروا الشّهادة وسفك دمهم لأجل المسيح.